اخبار

شركات السيارات تودع الفرامل

تعتبر مشكلة المكابح المفاجئة من أهم المشكلات التي تواجه قائدي السيارات حيث يضطر العديد منهم إلى الضغط على دواسة المكابح بقوة محاولا إيقاف السيارة بأكبر سرعة ممكنة مما يؤدي في معظم الأحيان إلى انزلاقها وبالتالي حصول الحوادث.. .وقام معظم المصنعين خلال السنوات الماضية بتطوير أنظمة المكابح حتى بلغت درجة الأمان في الموديلات الحديثة أبعد ما كان يتخيله السائقون عبر حقنها بنظام ABS وهو نظام وظيفته عدم انغلاق الفرامل بالكامل.

وتحقيقا لمزيدا من السلامة والأمان بدأت شركات سيارات التخلي تماما عن دواسة الكبح أو على الأقل التقليص من دورها بنسبة كبيرة جدا في موديلاتها الكهربائية.. ومع هذا التوجه المتزايد الذي يتوقع أن يكون سمة طاغية على موديلات المستقبل إلا أن خبراء السلامة ينظرون إلى هذا التطوير بعين الحذر نظرا للمخاطر التي قد تنجر عن الاستغناء عن إحدى أهم الوظائف التي من المفترض أن تكون في السيارة مهما تطورت.

ومع تطور صناعة السيارات وأنظمة تشغيلها أصبح كل جزء من السيارة يتمتع بعدة أنظمة متطورة تزيد من كفاءة ذلك الجزء بحيث يعمل بشكل أكثر دقة وتطورا لتفادي عيوب ما قبل تلك التكنولوجيا.

ووعدت شركة نيسان اليابانية قائد الجيل الجديد من سيارتها الكهربائية ليف التي تأتي بداية العام القادم بالاستغناء عما يصل إلى حوالي 90 ٪ من مواقف القيادة عند الضغط على دواسة المكابح وهذا بفضل ما يعرف بالدواسة الإلكترونية إي-بيدال.

ويقول راينهارد كولكه رئيس مركز التقنيات بنادي السيارات “أي.دي.أي.سي” الألماني، إنه يمكن في أي سيارة كهربائية تحويل الطاقة الحركية إلى تيار كهربائي وبالتالي يتم تشغيل المحرك الكهربائي عن طريق التيار المتولد، ولكن عند الإمداد بالطاقة ينعكس تدفق الكهرباء ويصبح المحرك بمثابة مولد كهربائي.

وأوضح أنه بمجرد أن تنطلق السيارة الكهربائية فيما يعرف بوضع الاندفاع الذاتي يقوم المحرك الكهربائي بتوليد التيار الكهربائي، الذي يتم تخزينه في بطارية التشغيل وهو ما يعبر عنه بمصطلح “استرجاع الطاقة”.

وقال “إن سائقي السيارات الكهربائية سيشعرون حينها بأن هناك تباطؤا مقارنة بالسيارات المجهزة بمحركات الاحتراق الداخلي ويمكن أن يقوى ذلك إلى درجة الشعور بأن السيارة تتأرجح”.

وتقوم الشركات الأخرى باستغلال الطاقة الحركية ففي سيارات أوبل أمبيرا-إي وبي.إم.دبليو آي 3، على سبيل المثال، تتم مواءمة شدة استرجاع الطاقة تلقائيا مع أحداث القيادة، والتي يتم التعرف عليها عن طريق مستشعر راداري.. وفي الحالات القصوى يمكن أن يؤدي تأثير الكبح إلى توقف السيارة بشكل تام، بحيث يمكن لقائد سيارة بي.إم.دبليو آي 3 الاستغناء عن الضغط على دواسة الوقود في الكثير من الحالات.

ووعدت نيسان في نظام ون بيدال درايف (ONE-PEDAL-DRIVE) في سيارتها ليف الجديدة بإيقاف السيارة بشكل كامل حتى عند السير على منحدرات حادة عن طريق رفع الدواسة فقط.. وأشار هيروك إيسوبي كبير مهندسي نيسان، إلى أن الدواسة الإلكترونية تسهّل القيادة في المدن وتجعلها أكثر سلاسة، عبر تعزيز السلوك التنبئي بحركة المرور.. ويؤدي التخلي عن دواسة الكبح بشكل كامل إلى تغيير وجه القيادة بشكل جذري، وذلك من خلال إمكانية زيادة وقت الاستجابة في حالات الطوارئ.

ويرى الخبراء خطورة كبيرة في مواقف الكبح الشديدة التي لا يمكن للدواسة القيام بها وحدها مما يجعل من مساعد الكبح الاضطراري، في السيارات الكهربائية، عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه.

ومع السيارات المجهزة بمحرك الاحتراق الداخلي ظهر أيضا تغير على عمل الدواسات، فالسيارات الهجينة مثل أودي كيو 7 إي -ترون أو النسخة الهجينة القادمة من فولفو إكس.سي 40 وأوبل جراندلاند إكس استفادت من اندفاع القيادة في زيادة مدى السير.

كما تعتمد موديلات مرسيدس الهجينة على دواسات لمسية مثل موديل أس 560 إي، الذي يعتمد على مساعد يعرف باسم إكو، وهو عبارة عن استراتيجية تشغيل ذكية، وهو ما يعني دعم القيادة التنبئي.

وتقول ماديلاينه هيردليتشكا، المتحدثة باسم مرسيدس، إن هناك نقطة ضغط ومقاومة في الدواسة عند تجاوزها يبدأ محرك الاحتراق في الدوران.. وأشارت إلى أنه عند الشعور بنبض مزدوج على غرار اهتزاز الهواتف الجوالة فإن هذا يعني ترك الدواسة، مثلا من أجل اتباع حد سرعة معين بواسطة مساعد إيكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى