فيات الايطالية تواجه مصيرا مجهولا
تعتبر فيات الإيطالية عملاق صناعي مرعب في عالم السيارات خاصة في القارة العجوز حيث كانت تتبوأ المركز الثاني خلف العملاقة الألمانية فولكس فاجن.. وذلك لفترة طويلة من القرن الماضى امتدت حتى نهاياته وربما بداية الألفية الجديدة أيضاً.
غير أن من ينظر إلى حالها اليوم لن يكون مسروراً فلم تعد تورينو بعاصمة عالمية لصناعة السيارات كما كانت، رغم أن فيات نفسها ابتلعت مجموعة كرايسلر الأمريكية لتنضم كل من العلامة الأخيرة ودودج، جيب ورام إلى جناحها إضافة إلى الأسماء التي استحوذت عليها من قبل، أي ألفاروميو، لانشيا، مازيراتي وفيراري. ناهيكم عن غيرها من العلامات المتخصصة بصناعة الشاحنات مثل إيفيكو فضلاً عن الآليات الزراعية وآليات البناء والتشييد وغيرها من مجالات صناعية أخرى.. ولكن في الوقت الراهن تواجه فيات الايطالية مصيرا مجهولا .
فمنذ تولى سيرجيو ماركيونى قبل قرابة 15 عاماً لمجموعة فيات وهو يسعى إلى خفض التكاليف ورفع الأرباح بأي شكل كان.. وهذا وإن كان بالنهاية هو الجوهر الفعلي لأى عمل من الأعمال إلا أنه جاء على حساب قتل روح العلامات الإيطالية وحتى الأمريكية تحت جناح مجموعة FCA المستحدثة قبل عدة سنوات.
ولن يرحل ماركيونى عن مجموعة فيات كرايسلر إلا بعد أن يضع خطة لقتل كافة الطرازات الإيطالية الصنع المعدة للإنتاج التجاري الواسع. إذ يتحضر الأخير للإعلان عن الخطة القادمة للمجموعة في الأول من شهر يونيو القادم، والتي ستتضمن إيقاف تصنيع طرازات فيات في إيطاليا نهائياً وتحويل مصانع الأخيرة إلى خطوط تصنيع لطرازات محدودة الإنتاج نخبوية من علامات مازيراتي، ألفاروميو وجيب.
بالمقابل سيطلق رصاصة الرحمة على السيارة فيات بونتو الذي مر على ظهور الجيل الثالث منه حوالي 13 عاماً إلى اليوم، وهذا كثير جداً خاصة لطراز شعبي. وستتوقف فيات عن تصنيع هذا الطراز الذي بيع منه قرابة 10 ملايين نسخة منذ أن أبصر النور في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، حيث تربع على عرش الطراز الأكثر مبيعاً في أوروبا آنذاك متفوقاً حتى على فولكس فاجن جولف.
وسيرافقه شقيقه ميتو من ألفاروميو المتقادم أيضاً، فيما سينتقل تصنيع الصغيرة باندا إلى بولندا بجانب الصغيرة المتقادمة أيضاً 500. وسيمثل هذين الطرازين فقط علامة فيات في أوروبا… في انهيار حقيقي لعلامة كانت تمتلك مجموعة كبيرة من الطرازات قبل سنوات قليلة.
وستركز FCA على فئة الـ SUV النخبوية مع طرازات قادمة من مازيراتي، ألفاروميو وجيب، وهذه الأخيرة ستصبح إيطاليا موطناً جديداً لها مع التحضير لتصنيع طراز صغير آخر لينضم إلى رينجيد الذي يتم إنتاجه في إيطاليا أيضاً.
وسيترك ماركيوني منصبه العام القادم بعد وضع خطة للسنوات الخمس القادمة والتي أكد بأنها ستضاعف أرباح FCA عبر التوسع بعلامات واعدة مثل جيب والحد من علامات أخرى. وللإنصاف بدأت تظهر بوادر مبشرة مع خفض الديون في أمريكا الشمالية إلى النصف وتوسيع هامش الأرباح بشكل ملحوظ يفوق بدرجة جيدة ما تحققه فورد مثلاً.