اخبار

شركات السيارات الأجنبية تتوسع في الصين لاغتنام فرص النمو

تسعي شركات السيارات الأجنبية لتعزيز استثماراتها في الصين، مستفيدة من فرص النمو التي يوفرها قطاع مركبات الطاقة الجديدة، حيث تسعى إلى توسيع حضورها في السوق وتطوير المشاريع والبحوث وتعزيز التعاون المشترك.

وقال هيلموت ستيتنر، الرئيس التنفيذي لشركة “أودي-فاو” المحدودة لمركبات الطاقة الجديدة، إن التحول العالمي من مركبات الاحتراق الداخلي إلى مركبات الطاقة الجديدة فتح آفاقا جديدة لكل من الصين وألمانيا.

وأضاف: “نشهد تسارعا واضحا نحو التحول إلى التنقل الكهربائي في الصين، لا سيما في سوق السيارات الفاخرة، ورغم التحديات، فإن السوق الصينية لا تزال تمتلك إمكانات نمو هائلة، ونعتزم أن نكون جزءا من هذا التطور”.

وفي خطوة تعزز الشراكات الدولية، دخلت مجموعة “بي إم دبليو” في مارس الجاري في شراكة مع عملاق التكنولوجيا الصيني “هواوي” لتطوير نظام بيئي رقمي للسيارات مصمم خصيصا للسوق الصينية، كما قام مصنع “تسلا” الضخم في شانغهاي بشرقي الصين، وهو أول منشأة للشركة خارج الولايات المتحدة، بتصدير أول دفعة من بطاريات تخزين الطاقة “ميجاباك” في الشهر ذاته.

ومن جانبه، قال قاو يوي نينج، نائب عميد كلية السياسات العامة والإدارة بجامعة تسينغهوا، إن سوق مركبات الطاقة الجديدة في الصين يتمتع بإمكانيات هائلة وبيئة أعمال شاملة تشهد تحسنا مستمرا، فضلا عن سلاسل صناعية وتوريد متكاملة وفعالة، مشيرا إلى أنها عوامل رئيسية تدفع شركات السيارات الأجنبية إلى الاستثمار وترسيخ حضورها في السوق الصينية.

وفي عام 2024، تجاوز إنتاج ومبيعات الصين من مركبات الطاقة الجديدة 12 مليون وحدة، مما عزز مكانة البلاد الرائدة في السوق العالمية. وأنشأت الصين سلسلة صناعية شاملة، حيث توفر 70 بالمائة من مواد البطاريات في العالم و60 بالمائة من بطاريات الطاقة.

وفي السنوات الأخيرة، هيأت الحكومة الصينية بيئة تطوير مواتية لسوق مركبات الطاقة الجديدة من خلال سياسات وتدابير مثل دعم الشراء والبنية التحتية الشاملة للشحن وإنشاء مناطق تجريبية للسيارات الذكية المتصلة.

وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة التجارة الصينية أن مركبات الطاقة الجديدة تشكل أكثر من 60٪ من المركبات التي تم شراؤها في إطار سياسة استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة في عام 2024. واعتبارا من 19 ديسمبر 2024، شكلت العلامات التجارية الأجنبية أكثر من 35 ٪ من المركبات المشتراة بموجب هذه السياسة.

وأدى انفتاح المستهلكين الصينيين على التقنيات والابتكارات الجديدة، إلى جانب تركيزهم على تقنيات الشبكات الذكية، إلى خلق آفاق جديدة للإصلاح وفرص عمل لشركات السيارات الأجنبية.

ووفقا لمندوب مبيعات “تسلا” في تشانغتشون حاضرة مقاطعة جيلين بشمال شرقي الصين، كان العملاء في الماضي يولون اهتماما أكبر لمدى القيادة وكفاءة التكلفة، لكنهم الآن يركزون على التكوين الذكي للمركبات، مثل قمرة القيادة الذكية ونظام صف السيارات التلقائي.

وتماشيا مع هذا التحول، تدرك شركات السيارات الأجنبية في الصين أن تطوير طرازات جديدة مصممة خصيصا للسوق الصينية هو مفتاح نجاحها المستقبلي، حيث تركز هذه الشركات على دمج تقنيات القيادة الذكية وشبكة اتصال السيارات وتوفير حلول مستدامة تتماشى مع تفضيلات العملاء المحليين لتحقيق اختراقات في السوق.

وفي هذا السياق، وقّعت مجموعة “فولكس فاجن” اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة “فاو” الصينية في مارس الجاري لإطلاق 11 طرازا جديدا مصمما خصيصا للسوق الصينية، بدءا من عام 2026.

وحول هذا التعاون، قال رالف براندشتاتر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “فولكس فاجن” الصين “تمثل شراكتنا الراسخة مع فاو ركيزة أساسية لنجاحنا في الصين. ونواصل تطوير مجموعة منتجات فاو-فولكس فاجن التي تغطي جميع أنواع المحركات، مع تركيز كبير على سيارات الطاقة الجديدة، لتلبية الاحتياجات المتغيرة للعملاء”.

واختتم قاو يوي نينغ حديثه بالتأكيد على أن النمو المطرد للاقتصاد الصيني والانفتاح المستمر عالي المستوى يشكلان مصدر ثقة رئيسي يدفع الشركات العالمية لتعزيز وجودها في السوق الصينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى