فتيات عراقيات يكسرن حاجز القيود
كسرت عراقيات حاجز القيود حيث خوضن غمار ركوب الدراجات الهوائية في شوارع وأزقة العاصمة بغداد المزدحمة، في محاولة لكسر بعض التقاليد الذكورية، ولفت الانتباه إلى حقوق المرأة في مجتمع محافظ كان في يوم ما صديقا وداعما للمرأة في حقب يحب تسميتها بالفترات الذهبية من حياة العراق ضمن مبادرة “أنا المجتمع”، التي دعت إليها الفنانة البغدادية مارينا جابر، من خلال قيادة الدراجات الهوائية.
وحاولت فتيات بغداد، قرب قصة الحب الأسطورية من ألف ليلة وليلة للعاشقين شهريار وشهرزاد، في باحة حدائق أبونواس في وسط العاصمة، خوض النزال بدراجات هوائية ملونة دارت فوق أغلال المجتمع المتحفظ على ممارسة المرأة لحياتها.
وكانت مارينا (24 عاما) وهي رسامة وفنانة بالفن التركيبي، دعت ضمن مبادرة “أنا المجتمع” التي أطلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، الفتيات والشباب بشكل عام إلى مشاركتها في قيادة الدراجة الهوائية تغلبا على التقاليد والحرمان الممارس على المرأة من قبل المجتمع الذي يعتبر قيادتهنَّ للدراجات من “العيب” والتمرد.
وشارك العشرات من “الفتيات والشباب” في الفعالية وهي جزء من مشروع فني أسمته “حصين الحديد”، لإظهار قوى المرأة وتغلبها على التحديات في العراق الذي يمر بظروف صعبة متباينة ما بين الصراع الفكري والسياسي والأمني وحربه على الإرهاب.. ويذكر أن مارينا سبق أن أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد أن انتشرت لها صور وهي تقود دراجة هوائية وتتجول في شوارع العاصمة بغداد.. وتسعى الشابة العراقية من خلال مبادرة “أنا المجتمع” إلى تغيير نظرة الرجل إلى المرأة.
وحول تقبل المجتمع العراقي لمبادرتها، قالت مارينا “في البداية كنت أتجول في الأزقة الهادئة ثم انتقلت إلى المناطق الشعبية، وهناك قوبلت بالرفض وأحيانا بالشتم، بل حاول بعض الرجال عرقلة دراجتي ودفعي للسقوط”.
كانت المرأة العراقية نجحت على مدار عقود ومنذ تشريع قانون الأحوال الشخصية في نهايات الخمسينات من القرن الماضي، في استحصال مكاسب عديدة أهلتها لأن تمارس دورها في القضاء والطب والهندسة والقوات المسلحة.
وتعد الدكتورة نزيهة الدليمي أول عراقية تقلدت منصب وزير في العالم العربي في نهاية عقد الخمسينات.. وتقلدت المرأة العراقية أعلى المناصب، قبل أن ينتكس دورها خصوصا بعد احتلال العراق عام 2003 وصعود أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب الطائفية.
ويتفاخر العراقيون اليوم بنشر صور النساء العراقيات السافرات في مهرجانات شعبية ورسمية إبان عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، مقارنين ذلك بأجواء التخلف القائمة اليوم.. وصعد المتطرفون وقادة الأحزاب الدينية من انتقادهم لمبادرة قيادة الدراجات من قبل الفتيات، فيما لقيت المشاركات دعما شعبيا من المجتمع المدني العراقي الرافض لوضع المرأة في زوايا ضيقة ومصادرة حريتها تحت مسوغ التقاليد والتعاليم الدينية.