اخبارالسيارات الكهربائية

الصين تهيمن علي إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بنسبة 75%

في ظل ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 25%، والتي تجاوزت حاجز الـ 17 مليون سيارة، زاد حجم الطلب السنوي على البطاريات حاجز التيراوط ساعة (TWh) للمرة الأولى في التاريخ.

ولا تزال الصين تهيمن على إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، حيث تصنع أكثر من 75% من البطاريات المبيعة عالمياً، وفي عام 2024، انخفضت الأسعار هناك بوتيرة أسرع من أي مكان آخر، متراجعة بنحو 30%، كما أن أسعار البطاريات في الصين كانت أقل بنسبة تزيد على 30% مقارنة بأوروبا، وبأكثر من 20% مقارنة بأمريكا الشمالية.

ويرجع الفضل في انخفاض الأسعار إلى أربعة عوامل رئيسية: أولها خبرة التصنيع المتراكمة، فقد تم تصنيع أكثر من 70% من بطاريات السيارات الكهربائية عالمياً في الصين، ما منح الشركات العملاقة مثل CATL وBYD ميزة كبيرة في الخبرة والابتكار، وأتاح لها توسيع الإنتاج بسرعة وكفاءة أعلى من المنافسين.

كما أن الشركات الصينية استفادت من تكامل سلاسل التوريد عبر عمليات الاستحواذ والتعاون الوثيق، ما ساعد في تسريع الابتكار وخفض تكاليف التصنيع، إلى جانب حصولها على معادن أساسية بأسعار تقل عن السوق.

ومع الاعتماد على بطاريات الليثيومفوسفات الحديد (LFP)، طورت الشركات الصينية بطاريات LFP التي أصبحت الآن تغطي ما يقارب نصف سوق السيارات الكهربائية العالمية، بفضل تكلفتها المنخفضة بنسبة 30% مقارنة ببطاريات NMC المنافسة، مع الحفاظ على نطاق قيادة منافس.

فضلا عن المنافسة الشرسة داخل السوق المحلي، إذ يضم السوق الصيني ما يقارب 100 مصنع للبطاريات، ما أدى إلى تقليص هوامش الأرباح وخفض الأسعار للحفاظ على الحصة السوقية.

وفي الوقت نفسه، انخفض متوسط سعر حزمة البطارية للسيارات الكهربائية إلى أقل من 100 دولار لكل كيلوواطساعة، وهو الحد الذي يُنظر إليه على أنه نقطة تحوُّل لمنافسة السيارات التقليدية من حيث التكلفة.

كما أن انخفاض أسعار المعادن المستخدمة في تصنيع البطاريات أحد العوامل الرئيسية وراء هذا التراجع في التكاليف، حيث تراجعت أسعار الليثيوم بأكثر من 85% منذ ذروتها في عام 2022، لكن التحسينات السريعة في تكنولوجيا البطاريات لعبت أيضاً دوراً أساسياً في خفض الأسعار.

وبعد سنوات من الاستثمارات، وصلت القدرة الإنتاجية العالمية للبطاريات إلى 3 تيراواطساعة في 2024، ومن المتوقع أن تتضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة إذا تم تنفيذ جميع المشروعات المعلنة.

تشير هذه الاتجاهات إلى دخول صناعة البطاريات مرحلة جديدة من التطور، فبعد أن كانت الأسواق إقليمية ومحدودة، أصبحت اليوم عالمية وضخمة، مع توجه متزايد نحو التوحيد القياسي في التكنولوجيا.

وبالنظر إلى المستقبل، سيكون لعوامل مثل وفورات الحجم، والتعاون عبر سلسلة التوريد، وتحسين كفاءة التصنيع، والقدرة على تسريع الابتكار دور حاسم في المنافسة، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التركز في القطاع، بالتزامن مع جهود الحكومات لتنويع سلاسل التوريد جغرافياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى