اخبارتكنولوجيافيسبوك

أنظمة القيادة الذكية تحيل الوسائد الهوائية للتقاعد

رغم الأهمية الكبيرة للوسائد الهوائية ودورها فى الحد من عدد الوفيات فى حوادث السيارات خلال السنوات القليلة الماضية وبفضل التطور الذى شهده مجال أنظمة السلامة في السيارة خاصة الوسادات الهوائية الا أن العديد من الدراسات والخبراء يرون أنها سوف تندثر خلال السنوات القليلة المقبلة حيث تشهد السيارات المستقبلية تغييرات متسارعة في معظم أجزائها مع جنوح المصنعين إلى تثبيت فكرة القيادة الذكية لتحقيق أعلى درجات السلامة من خلال الأنظمة الآلية وهو ما جعل المختصين يرجحون اندثار الوسائد الهوائية خلال سنوات.

على الرغم من أن الوسادات الهوائية  تخضع لتحديث مستمر من قبل الشركات فيما يتعلق بنوعيتها ومهامها في السيارة والأماكن التي يتم تثبيتها بها وحتى أنها تعدت حماية الركاب لتستهدف أيضا كل مَن يتضرر من تصادم السيارة مثل المارة وراكبي الدراجات.. ولكن بعض الخبراء يرون أن دورها سيشهد تقلصا مع الاعتماد على نظام القيادة الآلية وخلو حركة المرور من التصادم.

وأوضح خبير السيارات الألماني هانز جورج مارميت أن الأنظمة المساعدة، ولا سيما الوسادات الهوائية أثبتت أنها وسيلة مؤثرة لإنقاذ الحياة وحتى إذا تم بالفعل تركيب العديد من الوسادات الهوائية في بعض السيارات وخاصة في الفئة العليا فإن الشركات المنتجة مازالت تجد فجوات صغيرة في السلامة تستدعي تدعيمها بالمزيد من الوسادات الجديدة.

وربما يكون أحد هذه الحلول هو الوسادات المركزية، التي طورتها شركة زد.أف الألمانية المتخصصة في مجال صناعة أجزاء السيارات.

وتخرج هذه الوسادة من النصف العلوي من مسند المقعد ليكون بين الركاب في حالة التصادم الجانبي، وهذا يمنع تصادم الراكب مع الراكب المجاور له أو مقعده.

كما أدخلت شركة أودي هذا المفهوم المبتكر على الجيل الجديد من أيقونتها A8 غير أن الوسادة المركزية لا تحمي الركاب الأماميين في السيارة حيث الصالون الفاخر ولكن الركاب الخلفيين حيث توجد الوسادة خلف الرف الخلفى وتنطلق عند الحاجة بين المقاعد الفردية.

وتعكف شركة موبيس التابعة لشركة هيونداي الكورية الجنوبية على تطوير وسادة ستائرية، ويتعين أن تكون هذه الوسادة قبالة السقف البانورامي لحماية الركاب من الإصابات الخطيرة في منطقة الرأس والحيلولة دون خروج الراكب من السيارة عبر نافذة السقف المفتوحة.

وتتم الوسادة مهمتها عندما تتعرف مستشعرات السيارة على انقلاب وشيك لكي يتم نصب الوسادة الهوائية مثل ستار أمام السقف.

وعندما تفكر الشركات المطورة للوسادات الهوائية فإنها لا تضع الراكب فقط نصب أعينها، لكن أيضا كل من سيتضرر من التصادم مثل المارة وراكبي الدراجات، وذلك من خلال ما يسمى بالوسادات الهوائية الخارجية لحمايتهم من التصادم.

ومن هذه الأمثلة ما قدمته فولفو في سيارتها الجديدة والتي تحمي المارة عند وقوع حادث للسيارة من التصادم بالعمود أو من الزجاج الأمامي.

ويرى لاورينز فان دين أكر رئيس قسم التصميم بشركة رينو الفرنسية أن الوسادات الهوائية سوف يتم الاستغناء عنها على المدى الطويل.

ويقول إن القيادة الآلية عند اكتمالها لن تكون هناك أي حوادث، وهو ما سيعطي مساحة من الحرية للتصميم وعدم الحاجة إلى مناطق التصادم أو الوسادات الهوائية، وهو ما قد يغير شكل السيارة من الخارج والداخل تماما.

غير أن الخبراء لدى شركة زد.أف يعتقدون عكس ذلك تماما في ما يخص القيادة الآلية مع السلامة الكامنة؛ فطالما لم يتم ضمان خلو حركة المرور من الحوادث تبقى الوسادات الهوائية ضرورية للتعامل مع مثل هذه المواقف.

وكانت شركة تي.آر.دبليو الأمريكية قد طرحت في مارس 2016 وسائد هوائية تعتمد على رادارات موزعة على جوانب السيارة وتعمل على توقع الخطر قبل وقوعه وإطلاق الوسائد إلى الخارج في اتجاه السيارة القادمة.

ويؤكد مصممو هذه الوسائد في الشركة أن هذه التقنية ستساعد مستقبلا على تقليل الضرر في الحوادث القوية وتجنب الضرر بشكل كامل في حوادث السير البسيطة.. وهناك اعتقاد متزايد لدى شركات صناعة السيارات بأن سيارات المستقبل سيتم تجهزيها بوسائد ذكية ستقلل بشكل أكبر من الخسائر إلى أدنى حد ممكن عند التعرض للمخاطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى