تهريب غصن فى حاوية خشبية مخصصة لنقل الآلات الموسيقية
قال مصدران مقربان من كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان للسيارات إنه التقى مع الرئيس اللبناني ميشال عون بعد فراره من اليابان حيث قامت شركة أمنية خاصة بتهريبه رغم صدور قرار يفرض عليه الإقامة الجبرية.
وقال أحد المصدرين إن الرئيس عون استقبل غصن بحرارة بعد وصوله إلى بيروت قادما من اسطنبول على متن طائرة مشيرا إلى أن غصن صار يشعر حاليا بالابتهاج والأمان والقدرة على المواجهة.
وقال المصدران إن غصن وجه الشكر لعون، خلال لقائه به في الرئاسة، على ما حظي به هو وزوجته كارول من دعم أثناء فترة احتجازه. وأضافا أن غصن حاليا في حاجة إلى حماية وتأمين من الحكومة بعد فراره من اليابان.. ونفى مستشار إعلامي في مكتب الرئيس لقاء عون مع غصن.
وقال مسؤولون لبنانيون إنه لا حاجة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد غصن لأنه دخل البلاد بصورة قانونية وبجواز سفر فرنسي رغم أن جوازات سفره الفرنسية واللبنانية والبرازيلية بحوزة محاميه في اليابان.
وقالت وزارتا الخارجية الفرنسية واللبنانية إنهما ليستا على دراية بظروف وملابسات سفر غصن.. ولم يبرم لبنان اتفاقا لتسليم المجرمين مع اليابان حيث كان من المقرر أن يمثل غصن للمحاكمة بتهم ارتكاب مخالفات مالية. وينفي غصن ارتكابه أي مخالفات.
وقال محام للرئيس السابق لنيسان إن غصن سيعقد مؤتمرا صحفيا في بيروت في الثامن من يناير بعد وصوله المفاجئ قادما من اليابان.
وبموجب شروط إطلاق سراحه بكفالة، يتعين على غصن البقاء في منزله بطوكيو رهن الإقامة الجبرية مع تثبيت كاميرات مراقبة على مدخل المنزل. ومُنع غصن من التواصل مع زوجته كارول وفُرضت عليه قيود فيما يتعلق باستخدام الإنترنت وغيرها من وسائل التواصل.
وقال المصدران إن السفير اللبناني في اليابان كان يزور غصن يوميا أثناء فترة احتجازه.
ورفضت كارول الإدلاء بأي تفاصيل عن كيفية هروب زوجها الذي يعتبر أحد أكبر رجال الصناعة. وترجح روايتا المصدرين فرار غصن بموجب خطة جرى رسمها بعناية ولم يعلم بها سوى عدد قليل من الأشخاص.
وقال المصدران إن شركة أمنية خاصة أشرفت على الخطة التي جرى إعدادها على مدى ثلاثة أشهر وشملت نقل غصن عبر طائرة خاصة إلى اسطنبول ومنها إلى بيروت في عملية لم يعلم فيها حتى قائد الطائرة أن غصن موجود على متنها.
وقال أحد المصدرين ”كانت عملية احترافية للغاية من بدايتها حتى نهايتها“. وأضاف الثاني أن غصن في صحة جيدة.
وفي بيان مكتوب بعد وصوله إلى لبنان قال غصن ”فررت من الظلم والاضطهاد السياسي“، مضيفا أنه سيبدأ التواصل مع وسائل الإعلام الأسبوع المقبل. وقالت مصادر مقربة منه إنه لا يعتزم نشر تفاصيل عن هروبه حتى لا يهدد من ساعدوه في اليابان.
وقال أحد المصادر إن غصن مقيم حاليا في منزل أحد أقارب زوجته لكنه يعتزم العودة قريبا إلى منزله في حي الأشرفية الراقي في بيروت.
وألقت السلطات في طوكيو القبض على غصن أول مرة في نوفمبر تشرين الثاني 2018، ويواجه أربعة تهم ينفيها جميعا منها إخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.
وأقالت نيسان رئيسها غصن قائلة إن تحقيقاتها الداخلية كشفت عن مخالفات من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به.
ويحظى غصن بتأييد كبير في لبنان منذ إلقاء القبض عليه في عام 2018. وتضامنا مع قضيته، توجد في الشوارع لوحات إعلانية تحمل صورته مرفقة بتعليق ”كلنا كارلوس غصن“.
ومحليا، يعتبر غصن رمزا للنجاح في بلد يدفع فيه تفشي البطالة الشبان إلى مغادرته بحثا عن فرصة عمل ويعتمد اقتصاده بصورة كبيرة على التحويلات ويعاني أزمة اقتصادية عميقة كانت سببا في موجة من الاحتجاجات.
ولد غصن في البرازيل، وهو من أصول لبنانية وعاش في لبنان في مرحلة طفولته. وأشرف غصن على تحول كبير في شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات واستخدم طرقا مماثلة لإعادة إحياء شركة نيسان.