صرف عملاق التكنولوجيا الأميركي شركة أبل النظر وبشكل نهائي عن مشروع “تيتان” الذي تهدف من خلاله إلى تطوير سيارة كهربائية ذاتية القيادة لم يسبقها إليها أحد.
ومع أن الشركة لم تعلن عن أي تفاصيل حول أسباب اتخاذ الخطوة، حيث أنها من النادر أن تُقدم على كسر السرّية المحيطة بابتكاراتها مهما كان نوعها، لكنّ البعض يرى أن سرقة أحد المهندسين الصينيين الذين كانوا يعملون في أبل أسرارا تتعلق بالمشروع، قد تكون سببا في رمي هذه الخطة خلفها وإلى الأبد.
لكنّ مختصين يرون أن الأمر قد تكون له علاقة بعدم عثورها على شريك منقذ لصناعة مركبة يبدو أنها لن تكون مثلما كان يتمنى عشاق السيارات الذكية لها أن تظهر.
ومن الواضح أن حلم أبل لمنافسة شركات تعمل في هذا المضمار مثل تيسلا وغوغل قد وصل إلى نهايته خاصة بعد أن زادت الشكوك حول ذلك النوع من المركبات في أعقاب سلسلة حوادث قاتلة العام الماضي.
وأثار حادث سير في أغسطس الماضي لدى دخول سيارة تعود لأبل إلى طريق سريع قرب مقر الشركة في وادي السيليكون، الكثير من الجدل حول جدوى استخدام التكنولوجيا في السيارات الحديثة.
وما يعزز تلك الفرضية، هو فشل مفاوضات سابقة لأبل مع شركات عملاقة حول العالم، بما في ذلك بي.أم.دبليو ومرسيدس لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل.
ويبدو أن سبب الخلاف كان عميقا، حيث رفضت العلامتان الألمانيتان الفاخرتان، وفق المعلومات المسرّبة في نهاية 2017، السماح لشركة أبل بالتحكم في تصميم السيارة والبيانات التي تنتجها.
كما توقفت مفاوضات أبل مع شركات نيسان اليابانية وبي.واي.دي أوتو الصينية وماكلارين البريطانية لأن شركات تصنيع السيارات تلك كانت مترددة في التخلي عن السيطرة على التجارب والبيانات لشركة التكنولوجيا الأميركية.
وحتى تنفذ برنامجها، خصصت شركة أبل في 2016 مئات الملايين من الدولارات لبناء مختبرات للبحث والتطوير في مقرها الرئيسي في كوبرتينو بكاليفورنيا، ولكن سرعان ما اكتشف أعضاء مشروع تيتان أن تصميم وبناء أجزاء أساسية لسيارة جديدة لم يكونا بسيطين.
ومنذ إعلان أبل عن مشروعها الواعد قبل خمس سنوات استحوذ تيتان على أغلب اهتمام فريق مصممي الشركة على الرغم من المعاناة والمشاكل المتكررة، التي أدت إلى تقلص زخم السيارات ذاتية القيادة.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها وكالة بلومبيرغ الأميركية للأنباء الاقتصادية إلى إلغاء أبل لوظائف نحو 200 مهندس كانوا يعملون على المشروع، وتحويل بعض خبراء في الشركة للعمل في أقسام أخرى تابعة لها.
وكانت أبل قد استقطبت لمشروعها العديد من الخبراء والفنيين من شركات أخرى أبرزهم أندرو كيم، الذي عمل سابقا في تسلا على تطوير منظومات موديلات الشركة الأميركية الناشئة وهي موديل 3 وموديل أس وموديل إكس وموديل واي.
وتقول مصادر قريبة من الشركة إن أبل تهدف من هذه الخطوة إلى تطوير أنظمة القيادة الذاتية بصفة عامة لجميع الشركات المهتمة باستخدام هذه الأنظمة وتطبيقها بموديلاتها، حيث لن تقتصر فقط على مشروع سيارات أبل المستقبلية.
وينفّذ فريق تطوير نظام القيادة الذاتية بأبل في الوقت الحاضر تجاربه على موديلات تابعة لطرز تنتجها شركات مثل فولكسفاغن الألمانية ولكزس اليابانية، قبل طرحها رسميا للبيع في الأسواق العالمية ف يالوقت المقرر لذلك.
وتعكف العديد من شركات التكنولوجيا في الوقت الحاضر على مشاريع لسيارات ذاتية القيادة منها غوغل، كما أن شركات لصناعة السيارات دخلت على الخط، ومن المحتمل أن تطرح سيارات ذاتية القيادية بحلول عام 2021.
وتعمل الكثير من الدول على تطوير التكنولوجيا الخاصة بالأجهزة التي تعمل ذاتيا، وتأمل دول مثل سنغافورة والصين في أن تعمل السيارات ذاتية القيادة على تشجيع السكان على تقليل أعداد السيارات أو استخدام وسائل النقل العام.