اخبارتكنولوجيا

رؤية الهيدروجين 2040 .. تحقيق الحياد الكربوني عبر نقلة نوعية في الطاقة

قدّمتْ مجموعة هيونداي موتور رؤيتها للانتقال إلى الاعتماد على الطاقة الهيدروجينية بحلول عام 2040، وليس ذلك فقط للنقل، إنما سيتم تطبيقها في عدة مجالات من الصناعات والقطاعات الاقتصادية، وتسعى المجموعة لجعل الطاقة الهيدروجينية متوفّرة “لكل شخص ولكل شيء وفي كل مكان”.

وشاركت المجموعة خلال منتدى “موجة الهيدروجين” مخططاتها لأخذ زمام المبادرة في الاستجابة للتغير المناخي من خلال الحلول الهيدروجينية، بداية من السيارات التجارية التي تصدر انبعاثات أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون وتحتاج لمدى قيادة أطول مقارنة بسيارات الركّاب. وستقوم الشركة نتيجة لذلك بإطلاق مركبات تجارية جديدة، مثل الباصات والشاحنات ثقيلة الحمولة في الأسواق العالمية بنسخ كهربائية بخلايا الوقود وكهربائية بالبطارية. وبحلول عام 2028، تتوقع الشركة أن تصبح أول شركة سيارات عالمية تطبّق نظام خلايا الوقود في كافة سياراتها التجارية.

وقد بدأت المجموعة بالفعل بالإنتاج الواسع لنسخة محسّنة جداً عن شاحنة XCIENT Feul Cell، أول شاحنة حمولة ثقيلة واسعة الإنتاج بخلايا الوقود، كما تعمل الشركة على تطوير جرّار قائم على شاحنة XCIENT Feul Cell، وسيتم إطلاقه في عام 2023. كما كشفت المجموعة خلال “موجة الهيدروجين” عن مشروع “تريلر درون” (Trailer Drone)، نظام الطائرات المسيرة العاملة بالهيدروجين لنقل الحاويات، والقادر على الشغيل الذاتي بالكامل، مع ترتيب قائم على وجود سكّتي “إي بوجي” (e-Bogie).

ومن خلال تطوير سياراتها التجارية، ستكون المجموعة قادرة على دعم تحول شامل في مواصلات كوريا العامة وأنظمة العمليات اللوجستية إلى الحلول القائمة على الهيدروجين، مع السعي لتحقيق نجاح يشكل معياراً لكل العالم.

إضافة إلى ذلك، ستنعش المجموعة الأسواق العالمية للسيارات التجارية، بما فيها أوروبا – المسؤولة في الوقت الحاضر من 400,000 وحدة سنوياً – من خلال الجيل الأحدث من تقنياتها لخلايا الوقود، وستقوم بتطوير سيارات منتجة حسب الطلب (PBV) بطول 5 إلى 7 أمتار، مستهدفة السوق العالمية للسيارات التجارية الخفيفة، والتي من المتوقع أن تبلغ مبيعاتها سبعة ملايين وحدة سنوياً بحلول عام 2030. وسيتم ذلك جزئياً من خلال توسيع “هيونداي موتور” لقدرات أعمالها، وتطبيق القيادة الذاتية والروبوتيات في قطاع السيارات التجارية.

ولا يقتصر التطبيق التجاري لأنظمة خلايا الوقود على السيارات من أمثل “نيكسو” الرياضية متعددة الأغراض، والباص الكهربائي “إيليك سيتي باص” (Elec City Bus)، وشاحنة XCIENT Fuel Cell، إنما تتمتع بالإمكانات الملائمة لتطبيقات متنوعة بحلول عام 2040، بما فيها السيارات فائقة الأداء والنقل الجوي في المدن والروبوتات والمركبات الجوية والسفن الضخمة. وستوسّع المجموعة أنظمتها وتقنياتها لخلايا الوقود في مختلف مجالات قطاع الطاقة، بما في ذلك توليد الكهرباء والتدفئة للأبنية، ومصادر الطاقة للمدن ومحطات توليد الطاقة.

وتسعى المجموعة لتحقيق ذلك عبر تقديم جيل جديد من نظام خلايا الوقود عام 2023، وسيحقق النظام الجديد تخفيضاً في السعر والحجم، مع تحسين متانة وقوّة المحرك. ومن خلال البحث والتطوير الدائمين، استطاعت فرق الهندسة في المجموعة تخفيض تكاليف استخدام خلايا الوقود بشكل هائل في السنوات العشرين الماضية. وتهدف المجموعة لتحقيق سعر تنافسي، من خلال الوصول بأسعار سيارات خلايا الوقود إلى مستوى قابل للمقارنة بأسعار السيارات الكهربائية بالبطارية 2030.

وستحقق المجموعة القدرة الاقتصادية على الإنتاج الواسع لمنتجات الهيدروجين، من خلال الابتكار التكنولوجي المتواصل في أنظمة خلايا الوقود، إلى جانب التعاون المكثف مع عدد من المؤسسات الأخرى والحكومات في مختلف قطاعات الأعمال.

الجيل الأحدث من أنظمة خلايا الوقود

تبذل المجموعة منذ سنوات كثيرة قصارى جهدها لتخفيض تكلفة أنظمة خلايا الوقود وتطبيقها على نطاق واسع، واستطاعت خلال هذا الفترة أن تحقق قفزات نوعية في جهود الأبحاث والتطوير، وتقدّم نتائج هذه الجهود للعالم الآن.

وقدّمت مجموعة “هيونداي موتور” خلال منتدى “موجة الهيدروجين” مجموعة من أنظمة خلايا الوقود الجديدة، بما فيها نموذجاً عن الجيل الثالث من هيكلها المخصص لخلايا الوقود – الخلف الأقوى بترتيب أكثر كفاءة لنظام “نيكسو” – والذي تخطط لتقديمه في الأسواق في عام 2023.

الجيل الثالث من نظام خلايا الوقود

يجري حالياً تطوير الجيل الثالث من حزمة خلايا الوقود، والتي ستخلف الحزمة الحالية في سيارة “نيسكو”، واستعرضت المجموعة خلال الفعالية نسختين مختلفتان في القوة من الجيل الثالث من حزمة خلايا الوقود: 100 كيلو واط و200 كيلو واط، وتم تخفيض حجم الحزمة بقوة 100 كيلو واط بنسبة كبيرة بلغت 30%، ما يجعلها بحجم 70% من الجيل الحالي من الحزم، ويسهّل توظيفها في مختلف أنواع السيارات والتطبيقات الأخرى. أما نسخة 200 كيلو واط فتم تصميمها لتطبيقات السيارات التجارية، وحجمها يماثل حجم نظام “نيكسو” الحالي، مع مضاعفة القوّة المولّدة.

وكانت الشركة، مع الجيل الثاني من حزمة خلايا الوقود التي انطلقت عام 2018، قد استطاعت تحقيق 5,000 ساعة و160,000 كيلومتر من الاستخدام، الأمر الشبيه بما توفّره سيارات الاحتراق الداخلي. أما مع الجيل الثالث من مشروع خلايا الوقود هذا، فهدف الشركة هو تحسين القدرة على التحمل بنسبة 50 إلى 100%، حيث ستسمح الحزم ذات القدرة العالية في السيارات التجارية بتحقيق مدى قيادة يصل حتى 500,000 كيلومتر. وإضافة إلى ما سبق، سيتم تخفيض سعر الجيل الثالث من حزمة خلايا الوقود بشكل كبير، مع توقعات بأن يزيد الانخفاض عن نسبة 50%، ما يشكل عاملاً مهمّاً في السعي للوصول بأسعار سيارات خلايا الوقود إلى مستويات مقاربة لأسعار السيارات الكهربائية بالبطارية بحلول عام 2030.

وتشكل المرونة والقابلية للتعديل نواة الجيل الثالث من هذا النظام، والذي يمكن استخدامه في تطبيقات وأشكال متنوعة أخرى. ويستطيع “نموذج وحدة الطاقة” (Power Unit Module) الجديد أن يوفّر قوة تتراوح بين 500 كيلو واط و1 ميغا واط، من خلال تجميع وحدات قياسية بقوة 100 كيلو واط، مثالية للاستخدام كمصدر طاقة احتياطي في السفن الكبيرة وشركات تكنولوجيا المعلومات.

كما تم خلال الفعالية الكشف عن “النظام المسطح بالكامل” (Full-Flat System) المبتكر لخلايا الوقود، والذي يخفض ارتفاع الحزمة بمقدار 25 سم، ما يسمح باستخدامها في مختلف التطبيقات المتنوعة، مثل السيارات المبنية حسب الطلب (PBV) والسيارات متعددة الاستخدامات (MVP) والباصات والترام، من خلال تركيب النظام على الهيكل العلوي أو السفلي للمركبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى