تكنولوجيا

رجل ميشلان … أيقونة الإطارات على مدار التاريخ

تعتمد كل علامة تجارية على رمز يخلدها عبر التاريخ، البعض يتخذ شعار مرسوم، آخرون يلجئون للشعارات التاريخية، والبعض الآخر يخلق شخصية تجسد الشركةورسالتها ورحلتها عبر قرن كامل من التفوق.

فطوال 125 عامًا اعتمدت شركة ميشلان لصناعة الإطارات على علامتها التجارية “رجل ميشلان” وهو ذاك الرجل الشهير المكون من عدة طبقات من الإطارات والذي تجده في أي مكان له علاقة بالسيارات وإطاراتها، وأصبح رمز يفوق مرحلة شعارات الشركة ليرتقي إلى رسالة تبعث الطمأنينة على الطريق وتمنح الثقة للكثير من سائقي السباقات.

ولذا سنستعرض لكم متى وكيف ولد “رجل ميشلان”؟ وكيف تطور الشعار؟.

البداية

البداية كانت من أحد المعارض الدولية بمدينة ليون عام 1895 ، حيث كان الأخوينميشلان يبحثان عن طريقة مبتكرة لاستعراض منتجات شركتهم، وكان منظم المعرض قد قام بوضع عمودين من الإطارات فوق بعضهم البعض على مدخل مساحة العرض، وهو ما دفع إدوارد ميشلان لأن يقول “أنظر لهذا، ضع أذرع لهم وسيتحولون إلى رجال”.

وهو ما قام به العارضون بالفعل، ولاقي استحسان كبير من قبل زوار المعرض، ولفت الأنظار إلى إطارات ميشلان، ليصبح أسلوب متبع من قبل الشركة في كافة المعارض.

وبعد أربعة أعوام، استعان أندريه ميشلان برسام موهوب ليقوم برسم رجل يتكون من دوائر من الإطارات، وهو يحمل درع ورمح على كأس من الزجاج، ووضع شعار الشركة عليه “Nunc est bibendum” والتي تعني “الإطار الذي يمتص العوائق”.

وتلك هي اللحظة التي ولد فيها رجل ميشلان الذي نعرفه اليوم، ليستمر عرضه على تلك الهيئة خلال معارض عدة ومنها معرض باريس الدولي، ليصبح مع الوقت سفير علامة ميشلان أمام العالم.

الوصول للعالمية

ما بين عامي 1910 و 1920 ، استخدمت ميشلان رجلها في حملات توعية عامة في الشوارع والجرائد المطبوعة، للتوعية حول حوادث الطرقات، ووصفه بأنه ملاك الحماية لمستخدمي الطرقات، حتى أنه كان يحمل على سيارات ليجوب الشوارع ويعرفه العامة.

وخلال تلك المدة، وتحديدًا عام 1907 ، بدأ رجل ميشلان في الظهور بالولايات المتحدة، ليتحول من رمز دعائي لرمز تعليمي يهدف إلى تقديم النصائح إلى المسافرين من خلال اللافتات على الطرقات ويخبرهم عن مميزات إطارات ميشلان التي توفر لهم الأمان.

ومع حلول عام 1914 ، بدأ رجل ميشلان يبحث عن النجاح المحلي، فأصبحت ميشلان تقدمه في كل بلد حول العالم مرتديًا الزي المحلي لها ويقوم بالعادات اليومية التي تشتهر بها تلك البلدان، وهو ما جعله أقرب للعامة من كونه مجرد شعار لشركة.

ومع الوقت تطور رجل ميشلان ليتخطى مرحلة النصائح والدعاية للشركة إلى مرحلة النجومية، حيث عمل مدير مصممي ميشلان في الولايات المتحدة “والتر ستوروزك” على تطوير الشخصية وتحويله إلى تمثال فني مشارك في العرض العالمي”سالفادور دالي” ليستخدم فيما بعد كقطعة فنية.

وفي عام 1959، اتحد رجل ميشلان مع العميل البريطاني جيمس بوند في أحد أفلامه، حيث شارك في فيلم “A View to a Kill” ليرفع من أسهم إطارات ميشلان، حيث ظهر رجل ميشلان في بوستر الفيلم وهو يسند ظهره إلى روجر مور، مستخدمًا شعار”الإطار الذي ينقذ “للفيلم.

مع الوقت تطور رجل ميشلان ليبدأ المشاركة في حملات دعاية كوميدية ليوسع من قاعدته الجماهيرية، حيث اعتمدت ميشلان بداية من عام 1982على إظهار الجانبي الكوميدي للشخصية في حملاتها، ثم في عام1998 ، احتفل رجل ميشلان بعيده المئوي ليصبح شعار المجموعة، ويحصل على بعض التحسينات في مظهره ليصبح أكثر رشاقة وديناميكية من سابقه.

ومع حلول الألفية الجديدة، حصل”رجل ميشلان”على جائزة” أفضل علامة خلال الذي تحدث عن القرن”، ومن ثم حصل عام 2010 على الأوسكار من خلال فيلم H5 الذي تحدث عن العلامات التجارية والأسماء، لينضم في العام التالي إلى قاعة المشاهير بمعرض ماديسون للدعاية بمدينة نيويورك الأمريكية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى