في مباراة لم تأت على مستوى التوقعات من حيث المتعة، سجل محمد صلاح هدفاً مبكراً من ركلة جزاء وقاد ليفربول الإنكليزي إلى إحراز لقبه السادس في دوري أبطال أوروبا، بفوزه على مواطنه توتنهام بهدفين نظيفين في مدريد.
سجل النجم المصري محمد صلاح اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حيث قاد ليفربول إلى التتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخه، إثر فوز الفريق على توتنهام 2/صفر السبت (الأول من حزيران / يونيو 2019) على ملعب “واندا ميتروبوليتانو” بالعاصمة الإسبانية مدريد، في المواجهة الإنكليزية الخالصة التي جمعت الفريقين في نهائي البطولة. وافتتح صلاح التسجيل لليفربول من ضربة جزاء في الدقيقة الثانية، ثم أضاف البديل ديفوك أوريغي الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 88، ليتوج ليفربول بأول لقب له تحت قيادة مديره الفني الألماني يورغن كلوب.
وبعد أن أضاع ليفربول فرصة التتويج باللقب الأوروبي في الموسم الماضي، بعد هزيمته في المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني، نجح “الشياطين الحمر” أخيراً تحت قيادة كلوب في انتزاع اللقب هذا الموسم، ليعتلي منصة التتويج بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ عام 2005.
وجاء الشوط الأول للمباراة دفاعياً حيث ندرت الفرص التهديفية وتفوق توتنهام في الاستحواذ على الكرة. لكن المحاولات الهجومية الأكثر خطورة كانت من نصيب ليفربول، إلا أنه اكتفى بهدف صلاح المبكر من ركلة جزاء.
وفي الشوط الثاني، واصل توتنهام تفوقه في الاستحواذ على الكرة وأبدى إصراراً حقيقياً على التعادل، إلا أنه وجد معاناة في تهديد شباك ليفربول في ظل الحذر الدفاعي، وقد أطلق ليفربول رصاصة الرحمة على منافسه قبل دقيقتين من النهاية عبر الهدف الثاني الذي سجله البديل أوريغي.
وخاض كلوب المباراة بتشكيل يضم القوة الهجومية الضاربة المتمثلة في الثلاثي محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو أمام ثلاثي خط الوسط جوردان هندرسون وفابينيو وجيورجينيو فاينالدوم، بينما أسند مهمة الدفاع للرباعي ترينت ألكسندر أرنولد وجويل ماتيب وفيرجيل فان دايك وأندرو روبرتسون.
أما ماوريسيو بوتشيتينو، المدير الفني لتوتنهام، فقد تمكن من الاستفادة من جهود النجم هاري كين، الذي استعاد لياقته بعد التعافي من إصابته في الكاحل، ودفع به أساسياً في الهجوم أمام ديلي ألي وموسى سيسوكو وهاري وينكس وهيونج مين سون وكريستيان إيركسن، بينما تولى الدفاع الرباعي كيران تريبيير وتوبي ألديرفيريلد ويان فيرتونخين وداني روز.
وقبل إطلاق الحكم دامير سكومينا صافرة البداية، شهد الملعب الوقوف دقيقة صمت حداداً على وفاة خوسيه أنطونيو رييس، لاعب المنتخب الإسباني السابق، في حادث مروري.
واشتعلت أجواء المباراة بعد 25 ثانية فقط من البداية، حيث حصل ليفربول على ضربة جزاء عندما تصدى موسى سيسوكا لكرة عرضية حاول ساديو ماني إرسالها داخل منطقة الجزاء. وتقدم النجم المصري محمد صلاح لتنفيذ الضربة مسجلاً منها هدف التقدم لليفربول، ويرفع اللاعب رصيده في البطولة هذا الموسم إلى خمسة أهداف.
حاول ليفربول استغلال ارتباك منافسه وهاجم بشراسة بحثاً عن الهدف الثاني وحسم المواجهة مبكراً. لكن توتنهام استعاد توازنه سريعاً وعاد إلى أجواء المباراة، إلا أنه وجد صعوبة في تهديد شباك حارس المرمى أليسون بيكر.
وعزز توتنهام استحواذه على الكرة بشكل كبير وواصل ضغطه بحثاً عن التعادل، بينما بحث ليفربول عن الفرصة عبر الهجمات المرتدة. وكاد ألكسندر أرنولد أن يعزز تقدم ليفربول بالهدف الثاني في الدقيقة 17 حيث سدد كرة زاحفة قوية من خارج منطقة الجزاء. لكنها مرت بجوار القائم مباشرة إلى خارج الشباك.
وفي الدقيقة 18، توقف اللعب لثوان بسبب اقتحام مشجعة لأرضية الملعب، وجرى السيطرة على الموقف وإخراجها سريعاً. بعدها بدا الأداء متكافئاً بين الجانبين حيث حقق كل من الفريقين التوازن المطلوب بين الجانبين الدفاعي والهجومي.
وكثف توتنهام تركيزه من جديد على الاستحواذ على الكرة وانحصرت أغلب مجريات اللعب في وسط الملعب لدقائق في ظل الحذر الدفاعي الشديد من جانب ليفربول.
وفي الدقيقة 38، سدد روبرتسون لاعب ليفربول كرة مباغتة قوية من خارج منطقة الجزاء. لكن هوجو لوريس حارس مرمى توتنهام تصدى لها بأطراف أصابعه وأخرجها إلى ركنية لم تستغل.
وظلت المحاولات الهجومية سجالاً بين الفريقين في الدقائق المتبقية من الشوط الأول لكن دون خطورة حقيقية على أي من المرميين لينتهي الشوط بتقدم ليفربول 1 / صفر. وأبدى توتنهام إصراراً واضحاً على الرد منذ الدقيقة الأولى من الشوط الثاني حيث ضغط بقوة بحثاً عن التعادل لكنه عانى من التماسك الدفاعي للاعبي ليفربول.
بيد أن ليفربول رفض الاكتفاء بالدور الدفاعي واستعاد نشاطه الهجومي مع مرور الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني، إذ سدد فابينيو لاعب وسط ليفربول كرة قوية تصدى لها الحارس مرتين. كما أتيحت فرصة أمام صلاح لكن الدفاع تعاون مع الحارس في التصدي لها.
وأجرى يورجن كلوب أول تبديل في المباراة في الدقيقة 58 حيث أشرك ديفوك أوريغي مكان فيرمينو، الذي لم يظهر بمستواه في مباراة اليوم، وبعدها بأربع دقائق، أشرك كلوب اللاعب جيمس ميلنر بدلاً من فالينالدوم.
وفي الدقيقة 65، أجرى بوتشيتينو تبديله الأول وأشرك لوكاس مورا بدلاً من هاري وينكس. وكاد البديل ميلنر أن يضيف الهدف الثاني لليفربول في الدقيقة 69 حيث سدد كرة زاحفة قوية بقدمه اليسرى من حدود منطقة الجزاء إثر هجمة رائعة قادها ماني، لكن الكرة مرت قاب قوسين أو أدنى من القائم.
كذلك كاد ديلي ألي أن يدرك التعادل لتوتنهام في الدقيقة 73، حيث تلقى تمريرة من المتألق هيونج مين سون وسدد كرة رائعة لكن الحارس بيكر تصدى لها ببراعة. وأجرى بوتشيتينو تغييره الثاني في الدقيقة 74، حيث أشرك إيريك داير بدلاً من موسى سيسوكو.
ومع بداية آخر ربع ساعة من المباراة، كثف توتنهام ضغطه الهجومي بشكل أكبر بينما ركز ليفربول على الجانب الدفاعي. وأرسل هاري كين طولية رائعة إلى تريبيير الذي مرر عرضية إلى ديلي ألي ليسدد برأسه لكن الكرة مرت فوق العارضة.
وفي الدقيقة 80، لعب حارس مرمى ليفربول دوراً بطولياً وتصدى لكرة صاروخية من سون وأخرى زاحفة خطيرة من لوكاس مورا.
وأجرى بوتشيتينو تبديله الثالث في الدقيقة 82، حيث أشرك فيرناندو لورينتي بدلاً من ديلي ألي. وحصل توتنهام على ضربة حرة في مركز خطير في الدقيقة 85 إثر تعرض روز لعرقلة من ميلنر، وسدد إيركسن كرة خطيرة لكن الحارس تصدى لها ببراعة.
وفي الدقيقة 88، أطلق ليفربول “رصاصة الرحمة” على منافسه وعزز تقدمه بالهدف الثاني عن طريق أوريغي، الذي تلقى عرضية داخل منطقة الجزاء وأسكن الكرة في الشباك معلناً تقدم ليفربول 2 / صفر.
وتمسك توتنهام بالأمل حتى اللحظات الأخيرة لكن محاولاته لم تسفر عن جديد لتنتهي المباراة بفوز ليفربول 2 / صفر وتتويجه باللقب الأوروبي.