حسين صالح يكتب: شكرًا أحمد شرف الدين
كثير من الناس قد لا تتاح لنا فرصة التعرف عليهم مباشرةً، وقد لا نلتقي بهم من منطلق أنهم ليسوا من عاشقي الأضواء، لكن النتائج المبهرة والسيرة العطرة أفضل وخير دليل على مدى ما يتمتع به هؤلاء من مهارات وقدرات خاصة..
من أبرز هؤلاء على مستوى قطاع السيارات على مدى العقدين الآخرين أحمد شرف الدين، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة EIM وكلاء رينو وكيا في السوق المصرية للسيارات.. وأستند في تقديري هذا إلى مجموعة من العوامل والاعتبارات تضع هذا الرجل في مصاف أساطير هذه التجارة..
أولى هذه الاعتبارات هي مدى ما اكتسبه شرف الدين من فكر وفلسفة إدارية من الظاهرة محمد نصير، فقد تميز نصير على مدى تاريخه بتبنيه للفكر غير المركزي في الإدارة من خلال قدرة فائقة على اختيار وانتقاء قيادات شركاته، وكان يدقق بشدة على سمة الطموح في اختياراته، ثم يمنح مدير الشركة أو رئيس القطاع سلطات شبه مطلقة ثم يحاسبه على النتائج في نهاية العام .
ومن هذا المنطلق اكتسب شرف الدين هذه السمة الإدارية من خاله رجل الأعمال محمد نصير، فقد أسند إليه نصير المسؤولية الكاملة عن ملف السيارات، وعلى نفس السياق قام شرف الدين باختيار مجموعة من أبرز القيادات سواء من داخل الشركة أو خارجها، ثم توضع الاستراتيجية وتحدد الأهداف في بداية العام وتقوم هذه القيادات بتنفيذها.
وإذا كان لنا أن نقيّم أداء علامتي رينو وكيا خلال العقد الأخير سوف نكتشف من خلال الأرقام أنهما تحت راية مجموعة EIM من أفضل ثلاث شركات حققت نموًا على مستوى شركات السيارات في مصر خلال العقد الأخير، ليس على مستوى المبيعات فحسب ولكن على مستوى توفير رينج من الطرازات ينتمي إلى جميع الفئات ساهم بقدر كبير في تعزيز مكانة العلامتين، علاوة على تفوق ملحوظ لقطاع خدمات ما بعد البيع سواء في رينو أو كيا، كما كان للأنشطة التسويقية والترويجية دور بارز في تثمين قيمة علامتي رينو وكيا، وكانت من أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز مكانة ومبيعات الشركتين بمصر .
وعلى مستوى الأزمات التي واجهت المجموعة، فبعضها كان كفيلًا أن يغلق أبواب أعتى الكيانات الاقتصادية لولا الكياسة التي تتمتع بها قيادة الشركة، وبعض هذه الأزمات كان في حياة الراحل محمد نصير، أبرزها الأزمة التي واجهت توكيل كيا عقب توقيع العقد مع الجانب الكوري، فمن جانب لم يكن إنهاء العقد مع الوكيل السابق بالأمر اليسير، ومن جانب آخر كان الأداء الضعيف وانعدام الثقة في الوكيل السابق بمثابة الإرث الثقيل.. وكما أشرت فلولا الكياسة التي يتمتع بها نصير وشرف الدين في التعامل مع المشاكل كان من الطبيعي أن تستمر هذه المشاكل حتى وقتنا هذا، ولكن استطاع نصير ومن بعده شرف أن يحولا علامة كيا التجارية من علامة غير موثوق بها إلى علامة ثمينة لها مكانتها وقيمتها في السوق المصري .
وعلى مستوى الإدارة الداخلية للشركة يكفي أن نعرف أن مجموعة EIM من أكثر الشركات استقرارًا على مستوى العامل البشري من منطلق كم هائل من المزايا توفره الإدارة العليا لكل من ينتمي للمجموعة بعض النظر عن مستوى الموقع الذي يشغله .
لا أظن أن هذه الكلمات أو السطور كافية كي نعطي لهذا الرجل حقه، ولكنها شهادة حق رأينا أنه من واجبنا إلقاء الضوء على صاحبها، خصوصًا بعد أن تخلى عن منصبه التنفيذي بالشركة واكتفى بما يملكه من أسهم في المجموعة. شكرًا أحمد شرف الدين الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة EIM على ما قدمته لقطاع السيارات على مدى تاريخك، وعلى ما قدمته من قيادات واعدة ومتميزة لقطاع السيارات بوجه عام ومجموعة EIM بوجه خاص .