جنرال موتورز تسعى للاستحواذ على فيات كرايسلر
بينما تترقب صناعة السيارات عملية استحواذ مجموعة PSA الفرنسية على شركة أوبل، وسط ذهول بين العمال الخائفين على مستقبل وظائفهم في كل من ألمانيا وبريطانيا حيث تتواجد أكبر عمليات أوبل، تتجه أنظار المراقبين والمحللين إلى أسباب رغبة جنرال موتورز في بيع أوبل التي تسيطر عليها منذ 1931، ويرى البعض أن جنرال موتورز ربما تتجه أنظارها نحو بدء عملية شراء لجزء أو لكل مجموعة فيات كرايسلر، خاصة وأن الأخيرة أعلنت أكثر من مرة عن حاجتها لشريك صناعي تندمج معه.
ويبقى الأمر مرهونا فيما إذا كانت جنرال موتورز لديها الرغبة فعلا في الاستحواذ على مجموعة عملاقة مثل فيات كرايسلر.
لماذا فيات كرايسلر؟
الاستحواذ على فيات كرايسلر سيساعد جنرال موتورز في المحافظة على تواجدها في أسواق أوروبا الغربية عبر شبكة وكلاء واسعة، كما وسيساعدها على الاستفادة من علامات مربحة مثل مازيراتي التي سجلت ربح 9.7 بالمائة في 2016 قبل خصم الفوائد والضرائب، وسيكون الخيار بيدها فيما إذا كانت ستستمر في مشروع إعادة إحياء ألفاروميو أو بيع العلامة الإيطالية العريقة برمتها.
وأيضا تمتلك فيات مجموعة سيارات نقل تجاري أوسع من تلك التي توفرها أوبل، وقد حرصت فيات في السنوات الماضية على تطوير تلك المركبات لتلبي ضوابط واحتياجات السوق الأمريكية.
جيب: عنصر الجذب الأهم
لعل مركز الاهتمام الأكبر لجنرال موتورز سيكون علامة جيب التي أصبحت وتحت قيادة مجموعة فيات كرايسلر تحقق حضورا سريعا في معظم أسواق العالم، وهي علامة الدفع الرباعي التي لديها تاريخ حافل على مدى 76 سنة.
وبينما كان تركيزها ينصب من قبل على سوق أمريكا الشمالية، يتم صنع جيب حاليا في البرازيل لتباع على نحو أوسع في أسواق أمريكا الجنوبية، كما وتتسع بمبيعاتها في آسيا عبر عمليات تصنيع في الصين والهند، وفي أوروبا عبر صنعها في إيطاليا. ومثل هذه العمليات يمكن أن تتضخم على نحو أوسع إذا اختارت جنرال موتورز شراء المجموعة.
مركز كرايسلر التقني.. عنصر جذب آخر
ليس خافيا أن جنرال موتورز تنظر بعين الإعجاب إلى مركز كرايسلر التقني القريب من ديترويت والذي تبلغ مساحة أدواره أكثر من نصف مليون متر مربع، ليكون بذلك ثاني أكبر مبنى في الولايات المتحدة بعد مبنى وزارة الدفاع الأمريكي «البنتاغون». ويقع المركز الذي تقدر قيمته بأكثر من 1.6 بليون دولار على مساحة 1.9 كيلومتر مربع.
ويشمل المركز حلبة اختبار طولها 2.6 كيلومتر، مركز اختبار للضجيج والاهتزاز، وآخر لتقييم التوافق الإلكترومغناطيسي للأنظمة الإلكترونية للسيارات، مختبر أبحاث بيئية، مختبر أبحاث علمية، ونفق ريح لاختبار النماذج بحجم 3/8 من الحجم الطبيعي، وآخر لاختبار السيارات بكامل حجمها، ومختبر أبحاث الحرارة لضمان تغلب السيارات على الأجواء الساخنة جدا أو الباردة جدا، ومركز لاختبار المحركات وناقلات الحركة، وخطوط إنتاج مصغرة لتطوير عمليات الإنتاج، ومركز تدريب فني متكامل مساحته 6,500 متر مربع.
خطر على آلاف الوظائف
بينما ستساعد أي عملية استحواذ محتملة من جنرال موتورز لمجموعة فيات كرايسلر على خفض نفقات التطوير والمشتريات والتصنيع لصالح المجموعتين، فإن ذلك قد يعني بالنهاية عمليات تسريح واسعة للعمال وبشكل خاص في الأعمال المكررة.
وليس مستبعدا لو تمت صفقة من هذا النوع، أن تتخلص جنرال موتورز من علامة كرايسلر وتحييد معظم منتجات دوج ما يعني خسران آلاف الوظائف في شتى المجالات بما فيها تقليص عدد الوكلاء.
في 2015 لمح سيرجيو مارشيوني رئيس مجموعة فيات كرايسلر إلى رغبته في جذب جنرال موتورز نحو الاندماج أو ربما شراء جزء من مجموعته، وفي حينها رد أحد كبار المسؤولين في جنرال موتورز: لماذا يتوجب على جنرال موتورز إنقاذ فيات كرايسلر؟
هل مازالت فيات كرايسلر بحاجة لجنرال موتورز؟
منذ رفض جنرال موتورز فكرة شراء فيات كرايسلر في 2015، نجحت فيات كرايسلر في تصحيح ميزانيتها لتصبح الآن أكثر جاذبية للشركات الراغبة بالاستحواذ عليها.
فقد تمكنت من خفض صافي ديونها نهاية 2016 إلى 4.87 بليون دولار، كما وتخلصت من عمليات صنع سياراتها المدمجة والمتوسطة الحجم في الولايات المتحدة بسبب عدم تحقيقها للأرباح وسعيا نحو تعزيز عمليات إنتاج المركبات المربحة مثل الكروس أوفر من جيب والمركبات النفعية الرياضية والبيك أب من رام.
ونتيجة لكل عمليات الإصلاح التي قامت بها، ارتفع هامش أرباحها من 4.3 بالمائة في 2015 إلى 5.5 بالمائة نهاية 2016 وذلك قبل اقتطاع الفوائد والضرائب.
ترمب واتحاد العمال قد يمنعونها
وقد تبدو الصفقة محتملة، إلا أن عملية تمريرها ستجد عوائق شديدة لعل أبرزها سياسة الرئيس دونالد ترمب التي يمكن أن تعترض لحماية الوظائف، كما ويمتلك صندوق الرعاية الصحية للموظفين المتقاعدين والتابعين لاتحاد عمال السيارات حصة مؤثرة في ملكية جنرال موتورز ويمكن أن يعترض أي صفقة محتملة حماية لوظائف اتحاد عمال السيارات.