النصر للسيارات تعود للحياة بعد توقف أكثر من 15 عاماً
بعد توقف دام أكثر من 15 عاماً، انطلقت مرة أخري عجلة انتاج شركة النصر للسيارات أحد القلاع الصناعية الوطنية، لتعود تلك القلعة الصناعية للحياة ويتجدد معها حلم الملايين، وذلك بعد محاولات جادة وحثيثة من الدولة لإعادة أحيائها من جديد، لما تتمتع بها تلك القلعة من بنية أساسية، وموقع، ومقومات، وقوة بشرية، ما يجعلها كنزاً لا ينبغي التفريط فيه، خاصة وآن مصر قادرة على التفوق في صناعة السيارات وتمتلك مقومات تفوقها، وذلك في اطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة التركيز على قطاع الصناعة، للنهوض بالدولة.
وقد بذلت الدولة جهدا كبيرا لإعادة إحياء هذه القلعة الصناعية المهمة، من خلال التوصل إلى منظومة تشغيل ذات كفاءة مبنية على الإحياء الحقيقي لهذه الصناعة، مع الإدراك التام بأهمية الشراكة مع القطاع الخاص في مثل هذه المشروعات الكبرى، حيث يمتلك قدرة كبيرة على تحديد الاحتياجات الحقيقية للسوق المحلية والعالمية، وتنفيذ منظومات شديد الكفاءة في التشغيل والإدارة، لتحقيق الربحية، وتوج ذلك من خلال مجموعة من الشراكات مع مؤسسات دولية تستطيع ضمان التشغيل الكُفء والفعال.
وهذا ما أكده الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال الاحتفال ببدء انتاج شركة النصر للسيارات، وبحضور وحضر الاحتفالية الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والعديد من رجال الأعمال وصناعة السيارات.
الأوتوبيس “نصر سكاي” باكورة الإنتاج بنسبة مكون محلي 50%
وقد أشار الدكتور خالد شديد، العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، إلى أن الرؤية المستقبلية للشركة تستهدف استغلال جميع مصانعها وإدخالها في دورة الإنتاج، والاستثمار في بعض الصناعات المغذية للنمو وتعميق الصناعة، مع تنويع المنتجات لتشمل النقل الخفيف، وسيارات الجولف، والتوك توك الكهربائي، فضلا عن تحقيق الاستغلال الأمثل للمنطقة الجمركية داخل الشركة لتسهيل وإسراع العمليات اللوجستية.
وقال شديد أن الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع تصل إلى 300 أتوبيس سنويا، ومن المستهدف أن تصل إلى 1500 أتوبيس سنويا بحلول عام 2027، وذلك بنسبة مكون محلي تصل إلى 50% في مرحلتها الأولى على أن تصل لاحقا إلى 60-70%، وسيتم التصدير إلى عدد من الدول العربية.
ويعتبر انتاج الاوتوبيسات ” نصر سكاي” أولي مراحل عودة الإنتاج لشركة النصر لصناعة السيارات ليتبعها مشروع تطوير مصنع سيارات الملاكي، وسيتم تركيب خطوط الإنتاج بطاقة تصميمية 20 ألف سيارة سنويا فى الوردية الواحدة، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجريبي في منتصف عام ٢٠٢٥ بنسبة مكون محلي تتجاوز 45% كمرحلة أولى.، خاصة وأن المصنع مصمم لاستيعاب تصنيع أكثر من موديل فى نفس الوقت.
مشروع لتطوير مصنع السيارات الملاكي بطاقة 20 ألف سيارة سنويا فى الوردية الواحدة
ولم يقتصر عودة النصر للسيارات علي الاحتفال بباكورة انتاجها من الاوتوبيسات” نصر سكاي”، بل تم توقيع عدة شراكات استراتيجية، حيث توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وشركتي “ترون تكنولوجي” السنغافورية التايوانية، و”يور ترانزيت” الإماراتية، بغرض تصنيع أول ميني باص كهربائي (24 راكبا) للخدمة داخل المدن والقطاع السياحي، وذلك بطاقة انتاجية تصل إلى 300 اتوبيس فى عام 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية 600 بطارية في عام 2026، ويبدأ الانتاج اعتبارا من منتصف العام القادم، على أن يتم مضاعفة هذه الاعداد بداية من عام 2027.
توقيع شراكة لتصنيع أول ميني باص كهربائي 24 راكبا وإنتاج البطاريات الكهربائية
وفي إطار تطوير صناعة السيارات في مصر وتعزيز الاقتصاد الوطني تم عقد شراكة استراتيجية مع مجموعة الصافي، إحدى أكبر المجموعات الاقتصادية في المنطقة، لتطوير قطاع صناعة السيارات في مصر، وتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير لدول الجوار، وأسَّس الشريكان شركةً جديدة “” SN Automotive ، لتتولى القيام بالعملية التجارية كاملة، بما تشمله من تمويل والحصول على حقوق تجميع وتصنيع وتوزيع سيارات حديثة تحمل علاماتٍ تجاريةً عالمية شهيرة، برأس مال 500 مليون جنيه، وتبلغ نسبة مجموعة الصافي في الشركة 76%، وشركة النصر للسيارات 24%
وستقوم SN Automotive بتصنيع مجموعة متنوعة من طرازات السيارات في مصانع النصر للسيارات، بما يُناسب مختلف شرائح العملاء، وذلك بالتعاون مع كبرى شركات السيارات العالمية، حيث تمَّ التعاقدُ مع شركة سيارات صينية كبرى، يتمَّ الإعلان عنها منتصف 2025 بالتَّزَامُن مع إطلاق أول ثلاثة طرازات مُجَمَّعَة محليًّا، تعمل إحداها بالكهرباء، والاثنتان الأخريان بالبنزين، وتمَّ التعاقد على خطوط لحام آلية خاصة بالطرازات الثلاثة، بالإضافة إلى وكالة حصرية لتصنيع أتوبيسات Yutong بجانب العمل على تصنيع عربات النقل الخفيف والثقيل.
وتهدف الشراكة إلى زيادة نسبة المكونات المحلية في السيارات المصنعة من 49% لتتعدى 60%، مما يُسهم في دعم الصناعات المحلية والمغذية، وخلق فرص عمل جديدة، وتبلغ الاستثمارات الأولية في المشروع 40 مليون دولار، وتعزز هذه الشراكة مكانة مصر بصفتها مركزًا إقليميًّا لصناعة السيارات، وذلك بفضل المزايا التَّنَافُسِيَّة التي تتمتَّع بها مصر، مثل موقعها الاستراتيجي وقُوَّتها العاملة المؤهَّلة، كما ستعمل الشراكة على دعم رؤية الدولة في تطوير الصناعة الوطنية وتنويع الأنشطة الاقتصادية.
الجدير بالذكر، ان شركة النصر للسيارات تأسست في عام 1959 كأول شركة مصرية لصناعة السيارات، ولعبت دورًا محوريًا في دعم الصناعة الوطنية، وتقع على مساحة تقترب من 900 ألف م2 في منطقة وادي حوف بحلوان، وتتكون من 9 مصانع.
وتم اتخاذ قرار بتصفية الشركة عام 2009، وفي عام 2017 تمت إعادة الشركة من التصفية، وبعد إعادة تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها، تستعد الشركة لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج المتطور بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر الصناعية المستقبلية.