أحمد بهاء الدين يكتب : حوادث الطرق وحفلة پورشه.. وتجربة رولزرويس «الملكية» !
الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أصدر منذ أيام تقرير، كشف فيه عن أعداد حوادث الطرق فى بلدنا، خلال النصف الأول من ٢٠١٧. الإيجابى فى التقرير أن معدل الحوادث انخفض بنسبة ١٧٫٨٪ وفقا لما نشرته المصرى اليوم الاثنين الماضى. وقد بلغ عدد الحوادث فى النصف الأول ٥٨٣٦، مقابل ٧١٠٧ لنفس الفترة خلال ٢٠١٦. وفقا لتقرير الجهاز المركزى، فإن حوادث النصف الأول أسفرت عن مقتل ١٩٢٩ شخص وإصابة ٧٢١٧، وتلف ٩٠٠٦ مركبة. وتناول التقرير بعض التفاصيل مثل عدد الحوادث التى وقعت على الطرق السريعة، ونسبتها مقارنة بحوادث السيارات داخل المحافظات. ما توقفت عنده «بالفعل» فى تقرير الجهاز المركزى، هو الادعاء بأن العنصر البشرى كان سببا فى وقوع ٧٨٫٩٪ من الحوادث، بينما أرجع ١٣٫٨٪ للحالة الفنية للمركبات!
أولا، مافيش حاجه فى الدنيا اسمها وقوع حوادث بسبب الحالة الفنية للمركبات -غير عندنا طبعا- لأن الطبيعى أن جميع المركبات تخضع للفحص عند الترخيص، بجانب الصيانة المستمرة من قبل مالك السيارة. الحالة الفنية للسيارة أو أى مركبة، تعتبر مسؤوليه السائق. ولا يجب أن تعفيه الأعطال أو حالة الإطارات من المسؤولية عند وقوع حوادث. الحاجه التانية، إزاى الجهاز المركزى أرجع ٧٨٫٩٪ من الحوادث للعنصر البشرى؟! ولَم يشير مطلقا إلى حالة الطرق، والبنية الأساسية؟! اللى أعرفه إن علشان العنصر البشرى يخطئ، لازم يكون فى نظام الأول!. قانون صارم. إشارات ضوئية تعمل، ومراقبة بالكاميرات. خطوط بارزة تفصل بين حارات الطريق. لوح إرشادية واضحة. أماكن مخصصة لعبور المشاة. بنية أساسية تحقق -على الأقل- الحد الأدنى من التنظيم، وهيه مش موجودة فى بلدنا بالتأكيد! إزاى يتم الإلقاء باللوم على العنصر البشرى فى ٧٨٫٩٪ من الحوادث! كما لو كان مطلوب منا تنظيم أنفسنا داخل شوارع وطرق بدون حارات، ولا أولويات للمرور، ولا سرعات محددة، ولا حقوق ومناطق للمشاة!
- ●●
الأسبوع الماضى، كنت أنا والصديق العزيز أحمد عمار، رئيس تحرير مجلة «أوتوزوون»، ضيوفاً فى حفل ختام العام لپورشه فى دبى. تم خلاله استعراض إنجازات وأرقام ٢٠١٧، وتم الحديث عن الخطط المستقبلية للشركة بالطبع. وعندما نذكر مصطلح «خطط مستقبلية» اليومين دول تقفز فورا السيارات الكهربائية. بالنسبة لشركة رائدة مثل پورشه، فهى دائما تتعلم من عالم سباقات السيارات ورياضاتها. ثم تنقل لنا هذه الخبرة فى السيارات التسويقية. وهو ما يجعلها دائما مقتربة إلى الكمال! مافيش حاجه هاتتغير فى سياسة الشركة فيما يخص العربيات الكهرباء. پورشه أعلنت عن خروجها من سباق التحمل «لومان ٢٤ ساعة» بعد فوزها لثلاث سنوات متتالية. وأعلنت أيضا انضمامها لبطولة Formula E وهى تعتبر النسخة الكهربائية من بطولة الفئة الأولى F1. لذلك أعتقد أننا ننتظر ثورة صناعية مدهشة فى عالم السيارات الكهربائية، ومعايير جديدة توازى تلك التى حققتها السيارة 911 على مدار أكثر من ٦٥ عاما فى الصناعة.
- ●●
خلال زيارتى الأخيرة لمدينة دبى، قمت بقيادة واحدة من سيارات رولزرويس!. تجربة «ملكية» بكل ما تحمله الكلمة من معانى. رولزرويس لم تكن أبدا واحدة من السيارات التى أرغب فى قيادتها. الذين يمتلكون هذه السيارات الفاخرة جدا، ورلزرويس بالتحديد، فى الغالب لا يقومون بقيادتها بأنفسهم. التجربة الحقيقية دائما تكون فى المقاعد الخلفية، حيث تظهر فخامة السيارة بشكل كامل.
ولكن لأن كل شيء فى الصناعة يتغير، رولزرويس أصبحت «فجأة» سيارة محببة جدا لنجوم هوليوود، ومغنيين الراب وأبطال الملاكمة. المشاهير حول العالم أصبحوا يقتنونها، ويقومون بقيادتها بأنفسهم. الحقيقة أن رولزرويس نجحت فى تحقيق معادلة غريبة جدا، وهى أن تظل سيارة «ملكية» وفِى نفس الوقت تجتذب فئات عمرية أصغر سنا. لهذا فكرت أن أختبر السيارة Dawn. وهى Drophead Coupe، سيارة مكشوفة ببابين وأربعة مقاعد. أصغر من Phantom بالطبع، ولكنها تعتمد أيضا على موتور كبير ١٢ سلندر وطولها يبلغ ٥٫٣ متر، يعنى عربية عملاقة! بمجرد أن تجلس خلف عجلة القيادة، تبدأ فى اكتشاف أبعاد جديدة تماما، لم تكن تعرفها عن السيارات. العربية ليها رهبة عجيبة! ارتفاعها عن الأرض، والطول المبالغ فيه للمقدمة وعلامة Spirit of Ecstasy المجسمة أمامك. جميع تلك العناصر تُدخلك فجأة إلى عالم الملوك!. رولزرويس ليست السيارة التى تركز على قيادتها وتجربتها بالمعنى المتعارف عليه. هى فى حد ذاتها تجربة فريدة وبُعد أخر، لا يشبه شيئا فى عالم السيارات. حتى Dawn Black Badge التى تعتبر «أصيّع» سيارة فى العائلة مازالت تفرض هذه الرهبة بمجرد ظهورها. وتمنح هذه التجربة الملكية، لكل من يقودها أو يجلس حتى بداخلها. الأسبوع القادم سوف نتحدث بالتفصيل عن تجربتنا الحصرية لـ Dawn Black Badge فى دبى، سوف نناقش التصميم، والأداء. وسوف نناقش أيضا العنصر الأكثر أهمية، وهو: هل نجحت فعلا رولزرويس فى مخاطبة أجيال أصغر سنا من خلال سيارات مثل Dawn و Wraith؟!..