اخبار

السيارات الكهربائية لاقت اقبالا كبير خلال معرض أوتوماك فورميلا

شهدت السيارات الخضراء في معرض أوتوماك فورميلا 2018، الذي أقيم مؤخرا حضورا لافتا مع سعي الشركات العالمية لاستغلال الخطط الحكومية المصرية لنشر ثقافة شراء واستخدام المركبات الصديقة للبيئة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، في محاولة لمواجهة التلوث وتقليل استخدام الوقود.

وقد  استطاع معرض أوتوماك فورميلا خلال دورة هذا العام توجيه أنظار المصريين للسيارات الكهربائية التي تدخل للمرة الأولى حلبة الاستعراض في هذا الحدث الدولي.

وشاركت أكثر من 40 علامة تجارية قدمت نحو خمسين طرازا جديدا تتراوح بين الفاخرة والاقتصادية في المعرض، الذي اختتمت فعالياته نهاية الشهر الماضي بمركز مصر للمعارض الدولية في القاهرة.

وكانت أكثر الأسئلة التي تلقها العارضون تلك التي تتعلق بالجديد في مجال السيارات الخضراء وطبيعة أدائها والمزايا التي تتمتع بها، وطبيعة مستقبلها في مصر، بما يؤكد الاهتمام المتزايد بها من الجمهور رغم استمرار المخاوف المتعلقة بمحطات الشحن.

وقال أحمد إبراهيم، مسؤول بإحدى الشركات العارضة، لـ”العرب” إن “المعرض فتح الباب أمام المصريين للتعرف عن قرب على مزايا السيارات الخضراء والهجينة وتجربتها من حيث القيادة والشحن والشكل الخارجي، إلا أن عدم انتشار محطات الشحن بجميع المناطق، قد يقف بطريق انتشارها على المدى القريب”.

وأوضح أن حجم طلبات الشراء للسيارات الكهربائية التي تلقتها شركته وصل إلى 20 طلبا، وهو رقم غير متوقع، حتى أن بعض الشركات التي تمتلك طرازات كهربائية أو هجينة، ولم تشارك أعلنت أنها ستعطي أولوية لذلك النمط من السيارات في الدورة المقبلة.

ويرى خبراء القطاع أن مصر تمثل سوقا واعدة لمصنعي السيارات الكهربائية، في ظل التزايد المستمر في عدد السكان وخطط القاهرة لتقليص حجم السيارات التقليدية البالغة نحو 4.7 مليون مركبة، وفقا للبيانات الرسمية، لتقليل معدل استهلاك الوقود وتحجيم التلوث بالمدن.

وسعت الشركات إلى الترويج لإصدارتها القديمة من السيارات الكهربائية لتقديم نفسها للسوق المستعمل بالسوق المصرية، على اعتبار أن إصدارتها الحديثة مرتفعة الثمن، قد لا تجد صدى كبيرا عند الفئات المختلفة للجمهور.

ولعل الصانع الأبرز الذي ظهر في أروقة المعرض، شركة تسلا المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، والتي تنافس بشدة في سوق يزداد اتساعا.

وعرضت الشركة ثلاثة طرازات وهي تسلا 3 التي تمتاز بقوة بطارية 75 كيلوواط/ س تمكنها السير لمسافة 500 كلم على الشحنة الواحدة، بجانب موديلي تسلا إس، الأكبر حجما ببطارية 100 كيلوواط/ س ومدى سير إلى 375 كلم للشحنة الواحدة، وتسلا إكس ببطارية بقدرة 100 كيلوواط/س بمدى سير يبلغ 434 كلم.

وقدمت رينو الفرنسية سيارتها الاختبارية الصغيرة تويزي التي يصل مداها إلى 85 كلم بأقصى سرعة 80 كم/س، ومزودة بمحرك كهربائي بقدرة 13 كيلوواط، والمخصصة للسير داخل المدن، بجانب طراز زوي الكهربائي المزود ببطارية 22 كيلوواط بمدى 400 كلم للشحنة الواحدة، وبسرعة قصوى 135 كم/س.

وجذبت شركة زوتي اهتمام الجمهور بعرضها لطراز إي 200 الذي يبلغ مدى البطارية فيه 220 كم للشحنة الواحدة بقوة 60 كيلوواط، وطراز واي 100 المزود بمحرك بقدرة 27 كيلوواط، وبمدى 200 كلم، وأخيرا تي 300 المزودة بمحرك بقوة 53 كيلوواط بمدى سير يبلغ 250 كم.

وأحجمت الشركات العارضة عن تحديد أسعار الموديلات، باستثناء شركة زوتي الصينية التي طرحت 3 طرازات مختلفة بأسعار تتراوح بين 18 و28 ألف دولار لكنها تظل مرتفعة عند مقارنتها بنظيراتها من السيارات التقليدية.

وعرضت شركة شيفرولية سيارة بولت بسرعة 146 كم/ س بمدى سير 520 كم للشحنة الواحدة وبعزم 360 نيوتن/ متر، لكنها أشارت إلى أن تحديد السعر سيكون في يناير المقبل مع بداية طرحها في أسواق منطقة الخليج.

كما عرضت هيونداي الكورية الجنوبية طرازين من أيونيك، أولهما كهربائي بالكامل بسرعة قصوى 165 كم دون تحديد سعره، والثاني هجين مزود بمحرك كهربائي بقوة 120 حصانا، بجانب آخر تقليدي بسعر 32.2 ألف دولار.

ومثلت سيارة هيونداي الفئة الوحيدة الهجين التي تجمع بين محركين، أحدهما كهربائي وآخر يعمل بالوقود في معرض أوتوماك.

 

وحاولت شركة شنايدر إليكتريك، التي تعمل بمصر في إنشاء مواقع الشحن، الترويج لثقافة السيارات الخضراء خلال المعرض بعرض بمجموعة الشواحن التقليدية والسريعة، التي تسمح لمستخدمي السيارات الكهربائية بشحن 80 بالمئة من البطارية.

وانتهت شركة ريفولتا إيجيبت المصرية المتخصصة في تسويق تكنولوجيا السيارات الكهربائية في البلاد من تشغيل 49 محطة شحن من بين 65 يفترض تشغيلها قبل نهاية العام الحالي ضمن خطة لإنشاء 300 محطة قبل عام 2020، تشمل مراكز التسوق والمطاعم والنوادي الرياضية ودور السينما والجامعات.

وسمحت القاهرة بفتح استيراد السيارات الكهربائية المستعملة بشرط ألا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات بخلاف سنة الإنتاج حتى تاريخ الشحن أو التملك. وبدأت العديد من الشركات المحلية التفاوض بالفعل على الاستيراد.

وأعلنت الشركة القابضة للنقل البحري والبري الحكومية مؤخرا بدء إنتاج سيارات كهربائية بالتعاون مع شركة دونغ فينغ الصينية لصناعة السيارات، بتصنيع محلي يصل إلى 70 بالمئة.

وبموجب الاتفاق بين الجانبين سيتم إنتاج حوالي 200 سيارة في العام الأول، على أن ترتفع الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 10 آلاف سيارة كهربائية في السنة الخامسة.

وتراهن الشركات العالمية، التي دخلت منذ فترة في مرحلة جديدة من التصنيع، الذي ينسجم مع البيئة على رفع أسعار الوقود في تعزيز ثقافة شراء السيارات الكهربائية بمصر مع تحسن شبكات الطرق وتوفير محطات الشحن.

ولكن المشكلة الرئيسية تبقى في ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية عن نظيرتها التقليدية، علاوة على صغر حجمها، الذي قد يواجه مشكلات مع ارتفاع متوسط أعداد العائلة الواحدة لما فوق الأربعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى