خالد أباظة يكتب: مرض الزمالك وبيوت الفقراء.. وصرح القصراوى !
أحد الأصدقاء الذين تابعت معهم لقاء الزمالك والأهلى مساء الاثنين الماضى.. سألنى بعد المباراة سؤال غريب: «إنت بتحب إيه فى الزمالك دلوقتى؟!».. رديت بغضب: «بلاش سخافة وتلقيح كلام.. خلاص كسبتم ومبروك عليكم»..رد قائلا: «والله مش قصدى أى سخافة.. ولكنى مندهش جدا.. انتم يا زملكاوية عاجبكم إيه فى الفريق والنادى حاليا.. طريقة اللعب مثلا.. النتائج.. فانلة النادى.. الإدارة.. الفكر.. أسماء اللاعبين ومهاراتهم.. فيه إيه يجذبكم لهذا الفريق الآن؟!».
فكرت فى السؤال واكتشفت الحقيقة المرة.. فعلا مافيش أى حاجة «عدلة» فى الزمالك حاليا.. لا يوجد ما يجعلنى أشجع هذا الفريق بلاعبيه وجهازه الفنى وإدارته ونتائجه.. وحتى جماهيره هى الأخرى!.. لا يوجد أى شيء سوى «التاريخ» فقط.. بعض البطولات والانتصارات وقليل من الأداء الجيد والفن والهندسة.. ولكن الآن لا يوجد شيء أبدا!..
طيب الحل إيه؟.. لا أعرف.. هل ينفع أن أتوجه مثلا لطبيب متخصص فى أمراض الكورة والتشجيع والانتماء وأخضع معه لعملية جراحية بسيطة بـ«بنج موضعى» كده فى العيادة.. وبعد دقائق يقول لى: «خلاص مبروك.. تم استئصال مرض الزمالك من جسمك.. شوية علاج طبيعى وترجع بنى أدم سعيد ومرتاح البال وزى الفل»!..
بجد نفسى الآن أن يتم شفائى من هذا المرض الأليم!!..
●●
وزير الإسكان وقف أمام رئيس الجمهورية ليعلن أنه تم إنشاء حوالى ٢ مليون وحدة سكنية فى مشاريع الإسكان الاجتماعى فى مختلف محافظات الجمهورية خلال السنوات الأربعة الأخيرة!..
كده وإحنا مش حاسين بحاجة؟.. لأننا نعيش فى بيوت وڤيلات وشقق سكنية فى أرقى الأحياء والمنتجعات!.. ولكن كان هناك ٢ مليون عائلة تسكن فى عشش وحوارى وعشوائيات لا نشعر بهم.. والآن تمكنوا من الانتقال إلى «شقق محترمة» بمرافق وأبواب وشبابيك وسقف.. وبسعر رمزى.. وحياة تليق ببشر وبنى أدميين !
يعنى بجد لازم نقول للسيسى شكرا.. ماحدش عملها قبلك.. وكفاية عليك دعوات ٢ مليون عيلة مصرية غلبانة!
●●
أن تحصل على «توكيل صينى» هذا أمر سهل وبسيط جدا.. سفرية إلى الصين وعدة اجتماعات ولقاء على الغداء وأخر على العشاء.. والاتفاق على بعض الشحنات ودفع بعض «المقدمات».. بعدها ستركب الطائرة المتجهة لمطار القاهرة الدولى وفى «جيبك» عقد التوكيل الصينى.. فى مجال السيارات أو الثلاجات أو الغسالات أو حتى «لعب الأطفال» أو «الفلايات» و«الأمشاط».. وأخيرا سجاجيد الصلاة والسبح!..
أما الشيء الصعب فعلا.. هو أن تختار منتج محترم مع شركة صينية قوية وتتمتع بمصداقية حقيقية.. وأن تنفذ وعودك وتنفذ هى وعودها معك!..
ما نراه عادة هو عكس ذلك.. لا الوكيل المصرى ينفذ الوعود ولا يدفع مليما فى صيانة أو استثمار خاصة فى السلع الغالية المعمرة.. نجد الطرف الصينى بخيلا فى كل شيء.. لا يقدم دعما ولا يساهم فى نفقات ولا يريد التنازل عن أى «مليم» من مكسبه وأرباحه.. وفى بعض الأحيان -للأسف الشديد- نراه يتنازل عن أشياء عديدة يجب أن يفعلها الوكيل المصرى ليحافظ بها على حقوق المستهلك والمواطن الغلبان.. فنجد الوكيل أقرب إلى «النصاب الرسمى».. ونجد الشركة الصينية «تغمض أعينها» و«عامله من بنها» حتى لا تخسر الأرباح والمكاسب.. وفى كل الأحوال يكون الضحية هو المستهلك المصرى المسكين دائما مع أغلب المنتجات الصينية التى تُقدم له!..
وهذا لا يمنع من وجود بعض الاستثناءات سواء من جانب الوكيل المصرى أو الشركة الصينية.. وفى مجال السيارات فى بلدنا لدينا النوعين.. الوكيل الذى لا يهتم بأى شيء إلا مصلحته وأرباحه وفلوسه فقط.. والجانب الصينى الذى يشارك أيضا فى المؤامرة و«النصباية».. ونجد من ناحية أخرى وكلاء آخرين محترمين وملتزمين.. وشركات صينية واعدة تحرص على اسمها وسمعتها وتحاول النمو والتطور والاستمرار فى المنافسة.. بشرف وأمانة ونزاهة.
رجل الأعمال الشهير محمد القصراوى وتوكيل «چاك» الصينى.. هما مثالا حقيقيا على ما أقوله عن الوكيل المحترم والشركة الصينية الملتزمة!..
بعيدا عن أى شيء.. وبدون الدخول فى أى تفاصيل وأرقام عن سيارات «چاك» بالسوق المحلية وأسعارها ومواصفاتها وقدراتها.. فهذا مجاله «الإعلانات المدفوعة» وليس فى مقال صحفى.. بعيدا عن كل ذلك.. فاجئنا القصراوى يوم الثلاثاء الماضى بإعلان افتتاحه لأحد أكبر مراكز الصيانة وخدمات ما بعد البيع «3S» الموجودة فى بلدنا بحى الأسمرات.. تكلف عشرات الملايين من الجنيهات فى ظل حالة من الركود والتوتر فى السوق تجعل الكثير من رجال الأعمال يفكرون فى «ضغط النفقات».. وتوفير الأموال.. والتفكير فى تحويل الثروات خارج البلد لمواجهة أى أزمة أو عدم استقرار!.
محمد القصراوى قرر أن يكون «مختلفا».. يراهن على بلده.. وعلى زبونه.. يدفع الملايين ليبنى مركز خدمة عالمى بدلا من أن يؤجر «أربع حيطان وعفشة مية» ويقول للناس: «تعالوا صلحوا عربياتكم عندنا!.. لم يختار أسلوب النصب و«الاستنصاح».. لذلك لم يكن غريبا أن يكتسب ثقة واحترام المصريين.. قبل الصينيين.. والذين رأيت علامة الدهشة على وجوهم أثناء حفل افتتاح المركز العملاق.. لأنهم يسمعون أحيانا من زملاء لهم فى توكيلات أخرى عندما يجتمعون معا على «قهوة الصينيين» فى العاصمة بكين.. أنهم يحاولون دائما أن يقنعوا الجانب المصرى ببناء مراكز خدمة عالمية والصرف عليها وإقامة منشآت حديثة ومخازن لقطع الغيار وورش ومعدات تعمل بالكمبيوتر وبأحدث النظم التكنولوجية.. والجانب الصينى لا يزال فى حالة دهشة غريبة جدا لأنه عادة يسمع عبارة غير مفهومة من الوكيل المصرى عندما يبدأ التفاوض على إقامة مراكز الخدمة.. وهى: «مامتك فى العشة ولا طارت» !!