كورونا تصيب شركات السيارات فى مقتل .. وعجلة الأنتاج تعود تدريجيا
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78٪ في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.. وقد أصابت كورونا شركات السيارات فى مقتل .. ولكن يعود الأمل تدريحيا بعودة عجلة الأنتاج مرة أخرى.
وشهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20٪ .. وخلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15٪ وهذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس.
ومنذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر أبريل الجاري يمس هذا القرار حوالي 80٪ من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.. وقد بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين .. وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48٪ في شهر مارس بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80٪ في شهر فبراير وتعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
ويعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكس فاجن وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا.. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر الماضي وهي السيارة التي تعول عليها فولكس فاجن كثيرا في المستقبل.. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
وتتخذ شركة فولكس فاجن من مدينة فولفسبورج بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل.. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكس فاجن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية.. وسوف تقوم فولكس فاجن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف.. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20٪ تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30٪ ليصل إلى 10،3 مليار يورو.. ولم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29٪ عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
أما في إيطاليا وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76٪ في شهر مارس.. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55٪.