شاحنات ذاتية القيادة ورافعات شوكية تعمل عن بعد لسد نقص العمالة
طرح إيلون ماسك بعض الأفكار حول الروبوتات خلال الإعلان مؤخراً عن نتائج شركة تسلا.. وتوقع أن يكون روبوت تسلا البشري، والذي يدعى (Optimus) أكثر أهمية من السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركة.
قال ماسك : “العمل هو أساس الاقتصاد“. وأضاف: “إذن، ماذا يحدث إذا لم يكن لديك بالفعل نقص في العمالة؟ لست متأكداً مما يعنيه الاقتصاد في تلك المرحلة“.
من غير المحتمل أن يغيّر “أوبتيموس“ الاقتصاد العالمي بشكل جذري في أي وقت قريب، وربما علينا الانتظار حتى تتمكن سيارات “تسلا“ من قيادة نفسها بنفسها، وأن يسكن البشر كوكب المريخ. لكن ماسك ليس الوحيد الذي يأمل في أن تنقذنا الآلات من نقص العمالة.
كتبتُ في الماضي عن شركتين ناشئتين تقنيتين تعملان على حل مشكلات التوظيف في صناعة الخدمات اللوجستية. تعمل شركة “أوت رايدر تكنولوجيز“ (Outrider Technologies) على تطوير شاحنات ذاتية القيادة لنقل المقطورات من رصيف إلى آخر في المستودعات، بينما تعمل شركة “فانتوم أوتو“ (Phantom Auto) على إنشاء أنظمة تشغيل عن بعد للرافعات الشوكية والشاحنات وروبوتات التوصيل.
تسعى كلتا الشركتين إلى إثبات أن تقنيتهما يمكن أن تكون جزءاً من الحل لأزمة العمالة التي انتقلت من أزمة مزمنة إلى حادة أثناء جائحة كورونا، مع انفراج في الأفق.
أعلنت شركة “أوت رايدر“ في نوفمبر أن شركة “جورجيا باسيفيك“ (Georgia-Pacific) أكملت أكثر من 1000 حركة باستخدام شاحنات ذاتية القيادة (مع وجود سائقي سلامة على متنها) في مركز توزيع “شيكاغو لاند“. وتعد “جورجيا باسيفيك“ واحدة من بين 11 عميلاً في برنامج “أوت رايدر“ التجريبي. وتتمثل خطة أندرو سميث، الرئيس التنفيذي لـ“أوت رايدر“ في سحب سائقي السلامة وبدء العمليات التجارية في وقت ما من عام 2023.
يقول سميث إن الانتقال إلى الأساطيل الآلية سيكون سريعاً. ويتوقع أنه بحلول عام 2027 ستكون معظم الشاحنات الكبيرة قادرة على التحرك بشكل مستقل، وأن الشركة ستمتلك آلاف الشاحنات للعمل في هذا المجال. وأضاف: “نحن نقدم تكنولوجيا لمكافحة التضخم. وهدفنا هو معالجة هذه الاختناقات في أسرع وقت ممكن، بحيث لن يتعامل عملاؤنا مع أشخاص بعد الآن“.
في الشهر الماضي، أعلنت “فانتوم“ أنها جمعت تمويلاً قدره 42 مليون دولا من عملاقي الخدمات اللوجستية، شركة “آرك بيست“ (ArcBest) وشركة “إن إف آي إنداستريز“ (NFI Industries)، حيث تخطط الشركتان لبدء بيع الرافعات الشوكية القابلة للتشغيل عن بُعد للعملاء في وقت لاحق من هذا العام. ووفقاً لإليوت كاتز، مؤسس “فانتوم أوتو“، تخطط “إن إف آي إنداستريز“ لبدء استخدام وحداتها الأولى من الرافعات في منشأة في ولاية تكساس الأسبوع المقبل بالإضافة إلى نشر 1500 رافعة في غضون السنوات القليلة المقبلة. كما تعتزم “آرك بيست“، التي دخلت في اتفاقية تطوير مشتركة مع “فانتوم“، تصنيع وبيع الرافعات الشوكية التي يمكن تشغيلها بشكل مستقل ومع المشغلين عن بُعد، فضلاً عن نشر الآلاف منها فيما بعد.
لا تزال التقنية المستخدمة من قبل “فانتوم“ تتطلب التدخل البشري لتشغيل الرافعات الشوكية، ولكنها يمكن أن تساعد في فتح أسواق العمل من خلال السماح للأشخاص بالعمل في مواقع العمل من على بعد آلاف الأميال. تعد الفكرة جذابة بشكل خاص في المملكة المتحدة، حيث وجّه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كورونا، ضربة مزدوجة لسلسلة التوريد. وانخفض عدد سائقي الرافعات الشوكية في بريطانيا بنسبة 32% منذ منتصف عام 2019 وحتى منتصف عام 2021، وفقاً لتقرير صادر عن المجموعة التجارية (Logistics UK) في المملكة المتحدة.
يقول أليكس فيتش، المدير العام للسياسة العامة في “لوجسيتكس يو كيه“: “الناس في حيرة من أمرهم بشأن الكيفية التي سننقل بها الناس من المراكز السكانية إلى شبكات التوزيع“. وأضاف: “لا يريد الناس العيش في (ميدلاندز) بالقرب من مراكز التوزيع، ولذا فإن التشغيل عن بعد سيكون رائعاً“.