حكاوى السوق

أحمد بهاء الدين يكتب : ٢٠١٨ المدهشة !

أعتقد أن ٢٠١٧ كانت سنة محورية جدا بالنسبة للعالم، خصوصا فى المجالات الصناعية. كنا نعرف منذ سنوات بأن العالم سوف يتغير قريبا، أو على وشك التغيير. «قريبا» دى بقى كانت ٢٠١٧! التغييرات خلال هذا العام كانت سريعة، ومدهشة جدا. حتى أن بعض الشركات والكيانات التى تقود التطور بالفعل، كانت مندهشة من سرعة استقبال العالم لكل ما هو جديد!. الوضع كان مختلفا فى السابق. العالم كان يقاوم التغيير دائما. قادة التكنولوجيا وروادها كانوا يحاولون عرض الأفكار الجديدة «الثورية» بصبر شديد. والعالم فى معظم الأحيان لا يكون مستعد لاستقبالها. المئات من الأفكار ظلت على شكل نماذج اختبارية، لم تدخل أبدا خطوط الإنتاج.

فجأة اعترف الاتحاد الأوروبی ومعه عدد من الدول والمدن بضرورة قتل محركات الوقود، والتحول للكهرباء! امتى؟ خلال سنوات محددة! أيوه فى دول ومدن دلوقتى عاملة إطار زمنى، بعده مافيش عربيّات بمواتير بنزين أو ديزل هاتمشى فى شوارعها!. الشركات التى لم تكن واثقة، أصبحت واثقة الآن من المبيعات. خلال سنوات، لن يكون الأمر اختياريا للعملاء فى مناطق كثيرة حول العالم! التغيير قادم بسرعة جدا هذه المرة. العالم لا يقاومه مثلما كان يحدث فى الماضى. يحدث الآن العكس تماما! العالم هو من يفرض التغيير الآن. وعلى الجميع اللحاق به، ومجاراته بقدر الإمكان. لأن القادم مختلف جدا! ليس فى عالم السيارات فقط، بل فى كل المجالات والصناعات!

كل شيء عرفناه سوف يتغير خلال الأعوام القادمة. الصناعات، طريقة استخدام واستهلاك الأشياء، أشكال الاقتصاد، رؤوس الأموال. ربما الشيء الوحيد الذى يمكن أن يظل على حالة هو الغذاء، الناس لازم تفضل تاكل. غير كده كله قابل للتغيير.

التنقل والسكن وأسواق العمل والاتصالات والصحافة والإعلام والتواصل بشكل عام. نحن على مشارف ثورة جديدة. يتدخل فيها الذكاء الاصطناعى artificial intelligence. سوف تتعلم الألة. تفكر وتكون وجهة نظر، وتأخذ فى النهاية قرارات هامة! بعض المتحمسين للذكاء الاصطناعى يعتبروا هذه العقول الإلكترونية أفضل من عقول البشر!.

السيناريو النموذجى الذى يسعى رواد التكنولوجيا لتحقيقه، هو أن يكف الإنسان تماما عن العمل، وتتولى الألة أو «الروبوت» هذه المهمة. وهو ما يحدث الآن، ويحدث منذ خمسين سنة بالفعل. الجديد أن يتولى الروبوت التفكير أيضا، الاستنتاج والوصول لقرارات. وقتها وفقا لطموحات العلماء، الانسان هايطلع معاش مبكّر، أيا كانت وظيفته وأيا كان سنه. الروبوت هايبقى أرخص وأكثر دقة فى العمل.

السيناريو الذى يبدو كخيال علمى، بدأت تنفيذ خطواته الأولى فعليا فى ٢٠١٧. الدخول إلى عالم الإلكترونيات بشكل عميق جدا. الصناعات المختلفة تتزاوج الآن. مع هذه المرحلة الإلكترونية المتقدمة جدا، لم تعد المشكلة أو المعضلة فى بناء الـ Hardware. الحقيقة أنه لم تعد هناك معضلة بالمعنى الذى عرفناه فى زمننا. كل شيء أصبح ممكنا. سوف تظهر معضلات جديدة ومشاكل مختلفة بالتأكيد. ولكن أعتقد أن حلها لن يكون معقدا أيضا. ولكنه سوف يفصل العالم لمناطق ويقسمه من جديد!.

٢٠١٧ كانت البداية الحقيقة. ربما لم يدرك الجميع حجم الثورة التى ننتظرها. ولكننا سوف ندركها خلال ٢٠١٨ و٢٠١٩. العالم سوف يتغير قبل ٢٠٢٠ فى كل شيء، تغير سريع جدا. ما كنا نسمعه فى بعض الأحيان حول الشركات التى توقف بعض أنشطتها، أو تستغنى عن أقسام، أو تغلق لأنها لا تستطيع المنافسة، سوف نسمعه كثيرا خلال السنوات القادمة.

الحقيقة أن هناك الكثير والكثير من التوقعات المحبطة حول المستقبل. السيناريو بيقول أن الناس مش هايبقى ليها لازمة! ولكن فى المقابل أعتقد أنه من الضرورى أن نتفاءل ونتطلع لهذا العصر الالكترونى المتقدم.

إذا عدنا لصناعة السيارات، وبالرغم من كونى عاشقا لمحركات الوقود وأصواتها، إلا أننى متحمس لرؤية هذه التكنولوجيا الفائقة التى يخفيها لنا المستقبل «القريب»، بالمحركات الكهربائية وأنظمة القيادة الذاتية. ومتحمس لرؤية الطفرة المنتظرة فى جميع المجالات. خلال أيام تنتهى ٢٠١٧ السنة التى شهدت بداية التغيير السريع وتبدأ ٢٠١٨ التى تبدو لى «مدهشة»!. كل سنة وانتم طيبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى