صفقة أوبل تفتح الباب على مصرعية لاندماج جنرال موتورز وفيات كرايسلر
بعدما أنتشر خبر عرض مجموعة بيجو سيتروين لشراء أوبل الالمانية يفتح هذا الامر الباب على مصرعيه أمام جنرال موتورز نفسها لتصبح أكثر تحرراً وأمام أبواب مفتوحة لتشكيل تحالف هو الأكبر في عالم السيارات. فسبق وأن تقربت FCA – أي فيات كرايسلر – من GM قبل سنوات قليلة، بغية الاندماج معها، غير أن الأخيرة لم تجد حافز حقيقي يدفعها إلى هذا الاندماج. لكن الحكاية قد تتغير كلياً في حال تخلصت من أوبل.. فانضمام فيات كرايسلر إلى جنرال موتورز، لن يبقي على تواجد العملاقة الأمريكية في القارة العجوز فحسب، بل سيعزز حضورها هنالك مع شبكة توزيع قوية وتواجد قوي خاصة لاسم فيات، كما أنها ستضع يدها على علامات متنوعة مثل مازيراتي النخبوية والتي تتمتع بهامش ربحي كبير، بجانب ألفا روميو التي تمتلك فرصاً كبيرةً بالعودة الحقيقية إلى الأسواق أو حتى بيعها بثمن جيد في ظل وجود مجموعات تطمح لاقتناء العلامة الإيطالية العريقة مثل فولكس فاغن.
وما قد يعزز من فرص الاندماج هو سعي فيات كرايسلر وراء ذلك ومنذ سنوات، وذلك لإدراكها بصعوبة استمرارها على المدى الطويل دون التواجد في تحالف أكبر. والأكثر من ذلك هو تحسن وضع FCA والتي حققت العديد من الإنجازات في السنوات القليلة الماضية.. وإذ نجحت فيات كرايسلر في إطلاق علامة جيب خارج الأسواق الأمريكية الشمالية حيث بقيت حبيسة لها بشكل فعلي منذ تأسيسها قبل أكثر من 75 عاماً. وذلك مع بدء فيات لتصنيع طرازات جيب في وبيعها في أسواق أمريكا الجنوبية، الأسيوية، والأوروبية، وهذا ما سيجعلها علامة عالمية أكثر انتشاراً ومبيعاً.
كما استطاعت FCA أن تقوم بخفض ديوانها وإعادة جدولتها في العام الماضي، بجانب تركيزها على إنتاج طرازات أكثر ربحية من فئة الكروس أوفر والـ SUV والتخلص من أخرى ضمن فئة السيدان المتوسطة، وذلك بالتوازي مع رفع هامش الأرباح في الطرازات المباعة.. وبالانتقال إلى أمريكا الشمالية، ستجد جنرال موتورز في هذا الاندماج فرصة لتوحيد أعمالها مع علامات كرايسلر ودودج، وهذا ما قد يساهم بخفض التكاليف بدرجة كبيرة، سواء على صعيد التطوير والإنتاج أو حتى التوزيع والبيع. ولكن في المقابل، قد ينتج عن هذا الاندماج مستقبلاً تسريح آلاف العمال وحتى إغلاق مئات أو آلاف صالات البيع ومراكز الخدمة، وهذا ما قد يشكل العائق الأكبر مستقبلاً في حال اهتمام جنرال موتورز بالاندماج مع فيات كرايسلر، علماً بأنه من شأن الأخير أن ينتج عنه الصانع الأكبر في عالم السيارات.