ماركيونى يودع عالم السيارات
تعرض سيرجيو ماركيوني الإيطالي الكندي لمضاعفات غير متوقعة أثر عملية جراحية قام بها هذا الرجل الذي لعب ولسنوات دور صاحب الكلمة العليا حيث تربع ماركيوني على عرش مجموعة فيات في منتصف العقد الماضى ليقودها نحو ابتلاع مجموعة كرايسلر وتأسيس تحالف جديد تحت اسم FCA أو فيات كرايسلر أوتوموبيلز.
إذ أعلنت المجموعة بأن ماركيوني تعرض لمضاعفات خطيرة لن تمكنه من العودة إلى العمل، وذلك بعد قرابة 15 عاماً قضاها في العمل المضنٍ على رأس مجموعة السيارات شهد من خلالها صعوداً وهبوطاً، نجاحاً وفشلاً، وكتب اسمه وبكل تأكيد على صفحات تاريخ صناعة السيارات.
بيد أن معظم محبي وعشاق السيارات الحقيقيين لم يكونوا من أنصار ماركيوني الذي أصاب علامات عريقة للغاية بالشلل، فـ فيات العملاقة الإيطالية باتت مقلة وبشكل مرعب للطرازات الجديدة، لانسيا مات عملياً دون الإعلان عن ذلك، ألفا روميو مرت بفترة ركود مخيفة، كرايسلر ودودج تعيشان عبر طرازات أكل الدهر عليها وشرب، وحتى مازيراتي التي قفزت بعهده عادت لتمر بمرحلة من السبات، وربما باستثناء فيراري التي انشقت عن المجموعة وجيب التي شهدت تحولات كبيرة ونجاحات بارزة، لم تعرف أي علامة سيارات في مجموعة FCA أياماً حلوة على صعيد الطرازات الجديدة والصورة في الأسواق لدرجة نسي البعض تواجد هذه الأسماء التي كانت فيما مضى من بين النجوم في سماء عالم السيارات.
وعقب المضاعفات التي تعرض لها سيرجيو ماركيوني، عقد مجلس إدارة FCA اجتماعاً طارئاً لمناقشة المرحلة الجديدة، علماً بأن ماركيوني كان من المقرر له ترك منصبه في العام القادم مع اجتماع حاملي الأسهم. إلا أن التطورات الأخيرة عجلت برحيله ليتم الإعلان عن تعيين مايكل مانلي رئيساً تنفيذياً بالوكالة خلفاً لـ ماركيوني.
وعلى الرغم من تعيين مانلي بمنصب مؤقت، إلا أن جميع الأنباء تتحدث عن ترشيحه ليستلم المنصب بشكل ثابت في اجتماع سيتم عقده في الأيام القادمة لمجلس إدارة FCA سيتم من خلاله تعيين مانلي رسمياً كرئيس تنفيذي للمجوعة. ومن غير العادة أن يتسلم دفة القيادة في فيات رجلاً لا يحمل الجنسية الإيطالية وكذلك الأمر بالنسبة إلى علامة الحصان الجامع التي كان يرأسها أيضاً ماركيوني بنفسه.
ولا شك بأن نجاحات مانلي مع جيب هي من جعلته من أقوى المرشحين لخلافة ماركيوني متفوقاً على عدد كبير من المدراء المشهود لهم بكفاءتهم ونجاحاتهم. واستطاع مانلي تحويل جيب منذ ترأسه له في العام 2009 إلى إحدى أبرز العلامات في مجموعة فيات كرايسلر وأكثرها بريقاً ولمعاناً.
وتبقى الكلمة الفصل في النهاية إلى وريث إمبراطورية فيات وحفيد عائلة أنيلي إحدى أبرز وأثرى العائلات الإيطالية، جون الكان رئيس مجموعة إكسور الاستثمارية والذي تحدث قائلاً: “أشعر بحزن عميق لحالة ماركيوني الصحية، فهو كان بمثابة المرشد والصديق الحقيقي وشخص يتمتع بذكاء غير عادي. وعملت معه بشكل وثيق طوال 14 سنة عشنا من خلالها النجاحات والصعوبات وشهدنا لحظات فريدة”.
أخيراً، وكون ماركيوني كان يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ فيراري، فقد جرى تعيين جون الكان كرئيس لمجلس إدارة الحصان الجامح على أن يتم تسمية لويس كاميليري رئيساً تنفيذياً علماً بأنه من خارج أروقة فيراري لا بل حتى عالم السيارات ككل واشتهر بكونه رئيساً لشركة فيليب موريس الشهيرة بإنتاج التبغ.