يقود عملاق صناعة السيارات تويوتا خططا لتطوير خرائط ثلاثية الأبعاد للطرقات، بهدف اعتمادها في “منصة رسم الخرائط الآلي” لتعزيز دقة تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة مستقبلا، وذلك في انسجام مع جهود تحالف الحوسبة السحابية للمركبات، الذي أسسته الشركة اليابانية قبل عامين.. وقد دخلت شركة تويوتا اليابانية في تعاون مع شركة كارميرا الأمريكية لتطوير خرائط عالية الدقة تعتمد على كاميرات السيارة وكاميرات الطرق جنبا إلى جنب وهذا الاتجاه مجرد خطوة أولى نحو تحقيق مفهوم منصة البرمجيات المفتوحة (تي.آر.آي-أي.دي)، المعروف باسم “منصة رسم الخرائط الآلي”.
وتدعم خطة تويوتا التي بدأت في تنفيذها مطلع هذا الشهر أنظمة القيادة الذاتية، عن طريق تجميع البيانات التي يتم الحصول عليها من السيارات لإنشاء خرائط بدقة عالية.
وتعرّضت مشاريع القيادة الذكية للتشكيك خلال الأشهر الماضية من قبل العديد من الخبراء بعد حوادث مميتة في الولايات المتحدة.
وتعمل اليابان بالفعل على تطوير خرائط ثلاثية الأبعاد لتعزيز دقة تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.
ومن المرجّح أن يتم استخدامها عمليا بعد اكتمال التجارب في جميع الطرق السريعة للسيارات، والتي يبلغ طولها حوالي 30 ألف كيلومتر في كلا الاتجاهين.
وفي حال نجحت التجربة، سيتم بيع الخرائط لمصنعي السيارات والكيانات الأخرى، لتصبح بمثابة نقطة أساسية في ما يتعلق بالاستخدام العملي للسيارات ذاتية القيادة بحلول 2020، وهو هدف حدّدته الحكومة اليابانية.
وذكر موقع “كارسكوبس” المتخصّص في عالم السيارات، أن تطوير خارطة القيادة الآلية سيعتمد على مركبات خرائط متخصصة بأسعار كبيرة للغاية، كما سيتم نشرها بأعداد محدودة.
وقال ماندالي خالتشي نائب رئيس القيادة الآلية في معهد الأبحاث والتطوير في تويوتا “نحن متحمسون لإقامة شراكة مع كارميرا لأتمتة إنشاء الخرائط عالية الدقة والمساعدة في تمكين التنقل التلقائي للقيادة للجميع”.
وستضع الشركتان الكاميرات في سيارات تويوتا للاختبار، ومن ثمّ ستبدأ في جمع البيانات على مدار الأشهر القادمة من مناطق وسط العاصمة طوكيو.
وستقوم تويوتا في المرحلة التالية بتثبيت الكاميرات على سياراتها في جميع أنحاء العالم، وستتم معالجة جميع الصور وأيّ بيانات أخرى يتم جمعها عبر خدمات الدعم الفني على النظام الأساسي في كارميرا، ما يؤدي تلقائيا بإنشاء بيانات خارطة أتش.دي المطلوبة.
ويتمثل الهدف من هذا المسار في توفير معلومات موثوقة عن الطرق إلى السيارات ذاتية القيادة في المستقبل، ويمكن أن تصبح القيادة الآلية حقيقة في جميع الطرق.
وهذا التعاون ليس الأوّل من نوعه لأكبر منتج للسيارات في العالم، بل تحالفت تويوتا مع مجموعة من شركات التكنولوجيا والاتصالات قبل عامين لتصميم ما يسمى بـ“النظام البيئي” اللازم لتطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية.
ففي أغسطس 2017، أعلنت تويوتا وشركة إنتل الأميركية عن تعاونهما لإنشاء نظام الحوسبة تحت اسم “اتحاد حوسبة السيارات” بهدف تبادل البيانات والمعلومات، من أجل تطوير نظام إنشاء الخرائط وتحسين التكنولوجيا المساعدة للسائقين.
وقالت الشركتان حينها، إن “الهدف من الائتلاف التجاري يكمُن في تطوير نظام بيئي للسيارات المتصلة ببعضها البعض، لدعم القيادة الذكية وإنشاء الخرائط المدعومة ببيانات الوقت الحقيقي والقيادة المساعدة على أساس الحوسبة السحابية”.
وانضم إلى التحالف دينسو اليابانية المتخصصة في المعدّات والأنظمة الصناعية لسوق السيارات، وشركة إيركسون السويدية للاتصالات وشركة نيبون اليابانية للاتصالات وشركة أن.تي.تي دوكومو، أكبر مشغّل للهواتف المحمولة في اليابان.
ودعت تلك الشركات قادة التكنولوجيا العالمية إلى الانضمام إليه وتوسيع التحالف، الذي سيركّز على زيادة قدرة الشبكة عموما، لاستيعاب البيانات الكبيرة المتبادلة بين المركبات والسحابة الإلكترونية.
وتشير التقديرات إلى أن حجم البيانات المتبادلة بين المركبات الذكية والسحابة، سيصل إلى 10 إكسابايت في الشهر، بحلول عام 2025، أي ما يقرب من 10 آلاف مرة أكبر من الحجم الحالي.