السيارات الصينية تزداد ثقة الإعلام عالميًا.. والإمارات فى الصدارة
أصدرت “كارما”، الشركة العالمية المتخصصة في تقنيات التحليل الإعلامي والاستشارات، الجزء الثاني من دراستها المتسلسلة “قيادة التغيير”، والتي تسلط الضوء على قطاع السيارات، مع تركيز خاص على انتشار العلامات الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق العالمية.
وكشفت نتائج التحليل عن تنامي ثقة وسائل الإعلام حول العالم في شركات السيارات الصينية، مع تسجيل مستويات ضئيلة من النقد الصريح. وتصدرت الفلبين وماليزيا والإمارات قائمة الدول الأكثر ثقة، حيث تجاوزت التغطيات الإعلامية الإيجابية فيها حاجز الـ 60%.
وأظهر التقرير أن هذه الثقة الإعلامية في العلامات الصينية تتماشى مع أولويات المستهلكين عند اتخاذ قرارات الشراء، وكان الجزء الأول من السلسلة الذي ركّز على أبحاث المستهلكين، قد أشار إلى أن الأسعار والاعتمادية والتكنولوجيا هي العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرارات الشراء.
وقد انعكست هذه العوامل بوضوح في التغطيات الإعلامية، إذ سجّلت العلامات الصينية مستويات منخفضة من النقد، مقابل نسب عالية من التناول الإيجابي المرتبط بالأسعار والاعتمادية والتكنولوجيا.
ومن بين هذه العلامات، برزت شركة “بي واي دي” BYD الصينية كأحد أبرز روّاد الابتكار في قطاع السيارات، إذ نُشر عنها 1,189 مقالًا تناولها كعلامة مبتكرة، متفوقة بذلك بفارق واضح على علامات صينية أخرى مثل “جيلي” Geely (402 مقالًا) و”إكس بانج” XPeng (298 مقالًا)، بل وحتى على علامات راسخة مثل ” بي إم دبليو” BMW (284 مقالًا) و”فولكس فاجن” Volkswagen (251 مقالًا).
وأسهمت شركة “بي واي دي” وحدها بنسبة 41% من إجمالي التغطية الإعلامية الإيجابية للعلامات الصينية، متصدرة بذلك المشهد مقارنةً بجميع العلامات الصينية والعالمية الأخرى من حيث حجم التناول الإعلامي الإيجابي.
واستند الجزء الثاني من سلسلة “قيادة التغيير”، الذي جاء تحت عنوان “تصورات الإعلام”، إلى تحليل 12,000 مقال إعلامي نُشر بين 1 يناير 2024 و31 يناير 2025، وتضمنت العينة مقالات من منصات متخصصة في السيارات والإعلام الإخباري والتقني ونمط الحياة ضمن 15 سوقًا، وشملت التغطية أكثر من 25 علامة صينية و30 علامة عالمية.
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت بايج لينجوود، مستشارة التحليلات في شركة “كارما”: “شهد قطاع السيارات تحولات جذرية خلال الـ 18 شهرًا الماضية، وانعكست على أداء العلامات العالمية والصينية على حد سواء.
ومع ذلك، يكشف التحليل الإعلامي بوضوح عن اكتساب العلامات الصينية لثقة الإعلام بشكل متزايد على مستوى العالم، وأن الانطباع الإيجابي حول الانتشار المتسارع للعلامات الصينية يعود بدرجة كبيرة إلى الأداء الإعلامي اللافت لشركة ’بي واي دي‘ التي قادت موجة الاهتمام ولم تكن مجرد انعكاس لتفوق شامل للقطاع. فقد تصدرت شركة ’بي واي دي‘ المشهد من حيث حصة الصوت الإعلامية، متفوقةً على العديد من العلامات الصينية والعالمية، إذ أسهمت وحدها بنسبة 41% من إجمالي التغطية الإعلامية الإيجابية للعلامات الصينية”.
وشكّلت التكنولوجيا والابتكار محورين رئيسيين في التغطيات، إذ أوضح التقرير أن 60% من المقالات التي تناولت العلامات الصينية أشارت إلى استخدامها لتقنيات مبتكرة، مع تسليط الضوء على التحوّلات المتسارعة في قطاع السيارات، متطرّقة إلى الموضوعات الأكثر تداولًا مثل أثر الرسوم الجمركية، والشراكات في مجال التكنولوجيا، وانتشار مفهوم المركبات المعرفة بالبرمجيات (SDVs)، والدور المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي مثل “يوتيوب” و”تيك توك” في التأثير على قرارات الشراء لدى المستهلكين.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في الصدارة من حيث نسبة المقالات التي وصفت العلامات الصينية بأنها مبتكرة (75%)، ما عزز من حضور هذه العلامات في المنطقة. وبرزت شركة “بي واي دي” بشكل لافت في التغطيات الإعلامية الإماراتية التي سلطت الضوء على استثماراتها في مجال الابتكار والتكنولوجيا، بينما حظيت سيارة “شيري تيجو 8” Chery Tiggo 8 بإشادات واسعة بعد انضمامها إلى أسطول شرطة دبي، لكونها مجهزة بأحدث التقنيات التي تتماشى مع متطلبات الشرطة.
أما في السعودية، فقد أظهرت التغطيات الإعلامية مستويات عالية من الثقة في ما يتعلق بالأسعار والاعتمادية والتكنولوجيا، وهي العناصر الأكثر تأثيرًا على قرارات الشراء لدى المستهلكين بحسب ما تم رصده في الجزء الأول من السلسلة، ويؤكد ذلك أن العلامات الصينية باتت تمتلك المعادلة المثالية للنجاح رغم المنافسة المحتدمة في قطاع السيارات.
وسيتم تخصيص الجزء الثالث من سلسلة “قيادة التغيير” لدراسة حالة معمّقة حول علامة “بي واي دي”، مع مواصلة تتبّع التحوّل المتسارع في مكانة وصورة العلامات الصينية في قطاع السيارات عالميًا.