محمد منصور .. الملياردير الذي أعاد بناء ثروة عائلته
لا تخلو قوائم الأثرياء المصريين والعرب والأفارقة سنويًا من اسمه، فهو مؤسس واحدة من أهم وأكبر التكتلات الاقتصادية المصرية التي تعمل في عدة مجالات من أول النقل والعقارات وحتى الأطعمة والدخان.
“محمد منصور” الذي تبلغ ثروته 2.5 مليار دولار هو ثالث أغنى رجل في مصر، وسادس الأثرياء العرب، كما يحتل المركز الثاني عشر في قائمة أثرياء إفريقيا، بحسب مجلة “فوربس– Forbes” الأمريكية المتخصصة في مجال المال والأعمال.
قد يرى البعض أن هذه المكانة التي وصل إليها الرجل بديهية فهو ينتمي بالأساس لعائلة ثرية إذ كان والده لطفي منصور من أكبر مُصَدري القطن على مستوى العالم في العهد الملكي بمصر، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الأسرة فقدت ثروتها بسبب التأميم في ستينيات القرن العشرين وكان عليها البدء من الصفر من جديد.
وفي غضون 6 سنوات، تمكن لطفي من الوقوف مجددًا على قدميه حيث سافر إلى سويسرا وأسس شركة تربط تجار القطن في السودان بالمشترين الدوليين، ثم عاد إلى مصر في السبعينيات ودخل عالم النقل عبر تأسيس شركة منصور للسيارات لكي تكون وكيل لشركة “جنرال موتورز– General Motors” الأمريكية إلا أنه توفي بعد عام من وصوله إلى القاهرة وهنا كان على الجيل الثاني بقيادة محمد منصور استلام الراية واستكمال المسيرة.
كان لدى محمد حينها 28 عامًا ورغم صغر سنه إلا أنه كان مؤهلًا لتولي مسؤولية إدارة شركة والده وقيادتها بشكل منظم ومدروس للتوسع وجني الأرباح، إذ كان يدرك جيدًا أهمية العلم والعمل لأنه حصل على البكالوريوس في الهندسة من جامعة “نورث كارولينا ستيت– North Carolina State” ثم ماجستير إدارة الأعمال من جامعة “أوبرن– Auburn”، كما عمل خلال سنوات دراسته الجامعية للإنفاق على نفسه ودفع مصروفات الدراسة.
ورغم أن منصور يتبنى أسلوب متحفظ في الإدارة إلا أنه يوصف دائمًا بأنه ذو حظ عظيم في عالم البيزنس حيث عزز التعاون مع جنرال موتورز وأنشأ مصنع لتجميع حافلات شيفروليه “الميني باص” في مصر، ثم نجح في أن يكون وكيلًا لمزيد من العلامات التجارية الأمريكية وأبرزها: “كاتربيلر– Caterpillar” الرائدة في مجال معدات البناء والتعدين، و“فيليب موريس إنترناشونال– Philip Morris International” عملاق التبغ والسجائر.
كما دخلت المجموعة مجالات لا حصر لها سواء كان ذلك عن طريق الحصول على امتياز لبعض العلامات التجارية أو عن طريق إنشاء شركات خاصة بها، حيث حصلت على حق امتياز “ماكدونالدز– McDonald’s” سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية في مصر، وأطلقت العلامة التجارية “صن شاين– Sunshine” لإنتاج الخضراوات والمأكولات البحرية، ثم حصلت على حقوق توزيع منتجات شركات “أي بي أم– IBM”، و“مايكروسوفت– Microsoft”، و“إتش بي– HP” وغيرها.
ولم تقف توسعات محمد منصور عند هذا الحد حيث أطلقت مجموعته سلاسل سوبر ماركت هي: “مترو– Metro”، و“خير زمان“، و“فريش فوود ماركت– Fresh Food Market” لتستهدف مختلف شرائح المجتمع المصري، كما دخلت سوق العقارات في مصر عبر تأسيس شركة “بالم هيلز– Palm Hills” للتطوير العقاري.
كما أسس محمد منصور مبكرًا شركة “مان كابيتال– Man Capital” ليدير ويستثمر أموال المجموعة بنفسه بدلًا من الاعتماد على البنوك، لهذا فقد كان واحدًا من المستثمرين الأوائل في شركات مثل: “فيسبوك– Facebook”، و“تويتر– Twitter”، و“أوبر– Uber”، وغيرها.
ولأن قطاع السيارات كان أساس انطلاق مجموعة منصور في مصر سنجد أنها اختارت التوسع في المنطقة العربية والإفريقية بنفس الطريقة من خلال دخول سوق السيارات في العراق وليبيا وليبيريا وغانا وأوغندا كوكيل رسمي لجنرال موتورز، الأمر الذي سمح له بأن يكون من أكبر موزعي سياراتها على مستوى العالم.
كما كان لخدمة المجتمع حظ من جهد محمد منصور إذ أسس مؤسسة منصور للتنمية للمساعدة في بناء المدارس والقضاء على الأمية، بالإضافة إلى مؤسسة “لييد– Lead” لتقديم قروض للشركات الصغيرة والسيدات غير القادرات لمساعدتهم على الحياة بشكل أفضل.
وأخيرًا يمكن أن نقول إن فكر محمد منصور المتطور والمنظم كان سببًا في دخوله عدة مجالات ونجاحه في تأسيس تكتل اقتصادي قوي ومهم في مصر والمنطقة، وهو أمر لم يدفعه للتشبث بكرسيه في المجموعة بل على العكس نقل خبراته للجيل الثالث ومنحهم الفرصة ليستكملوا المسيرة على أسس سليمة.