هاميلتون يُعادل رقم شوماخر القياسي بعد فوزه 91 انتصارًا
وصل البارون الأحمر مايكل شوماخر إلى الرقم القياسي بعدد الانتصارات في سباقات الفورمولا واحد خلال جائزة الصين الكبرى 2006، حيث اعتبر البعض بأنه سيكون من شبه المستحيل الاقتراب منه في المستقبل القريب، إلّا أنّ لويس هاميلتون وصل إلى هذا الانجاز من خلال فوزه على أرض شوماخر في نوربورغرينغ.
انطلق هاميلتون من المركز الثاني ولكنه تمكّن من التقدّم للصدارة بعدما اقترف زميله فالتيري بوتاس خطأً على المنعطف الأوّل جرّاء الكبح القويّ في اللّفة 13، حيث قاد سباقًا سهلاً في الصدارة من دون تهديد من أحد خلال سباقٍ شهد الكثير من الدراما خلفه.
ولكن هاميلتون الذي كان يتمتع بفارقٍ مُريح عن ماكس فيرشتابن وبأكثر من دقيقة من دانيال ريكاردو الذي كان يحتلّ المركز الثالث فقدَ أفضليته في اللّفة 45 بعدما دخلت سيارة الأمان إلى الحلبة جرّاء انسحاب لاندو نوريس.
وقد تمكّن البريطاني من الحفاظ على مركزه حتى النهاية محرزًا فوزه الثاني في نوربورغرينغ بعد فوزه الأوّل الذي أحرزه في العام 2011 مع فريقه السابق مكلارين.
وجرّاء فوزه هذا، عادل هاميلتون الرقم القياسي بعدد الانتصارات والمُسجّل باسم شوماخر، ولكن المفارقة هو أنّ الألماني احتاج إلى 246 سباقًا كي يُحرز هذا الإنجاز بينما احتاج البريطاني إلى 261 سباقًا.
كما بات هاميلتون يبتعد بفارق 69 نقطة عن أقرب منافسيه في ترتيب بطولة السائقين حيث بات الطريق مفتوحًا أمامه ليُحرز بطولته السابعة في الفئة الملكة.
وحلّ في المركز الثاني فيرشتابن الذي لم يتمكّن من الاقتراب بما فيه الكفاية من هاميلتون، إلّا أنه كان سريعًا بما يكفي كي يُبقي ريكاردو خلفه – إذ أحرز الأسترالي منصة التتويج الأولى له مع رينو والـ 30 في مسيرته (المنصة الأولى بعد فوزه بسباق موناكو 2018).
وعلى الرغم من محاولاته الحثيثة لخطف المركز الثالث من ريكاردو، بيد أنه توجّب على سيرجيو بيريز الاكتفاء بالمركز الرابع للسباق الثاني على التوالي.
أمّا المركز الخامس فكان من نصيب كارلوس ساينز والذي تقدّم على بيير غاسلي وشارل لوكلير.
وحقّق نيكو هلكنبرغ نتيجة أكثر من رائعة بإنهائه للسباق في المركز الثامن على الرغم من عدم مشاركته خلال التجارب الحرّة واستدعائه مباشرةً إلى التجارب التأهيلية كي يُشارك مكان المريض لانس سترول.
وقد أكمل رومان غروجان وأنطونيو جيوفينازي ترتيب العشرة الأوائل، إذ تجدر الإشارة إلى أنّ السائق الفرنسي سجّل نقاطه الأولى هذا الموسم.
مجريات السباق
تمكّن هاميلتون من التقدّم على المتصدّر بوتاس على المنعطف الأوّل ولكن الفنلندي عاد بقوّة واستعاد مركزه على المنعطف الثاني وابتعد بفارق 1.7 ثانية عن زميله خلال اللّفات الأولى من السباق.
كما نجح ريكاردو في التقدّم إلى المركز الخامس على حساب ألبون حيث بدأ الضغط على لوكلير أثناء صراعهما على المركز الرابع. ولكن كان من الواضح ابتعاد السيارات الثلاث الأولى (بوتاس، هاميلتون وفيرشتابن) بشكلٍ كبير عن البقية.
وقد نجح ريكاردو في تجاوز لوكلير على المنعطف الثاني خلال اللّفة التاسعة حيث ابتعد الأسترالي بسرعة عن سائق فيراري.
وجرّاء الكبح القويّ لبوتاس على المنعطف الأوّل وتضرّر الإطار الأمامي الأيمن من سيارته، تمكّن زميله هاميلتون من الانقضاض عليه وتجاوزه. وقد دخل الفنلندي إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللّفة 13 منتقلاً إلى الإطارات المتوسطة.
في أثناء ذلك انسحب سائق ويليامز جورج راسل من السباق بعد احتكاك كيمي رايكونن به على المنعطف الأوّل حيث حصل سائق ألفا روميو على عقوبة 10 ثوانٍ.
وقد تبعه بوتاس في اللّفة 19 عندما أعلم فريقه بخسارته للطاقة حيث دخل إلى منطقة الصيانة معلنًا انسحابه من السباق.
وكان ترتيب السائقين مع وصول السباق إلى اللّفة 20 كالتالي: هاميلتون، فيرشتابن (+2.5 ثانية)، نوريس ثالثًا (+23.1 ثانية)، بيريز (+24.6 ثانية)، مع الإشارة إلى أنّ السائقين الأخيرين لم يقوما بالتوقف في تلك المرحلة من السباق.
وفي اللّفة 23 انسحب إستيبان أوكون من السباق إذ قال لفريقه “يبدو بأني خسرت شيئًا ما في السيارة. لم أعد أملك المكابح ولا الغيارات”.
كما انسحب ألبون كذلك في اللّفة 25 من دون معرفة السبب، إلّا أنّ سائق ريد بُل خاض سباقًا صعبًا حتى تلك اللّحظة: انطلاقة سيئة والاحتكاك مع ريكاردو، ومن ثم الاصطدام بكفيات وتحطيم جناح سيارته الأمامي.
المشاكل لم تتوقف هنا، إذ أعلم نوريس فريقه بخسارته للطاقة، ولكن البريطاني كان قادرًا على إكمال السباق حيث يبدو بأنّ المشكلة كانت مرتبطة بأجهزة الاستشعار. نوريس خسر معركته مع بيريز بعد التوقعات وتراجع إلى المركز السادس.
بيريز أكمل تأديته الجيدة وتمكّن من التقدّم للمركز الرابع بعد تجاوزه للوكلير الذي كان يُعاني مع إطارات سيارته.
وقد اضطر نوريس إلى الانسحاب من السباق في اللّفة 45 حيث تمّ اعتماد سيارة الأمان مع دخول السائقين إلى تغيير إطاراتهم. وقد ساعد ذلك ريكاردو على الحفاظ على المركز الثالث أمام بيريز بينما حقّق هاميلتون فوزه الـ 91 في سباقات الفورمولا واحد متقدمًا على فيرشتابن.