اخبارتكنولوجيافيسبوك

طفرة جديدة فى صناعة السيارات

 تشهد السنوات القليلة القادمة طفرة في صناعة السيارات بسرعة هائلة تماما مثلما يحدث مع طباعة الجرائد، في ظل تجاوز استخدامات تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد كل التوقعات في الوقت الراهن.

وتأمل شركة إكس.إي.في الصينية لصناعة السيارات بأن يسهم نموذجها التجريبي من موديل “أل.أس.إي.في” الكهربائي الذي ابتكرته بهذه التكنولوجيا في تغيير مسار هذه الصناعة في المستقبل القريب.

وحطمت الشركة الصينية التي صنعت السيارة بالتعاون مع شركة “بولي ميكر” الإيطالية المتخصصة في تكنولوجيا الطباعة المجسمة، الرقم القياسي المسجل سابقا في ابتكار مركبة ذكية حينما صنعتها في غضون ثلاثة أيام فقط.

 وصمم فريق مكوّن من خمسين شخصا في شركة إكس.إي.في السيارة التي يبلغ وزنها 450 كيلو جراما فقط، في حين يبلغ طولها 2.5 متر وعرضها 1.3 متر وارتفاعها 1.5 متر، وسرعتها القصوى 70 كم/س ويمكن أن تسير 150 كم في الشحنة الواحدة.

وتعكف الشركة، التي تتخذ من هونج كونج مقرا لها، على إنتاج 6 نماذج أخرى ستكون جاهزة بحلول أغسطس المقبل، على أن يتم طرحها في أبريل 2019 نظير 8.5 ألف يورو. وكانت شركة سانيا سيهادي الصينية قد أعلنت في أبريل من عام 2015 عن صناعة سيارة كهربائية بنفس التقنية خلال خمسة أيام، وهو ما اعتبر حينها إنجازا لم يسبقها إليه أحد.

كما كشفت في العام نفسه شركة ناشئة في وادي السيلكون في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أول نموذج لسيارة مصنوعة بهذه التقنية. ولا تزال صناعة السيارات الكهربائية والطباعة ثلاثية الأبعاد في مراحلها الأولى في الصين مقارنة بمثيلتها في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن النتيجة ستكون مشوقة أكثر حينما يتعلق الأمر بالمنافسة في هذا المجال بين الشركات حول العالم.

ومع ذلك، يتوقع أن يمهّد إنجاز الشركة الصينية الطريق أمام باقي الشركات المحلية أو حتى في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة التي تفكر في صناعة سيارات بهذه التقنية المتطورة.

وتسهم هذه التقنية في الاستغناء عن ممارسات العمل التقليدية، إذ لا حاجة لاستخدام الأدوات والقوالب الخاصة لصناعة القطع وهذا من شأنه توفير الكثير من الجهد والاستفادة من عامل الزمن. وتعتقد الشركات أن الطباعة المجسمة تساعدها على مواجهة بعض التحديات، مثل الطلب على زيادة التقنيات الحديثة والتطوير المستمر وصناعة المعدّات خفيفة الوزن.

وترتكز الشركات في استراتيجيها على أساس أن هذه التقنية أسرع وأوفر وأسهل في الاستعمال، كما أنها تتيح للمطوّرين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب، من مواد مختلفة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية متنوعة قبل تركيبها.

ويقول خبراء إن الشركات على أعتاب ثورة في عالم تصنيع السيارات، فمعظم المصنّعين لا يزالون يعتمدون الطرق التقليدية منذ أكثر من قرن من الزمن، لكن بفضل الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون تصنيع أجزاء المركبات بطرق أفضل وأسرع.

ولدى هؤلاء قناعة بأن هذه التكنولوجيا سريعة الانتشار، تنتج نماذج تشابه كثيرا منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي لأي منتوج. وأكدت شركة بيجو سيتروين الفرنسية لصناعة السيارات في سبتمبر 2016، أن شراكتها مع شركة أميركية ناشئة متخصصة في تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ستقود بالتأكيد لخفض تكاليف إنتاج هياكل السيارات ومكوناتها التي تصنعها.

وتوصلت الشركة لاتفاق مع دايفرجنت ثري.دي، التي تتخذ من مدينة لوس أنجلس الأميركية مقرا لها، على تطوير عمليات طباعة معدنية لخطوط إنتاج المجموعة. ووفقا لتقرير أصدرته مؤسسة “إي.واي” المهنية العام الماضي، فإنه يمكن الاستفادة من أفضل إمكانات هذه التكنولوجيا في مجال صناعة السيارات.

ومن المتوقع أن تستخدم 49 بالمئة من شركات السيارات تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع قطع غيار السيارات مباشرة من أجل تحقيق الكفاءة التشغيلية. ومن المتوقع أن تلعب قطع الغيار المصنعة بتقنية الطباعة المجسمة دورا مهما جدا في مستقبل تصميم سيارات السباق أيضا.

وتعتبر الإمارات من بين أولى الدول العربية التي استخدمت تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في هذ الصناعة. وأعلنت شركة “إيمنسا” للتكنولوجيا، المتخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد الشهر الماضي، عن إنتاج قطع غيار مصنعة باستخدام هذه التقنية واستخدامها في سيارة سباق من موديل تويوتا جي.تي 86 وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة فهمي الشوا خلال مؤتمر صحافي حينها إن “الشركة تفخر بأنها أول من يستخدم الطباعة المجسمة في صناعة السيارات المحلية، وهو ما يتماشى مع استراتيجية حكومة دبي في هذا المضمار”.

وفي حين تحاول معظم الشركات حول العالم استخدام هذه التقنية لإنتاج نماذج سريعة، يقوم رواد وكبار مصنعي سيارات السباقات مثل فورمولا 1 وناسكار باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج المكونات النهائية للسيارات.

ولا تتميز القطع المصنوعة بالطباعة المجسّمة بانخفاض تكلفتها فقط، بل بخفة وزنها أيضا، وهو ما يساهم في زيادة سرعة سيارات السباق عن مثيلاتها من السيارات العادية. كما أنها تعدّ مركبات صديقة للبيئة. ولكن تبقى هناك تساؤلات عن مدى فعالية هذه التكنولوجيا في صناعة مركبات عملية وقادرة على التحمّل وتستطيع منافسة السيارات المصنوعة بالطرق الكلاسيكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى