مخاطر تعديل إضاءة السيارة
تعتبر الإضاءة من تجهيزات السلامة المهمة في السيارة، لاسيما أثناء الليل وفي فصلي الخريف والشتاء ويمكن من خلال تعديل اضاءة السيارة باستعمال العديد من الكشافات والمصابيح ذات القدرة الأعلى توفير المزيد من الأمان أثناء القيادة غير أنه ليست كل الإمكانيات المتاحة مسموح بها قانوناً حيث قد يتسبب بعضها في إلغاء ترخيص السيارة.
وقد تم الاعتماد على كشافات ضوء زينون منذ عام 1991 في صناعة السيارات. وتوفر هذه الكشافات إضاءة أكثر سطوعاً من كشافات الهالوجين، كما أنها تمتاز بانخفاض استهلاك الطاقة مع عمر افتراضي طويل. وفي المقابل فإن هذه الكشافات تأتي بتكلفة باهظة، بالإضافة إلى أنها تتطلب نظام تنظيف الكشافات ونظام أوتوماتيكي للتحكم في مدى الإضاءة.
ومنذ عام 2008 اتجه المنتجون إلى تقنية الكشافات العاملة بتقنية الدايودات المضيئة LED والتي ينبعث منها مقدار أعلى من الضوء مع استهلاك أقل للطاقة. ثم شهد ضوء الليزر تطوراً كبيراً، حيث تقوم دايودات الليزر بإنتاج أشعة ليزر زرقاء يتم تحويلها إلى ضوء أبيض عبر طبقة فسفورية.
وقال أولريش كوستر عضو الاتحاد الألماني لصناعة السيارات، إن الكشافات المُعدلة لا توفر قدرة كهربائية أعلى من الكشافات العادية، إلا أنه تم تحسينها من من الناحية التقنية.
وأضاف كوستر أن القدرة الكهربائية للمبة الكشافات لا تعبر عن قوة الضوء الناتج عنها؛ فالأمر يتعلق بشكل كبير بعامل الكميات الفيزيائية مثل تدفق الضوء، الذي يتم قياسه بوحدات لومن وكثافة الضوء.
وأشار الخبير الألماني إلى أن عملية تعديل تدفق الضوء تخضع للوائح قانونية، وما يمكن تعديله فقط هو الكثافة الضوئية، والتي قد لا ينتج عن تعديلها زيادة الضوء الناتج من المصباح، وإنما يتم تركيز الأشعة الضوئية للكشاف على الأماكن المهمة على الطريق.
وفي هذا الإطار شدد كوستر على ضرورة توخي الحذر من لمبات الهالوجين، التي تَعد بإضاءة تضاهي كشافات زينون أو الليزر؛ نظراً لأن قوة الضوء الناتج عن كشافات ضوء زينون لا يمكن الوصول إليها عبر لمبات التوهج.
وأوصت كل من مؤسسة ديكرا للفحوصات الفنية ومجلة “أوتو موتور آند سبورت” الألمانيتين بالاعتماد على اللمبات، التي تنتجها العلامات التجارية الشهيرة فقط؛ حيث أظهر أحد الاختبارات، التي أجريت على لمبات H4 وH7، أن اللمبات التي تتبع ماركات شهيرة مثل بوش وجنرال إليكتريك وأوسرام وفيليبس، هي فقط التي تتمتع بكفاءة جيدة فيما يتعلق بمجال الإضاءة والسطوع ودرجة الإضاءة الموحدة.
وينصح فولفجانج زيجلوج من مؤسسة ديكرا بالابتعاد عن اللمبات الخاصة مثل التي تعرف باسم مصابيح Rallye بقدرة 100 وات بدلاً من مصابيح بقدرة 55 وات؛ حيث يحذر خبير الهيئة الألمانية من أن التغييرات اللاحقة لمصادر الضوء أو حتى التغييرات اللاحقة للكشافات قد تؤدي إلى إلغاء ترخيص السيارة.
وأشار ماركوس ريختر من شركة “هيلا” الألمانية لإنتاج الكشافات إلى أن الضوء القوي الناتج عن اللمبات بقدرة 100 وات قد يؤدي إلى وهج غير منضبط للكشافات الأمامية، وهو ما يمثل عبئاً حرارياً زائداً عليها. كما قد يؤدي ذلك في الموديلات الحديثة إلى عرض بعض البيانات الخاطئة في مقصورة القيادة.
ومن خلال الكشافات التي يتم تركيبها بشكل لاحق والتي تصلح لجميع الموديلات، يمكن تحسين ضوء السير بما يتفق أيضاً مع التشريعات المعنية. ويشمل هذا أيضاً كشافات ضوء زينون، كما يلزم التزود بنظام تنظيف الكشافات ونظام أوتوماتيكي للتحكم في مدى الإضاءة. وبدلاً من ذلك يمكن تركيب مصابيح الضباب، والتي تساعد على تحسين الرؤية على الأقل في بعض الحالات الخاصة.
وإذا كانت الإضاءة ضعيفة في سيارة قديمة، فليس من الضروري أن تتجه أصابع الاتهام دائماً نحو اللمبات، فعادةً ما تحدث مقاومة اتصال في المفاتيح أو المُرحّلات أو الكابلات أو المقابس، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الجُهد الكهربائي، وبالتالي سينعكس على قوة الإضاءة. كما أن وحدات عكس التيار الكهربائي المتهالكة قد تكون هي المسؤولة عن ضعف الإضاءة، وفي هذه الحالة ينبغي استبدالها وفي كثير من الأحيان يجب تغيير الكشاف بالكامل.
وعند تغيير اللمبات ينصح خبير السيارات الألماني كوستر بضرورة إيقاف السيارة وجميع وظائف الإضاءة. ونظراً لأن لمبات الهالوجين تكون واقعة تحت ضغط عالٍ، لذا يلزم ارتداء نظارة حماية، وأن يتم تركيب اللمبات بطريقة سليمة في المكان المحدد، ففي حالة التركيب الخاطئ أو خلال القوة المفرطة يمكن أن تتضرر مشابك التثبيت أو تعليق الكشافات. وبعد تغيير اللمبات لابد من إعادة ضبط الكشافات في إحدى الورش الفنية المتخصصة لضبط إضاءة الكشاف على الطريق.