الصين تقود صناعة السيارات ومبيعاتها الخارجية 2.5 مليون سيارة
أظهرت بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية أن الشحنات الخارجية من السيارات المصنوعة في الصين زادت ثلاثة أضعاف منذ 2020 لتبلغ أكثر من 2.5 مليون العام الماضي، بفارق بسيط قدره حوالي 60 ألف سيارة عن ألمانيا التي تراجعت صادراتها في السنوات الأخيرة.
وتنذر أرقام الصين، وهي تُصنَّف الآن خلف اليابان لكن قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بظهور منافس صعب لعمالقة هذه الصناعة الراسخين.
وتتصدر العلامات التجارية الصينية الآن أسواق الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية .. أما في أوروبا، فإن السيارات المصنوعة في الصين والتي تباع في القارة بغالبيتها نماذج كهربائية من تسلا وعلامات تجارية أوروبية سابقة تملكها الصين مثل “فولفو” و (MG) و (Dacia).
تصنع سيارات (BMW) الكهربائية الأكثر مبيعاً في العالم من طراز (iX3) حصرياً في الصين لتُصدّرها إلى أوروبا. كما تشهد مجموعة كبيرة من العلامات التجارية المحلية صعوداً أيضاً، مثل (BYD) و (Nio)، وتطمح للسيطرة على عالم السيارات الحديثة المعتمدة على الطاقة الكهربائية.
وقد تمكنت BYD بدعم من بيركشاير هاثاواي ورئيسها التنفيذي وارن بافت، من جذب مشتري السيارات الكهربائية في الدول المتقدمة كأستراليا.
ويؤكد شو هايدونج نائب كبير المهندسين في الرابطة التي تدعمها الدولة، أن تلك مجرد البداية.. قال إن الهدف هو بيع 8 ملايين سيارة ركاب خارج البلاد بحلول 2030، وهي أكثر من ضعف شحنات السيارات اليابانية.
ويثبت هذا الاتجاه أن الصين لم تعد مجرد “مَصنَع للعالم” ينتج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية منخفضة التكلفة والآلات وهدايا ألعاب الميلاد.
لقد انتقلت الصين عبر التحول إلى منتجات أكثر تعقيداً وتطوراً إلى أسواق تنافسية شديدة التنظيم، رافعةً سلسلة القيمة التصنيعية، وهي محرك نمو أساسي حوَّل اقتصاداً شيوعياً متعثراً إلى طاغوت شبه رأسمالي يبلغ اليوم 18 تريليون دولار.
ويصنف مؤشر التعقيد الاقتصادي لدى مختبر النمو في جامعة هارفرد، الذي يحلل نطاق صادرات الدول، الصين في المرتبة 17 عالمياً، بعدما كانت في المرتبة 24 قبل عقد.
وقد علّق أولا كالنيوس، الرئيس التنفيذي لمجموعة “مرسيدس بنز” في أكتوبر أثناء معرض باريس للسيارات: “لا بد لنا من تعقبهم على الرادار، دون أن نهمل المنافسين الاعتياديين… المنافسة تحتدم بقوة.. إننا نعيش أكثر الأوقات إثارة في صناعة السيارات منذ 1886″، وهي السنة التي طرح فيها أبو السيارات كارل بنز أول سيارة بمحرك يعمل بالبنزين.
باعت جنرال موتورز نحو 40 ألف سيارة صينية الصنع رباعية الدفع من طراز “بويك إنفجن” في الولايات المتحدة في 2021، لكن التوترات السياسة واستمرار الرسوم التي فرضت في عهد ترمب، إضافة إلى مساعدات دعم الإنتاج المحلي لصناعة السيارات الكهربائية، كانت عوامل قللت من جاذبية هذه السوق.
لطالما كان دخول السوق الأوروبية هدفاً للشركات الصينية التي بدأت المشاركة بمعارض السيارات في القارة منذ أوائل هذا القرن، لكن تلك الآمال تحطمت بعد سلسلة اختبارات أمان فاشلة في 2007. قال يوخن زيبيرت، من شركة استشارات السيارات في سنغافورة (JSC Automotive): “بصراحة، اعتقدت في البداية أن الأمر سيبقى كذلك إلى الأبد”.