يرى ستيفن كوبر، مسؤول مزايا التعرف على الصوت في نظام SYNC 3 لدى فورد أن مصدر إلهامه للالتحاق بعمله يومياً يأتي من اطمئنانه لسلامة عائلته وأصدقائه من مخاطر القيادة بدون انتباه بفضل مساهمته في تطوير نظام SYNC.. فقد جاءت التجارب العديدة والمباشرة حول عواقب القيادة بدون انتباه لتحفز كوبر على تبسيط الأوامر الصوتية لنظام SYNC من خلال تقليل الأوامر المتعددة إلى طلب واحد يتم تفعيله صوتياً.
وقال كوبر: “شهدت الكثير من الحوادث الناجمة عن القيادة دون انتباه، وكان ذلك واحداً من أبرز العوامل التي دفعتني إلى العمل في مجال التعرف على الصوت. وكلّنا أمل أن يسهم تقليص العوامل المشتتة للانتباه وتبسيط التشغيل والاستخدام في الحفاظ علىسلامة السائقين”.
كوبر أحد أعضاء فريق فورد المتخصص بتقنيات التحدث الأساسية Core Speech Technology في ديربورن بولاية ميشيغان، وهو الفريق المسؤول عن وظائف التعرف على الصوت في نظام SYNC 3. ومن أبرز أهداف الفريق، تمكين العملاء من التمتع بتجربة أوامر صوتية سهلة ومبسطة.
تعد الأوامر الصوتية جزءاً من نظام SYNC منذ إطلاق إصداراته الأولى قبل 13 عاماً.. وقد حقق نظام SYNC 3 الذي تم الإعلان عنه في عام 2014 توسعاً وتطوراً ليدعم اليوم 25 لغة ويتيح للمزيد من المستخدمين حول العالم فرصة التمتع بمزاياه العديدة.
كيف لنظام SYNC أن يفهم ما أقوله ؟
يتوفر نظام SYNC في طرازات فورد المختلفة، وقد تطور ليصبح واحداً من أكثر الأنظمة الصوتية سلاسة وابتكاراً.. ويتضمن النظام الذي يعمل بالأوامر الصوتية محركاً يعمل بمثابة الدماغ للتعرف على الكلمات، ويضم نموذجاً للغات وبرنامجاً لتفسيرها وتحليل وفهم الأوامر المنطوقة.
ويتكون نموذج اللغات من قائمة واسعة من الكلمات أو الأوامر التي تقترن بمهمات معينة. فمثلاً، يضم SYNC أمر “اتصل مع جون دو” بأكثر من 25 لغة يدعمها النظام، كما أن القائمة الضخمة من الأوامر المتعلقة بالمزايا التي تعمل بالصوت في النظام جميعها مدرجة ضمن نموذج اللغة.
يأخذ برنامج تفسير اللغة خصائص الصوت لكل أمر ويطابقه مع قائمة الكلمات في نموذج اللغة، وباستخدام المثال نفسه “اتصل جون دو”، يقوم برنامج التفسير بتحليل خصائص الصوت المختلفة التي تم التحدث بها مع النظام، ليقوم بإيجاد مجموعة مماثلة لها في الخصائص داخل نموذج اللغة.
ويراعي النظام اللهجات المختلفة لنفس اللغة من مناطق مختلفة من البلد نفسه. فمثلاً تضم اللغة التايلندية العديد من اللهجات المختلفة بين المناطق، فيتم تلقين نموذج اللغة التايلندية باللهجات الوسطى والشمالية الشرقية والشمالية والجنوبية، مما يعطي برنامج التفسير فرصة مثلى لفهم الأوامر المنطوقة باللغة التايلندية.
مراعاة احتياجات المستخدمين أثناء التطوير
تترأس إيفون جلوريا فريق تقنيات التحدث الأساسية، وتشارك في تطوير نظام SYNC منذ الإعلان عن نظام SYNC 3 في عام 2014.. وترى جلوريا المتخصصة بهندسة البرمجيات أن نجاح الأوامر الصوتية لنظام SYNC يعود إلى سهولة استخدامها، وأضافت: “تستخدم النظام قاعدة واسعة ومتنوعة من العملاء وليس كلهم من المهندسين، أي أن العميل ليس ملزماً برؤية البرنامج من وجهة نظري فقط لأنني قمت بتطويره. ولذلك قمت بدراسة طريقة استخدام الناس للكمبيوتر وكيفية تعلمهم للبرامج، الأمر الذي دفعني إلى التفكير من زاوية العملاء بدلاً من التفكير كمهندسة”.
وبفضل التطوير المتواصل، نجح فريق تقنيات التحدث الأساسية في تحسين وظائف SYNC وتوسيعه، فتحليل طرق استخدم العملاء للنظام يتيح للفريق تبسيط مهامه أو تسهيل الوصول إليها. ومن خلال التحسين الدائم، نجح الفريق في تحويل أكثر من 80% من الأوامر الصوتية في النظام إلى عملية من خطوة واحدة.
ويأتي التشخيص والتحليل عن بعد لنظام SYNC 3 ليتيح للمهندسين تلقي كميات متواصلة من البيانات الصوتية المسجلة التي توضح كيفية تعامل العملاء مع نظام SYNC للقيام بمهام مختلفة. وبذلك يكتشف المهندسون أخطاءً شائعة يواجهها العملاء ويساعدون في تبسيط المهام بدلاً من ترك المستخدمين لاستكشافها بأنفسهم. ويتم جمع البيانات بعد الحصول على موافقة المستخدمين.
وأشار كوبر: “إنها عملية تطوير متواصلة منذ بداية البرنامج وحتى نهاية دورة حياته، نظراً لحرصنا على تلقي آراء ومقترحات المستخدمين والاستفادة منها لإجراء التحديثات المستقبلية”.
مستقبل الأوامر الصوتية
يتوفر أمام المركبات المجهزة بنظام SYNC مجال واسع لتحسين تجربة القيادة. واختتمت جلوريا: “نتوقع لتقنيات الأوامر الصوتية أن تلعب دوراً محورياً في المستقبل، تزامناً مع التقدم والتطور التقني وتقليص عدد الأزرار لتحل مكانها شاشات أكبر في السيارات”.