نيسان تنهي محادثات الاندماج مع هوندا.. تعرف علي الأسباب

في تطور مفاجئ، أبلغ رئيس شركة نيسان موتور، ماكوتو أوشيدا، نظيره في شركة هوندا موتور، توشيهيرو ميبي، خلال اجتماع عُقد في مقر هوندا بطوكيو، نيته إلغاء المحادثات بشأن التكامل التجاري المقترح بين الشركتين. جاء هذا القرار بعد شهرين فقط من بدء المناقشات في ديسمبر الماضي، والتي انهارت سريعًا بسبب خلافات حادة تتعلق بخطة إعادة هيكلة نيسان.

يُعزى سبب الانهيار السريع للمحادثات إلى معارضة متزايدة داخل نيسان لاقتراح هوندا بجعل نيسان شركة تابعة، وهو ما أثار مخاوف بشأن فقدان الاستقلال الإداري لنيسان، خاصة في ظل محاولاتها الحثيثة لتجاوز التحديات المالية التي تواجهها. كانت هوندا قد دفعت بهذا الاقتراح مدفوعة بأداء نيسان المالي الضعيف وسعيها لتوحيد الجهود بشكل أكثر كفاءة في قطاع السيارات الكهربائية، في وقتٍ تشهد فيه صناعة السيارات العالمية تحولات جذرية نحو التنقل المستدام والذكي.

رغم الخلافات، تخطط الشركتان للإعلان عن مصير محادثات الاندماج رسميًا في منتصف فبراير، بعد استكمال إجراءاتهما الداخلية. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر نيسان وهوندا في استكشاف فرص التعاون، خاصة في مجالات تطوير المركبات الكهربائية وبرامج السيارات، وهو قطاع يشهد منافسة عالمية شديدة من قبل شركات كبرى مثل تسلا، ومصنّعين صينيين مثل بي واي دي.

وكانت شركة هوندا اليابانية العملاقة ومنافستها المتعثرة ماليا نيسان قد بدأتا مفاوضات في ديسمبر بشأن اندماج من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء ثالث أكبر شركة مصنعة للسيارات في العالم. وكان من المتوقع جمع الشركتين ضمن مجموعة قابضة واحدة، لكن شركة هوندا طالبت في النهاية بتحويل نيسان إلى شركة فرعية. وهو سيناريو غير مقبول بالنسبة الى شركة نيسان التي تحرص على الحفاظ على استقلاليتها. وذكرت صحيفة نيكي اليابانية الأربعاء أن نيسان فضلت إنهاء المشروع، ما أدى إلى هبوط أسهمها في البورصة.

في الأصل، كانت المحادثات تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي بحلول يونيو المقبل لتأسيس شركة قابضة بحلول صيف 2026، تجمع الشركتين تحت مظلة واحدة لتعزيز تعاونهما وتنافسهما في السوق العالمية. وكان يُنظر إلى هذا التحالف المحتمل على أنه خطوة استراتيجية لمواجهة ارتفاع تكاليف البحث والتطوير في تقنيات البطاريات، والبرمجيات المتقدمة، والبنية التحتية اللازمة لدعم السيارات الكهربائية.

تُسلط هذه التطورات الضوء على التحديات التي تواجهها صناعة السيارات اليابانية في عصر التحول نحو المركبات الكهربائية، حيث تسعى الشركات جاهدة لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى التعاون من أجل الابتكار والحفاظ على هوياتها واستقلاليتها المؤسسية. كما تعكس الديناميكيات المتغيرة داخل السوق العالمية للسيارات، حيث باتت القدرة على التكيف السريع مع التقنيات الجديدة عاملاً حاسمًا في بقاء الشركات ونجاحها.