معرض جنيف ساحة السيارات الكهربائية
هيمنت السيارات الكهربائية على أروقة معرض جنيف هذا العام لكن اللافت أن الجيل الجديد جاء بفلسفة استثنائية على غير العادة، حيث فجرت الشركات المشاركة مفاجآت كثيرة يتوقع معظم الخبراء أن تغير نمط صناعة المركبات العصرية المنسجمة مع البيئة مستقبلا.
دفع التحول الهيكلي للسيارات الكهربائية معظم المصنعين لابتكار جيل جديد من الموديلات الصديقة للبيئة ظهرت لأول مرة خلال معرض جنيف بتصاميم مميزة تنسجم مع الحياة العصرية.
ورغم أن الشركات كانت تعتمد كثيرا على تطوير الأجزاء الميكانيكية، إلا أن التطور التقني دفعها لتبني سياسة تستغل أحدث ما توصل إليه المبتكرون في عالم تصاميم أجزاء الموديلات الكهربائية بالأساس.
وغزت المحركات الكهربائية جميع الفئات بدءا من الموديلات الصغيرة المخصصة للتنقل الحضري مرورا بالموديلات الرياضية ووصولا إلى الموديلات الكوبيه الأنيقة وسيارات الأراضي الوعرة.
ولا تتمتع الموديلات الجديدة بشخصيتها المدمجة وسمات الراحة فقط، ولكن تتسم أيضا بروح ثورية في ما يخص التجهيزات التقنية، فمن الوهلة الأولى تبدو الهياكل الخارجية غاية في الأناقة والمقصورات الداخلية بترتيب عال.
وأزاحت عدة شركات الستار عن سيارات كهربائية جديدة تتنوع بين نماذج أولية سيتم طرحها كموديلات قياسية مثل هوندا إي بروتوتيب التي يزيد مدى سيرها عن 200 كلم قبل إعادة شحن البطارية.
كما ظهرت نسخ كهربائية من سيارات قياسية بالفعل مثل بيجو إي-208، فضلا عن السيارات الاختبارية مثل فولكسفاغن آي.دي باغي.
وطال هذا المد الكهربائي أيضا فئة السيارات السوبر رياضية مثل سيارة بينينفارينا باتيستا المعتمدة على سواعد محركات كهربائية تستمد طاقتها من بطارية سعة 120 كيلوواط/ساعة بقوة 1900 حصان، فضلا عن الاختبارية مارك زيرو من بيتش أوتوموتيف.
ويتحرك معظم المصنعين للتغلب على الصعوبات الكثيرة التي تواجه الموديلات الكهربائية وخاصة ما يتعلق منها بسرعة نفاد البطاريات ومدى سير هذا النوع من المركبات، وذلك في ظل التوقعات بتوسع هذه السوق خلال سنوات قليلة.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية لفرديناند دودينهوفر، الأستاذ بجامعة دويسبورغ إيسن الألمانية، قوله إن “اتجاه شركات السيارات إلى التوسع في الاعتماد على المحركات الكهربائية يرجع إلى زيادة المطالبات بالحد من الانبعاثات الضارة وعدم استخدام وقود الديزل”.
وأضاف خبير السيارات الألماني أن هناك سيارات كهربائية مثل رينو زيو ونيسان ليف تتوفر بأسعار معقولة ومدى سير مناسب أيضا، لكن في الواقع يتم طرح غالبية الموديلات من هذه الفئة من السيارات بسعر كبير بسبب تقنيات البطاريات، ويجري العمل حاليا على قدم وساق لخفضها خلال السنوات القادمة.
وأشار إلى أن حيز المحرك الكهربائي بات أصغر بكثير من الموديلات السابقة، لكن هناك حاجة لمساحة كافية للبطاريات، وبالتالي فإن جبهة السيارة الكهربائية أقصر، فضلا عن إمكانية تصميم مساحة للتخزين بالأمام والخلف. ويمثل هذا عصرا جديدا لمصممي السيارات.
ويعتقد دودينهوفر أنه بحلول 2029 سيكون أكثر من ثلثي السيارات المعروضة في جنيف من النوع الكهربائي الخالص، والباقي يتنوع بين الهجين والهجين.
وتنتاب أصحاب السيارات التي تعمل بالكهرباء مخاوف من قيادة السيارة في الشتاء بسبب عدم التمكن من تشغيل بعض الأنظمة مثل التدفئة، غير أن الوضع تغير بعد الاعتماد على بطاريات ذات سعات أكبر.
وأكثر السيارات التي جذبت انتباه زوار المعرض الذي يختتم فعالياته الأحد المقبل، سيارة كيا الكهربائية التي تأتي بتقنية الشحن اللاسلكي للبطارية حيث تمتاز بأنها أكثر راحة من تقنية الشحن بواسطة الكابل.
وتتخذ السيارة الاختبارية الكروس أوفر موقعا وسطا بين الفئة المدمجة والفئة المتوسطة وتتمتع برحابة المقصورة الداخلية التي تتألق بمقاعد مكسوة بالجلد والحرير، فضلا عن لوحة قيادة تشتمل على 21 شاشة متصلة ببعضها البعض.
وكشفت شركة سمارت الألمانية النقاب عن سيارتها الكهربائية فوريس سبيدستر الاختبارية ثنائية المقاعد المكشوفة والتي تتميز من خلال التصميم الجذاب مع زجاج أمامي منبسط، وكذلك السقف القماشي القابل للخلع.
وتعتمد السيارة على سواعد محرك كهربائي بقوة 81 حصانا تتولى تغذيته بالتيار بطارية سعة 18 كيلوواط/ساعة، تمنح السيارة القدرة على بلوغ مدى السير 160 كلم قبل إعادة شحنها مجددا.
وفي الناحية الأخرى، قدمت شركة ستروين الفرنسية الاختبارية آمي ون الكهربائية، التي تنتمي لفئة الموديلات الصغيرة المخصصة للمدن، في تصميم يبدو كأنه مكعب يسير على عجلات.
وتقول الشركة إنه تم تصميم الألواح المصنوعة من اللدائن البلاستيكية بشكل متطابق في مقدمة ومؤخرة السيارة.
وتم تجهيز السيارة الاختبارية ببابين، يتم فتح أحدهما وهو الموجود على جانب الراكب الأمامي بطريقة تماثل الأبواب التقليدية في السيارات، بينما يتم فتح باب قائد السيارة للأمام على غرار أبواب موديلات رولز رويس.
وتزخر السيارة بنظام دمج الهواتف الذكية للتحكم في جميع وظائف السيارة، فضلا عن إجراء المكالمات الهاتفية وتشغيل الموسيقى والاستفادة من البيانات الملاحية.
ويتم عرض بيانات السرعة ونظام الملاحة على شاشة هيد-آب، كما أن غلق وفتح السيارة يتمان عن طريق تطبيق الهواتف الذكية من خلال مسح كود الاستجابة السريعة على باب السيارة.