تقتحم شركة أمازون عالم السيارات ودمج المساعد الرقمي أليسكا بأنظمة الاستعمال والترفيه في السيارات بعدما اقتحمت الشركة الأمريكية العملاقة المتخصصة في التكنولوجيا غرف المعيشة للكثير من الناس حول العالم بمساعدها الرقمي الشهير.
ويُرجح أن مثل هذه المساعدات الرقمية التي تستجيب للأوامر الصوتية ستحل محل لوحات المفاتيح والشاشات التي تعمل باللمس كوسيلة أساسية لتفاعل المستهلكين مع الأجهزة وستكون هذه الوظيفة متاحة للسائقين داخل مقصورة السيارة وفي جميع الموديلات الحديثة.
وقدمت أمازون مؤخرا مجموعة تطوير البرامج أس.دي.كي من أجل دمج تطبيق أليكسا في أنظمة المعلومات والترفيه في السيارات، وهو ما قد يوجد حالة جديدة من المنافسة مع شركات التكنولوجيا الأميركية التي سبقتها إلى هذا المجال الواعد، وأبرزها جوجل وأبل.
وتتوفر مجموعة أليكسا أوتو أس.دي.كي للمطورين المهتمين بهذا الموضوع على منصة جيتهاب وهي تتضمن مكتبة الوظائف المكتوبة بلغة سي++ وكذلك مكونات جافا لتشغيل المدخلات الصوتية وإنشاء الاتصال مع المساعد الرقمي أليكسا.
وبالإضافة إلى ذلك، توفر المجموعة تطبيقات نموذجية وسكربت ومستندات.. كما تدعم نظام تشغيل غوغل أندرويد ونظام التشغيل في الزمن الحقيقي كيو.إن.إكس.
وتتيح العديد من شركات السيارات العالمية، مثل فورد ولينكولن الأمربكيتين وسيات الإسبانية وتويوتا اليابانية للمستخدمين حاليا إمكانية دمج المساعد الرقمي أمازون أليكسا في بعض موديلاتها.
ولكن يحتاج أصحاب السيارات إلى تثبيت تطبيق إضافي على هاتف آيفون أو أجهزة أندرويد، وبعد ذلك يتم اقتران الهاتف الذكي بنظام المعلومات والترفيه في السيارة ومن الواضح أن مجموعة تطوير البرامج أليكسا أوتو أس.دي.كي تهدف إلى دمج المساعد الرقمي في نظام السيارة بشكل أعمق.
وفضلا عن كل ما سبق تتوفر وظيفة أليكسا سكيلز لدى العديد من شركات السيارات الأخرى، مثل مرسيدس وبي.أم.دبليو الألمانيتين ونيسان اليابانية وسكودا التشيكية حيث تقوم هذه الوظيفة باستدعاء الكثير من المعلومات عن السيارة إلا أن المساعد الرقمي أليكسا نفسه لا يكون متوفرا بالسيارة.
ويشهد عالم صناعة السيارات تطوّرات تكنولوجية متسارعة، إذ ستصبح الشاشات اللمسية والتحكم بالإيماءات والأزرار العادية قريبا جزءا من الماضي، نظرا إلى أن سيارات المستقبل ستعتمد على جيل جديد من أنظمة التحكم الصوتي الذكية.
ويعتقد خبراء أن اعتماد أليكسا من قبل شركات رائدة في صناعة السيارات ربما يتسبب في ولادة مشكلة حقيقية بين أمازون وغوغل اللتين تتسابقان لتقدم كل منهما مساعدها الرقمي لأكبر عدد ممكن من الناس، كما أنه قد يجر شركة أبل المتخصصة في صناعة الهواتف الذكية لتكون طرفا في هذا الصراع.
ويقول جان داوسون، المحلل بشركة الأبحاث “جاكدو ريسترتش”، إنه بالنظر إلى كون التحول ما زال في المراحل الأولى، فإنه يجب على غوغل أن تؤسس لحضور قوي بسرعة، خاصة على أجهزة أندرويد، للحفاظ على هيمنتها في سوق البحث على الإنترنت.
وأوضح أن أهمية الصوت تتزايد، فإن أصبح شيء آخر غير المساعد الرقمي الخاص بجوجل هو أكثر الواجهات الصوتية شيوعا على السيارات المزودة بنظام أندرويد فإن ذلك سيعني خسارة غوغل في ما يتعلق بجمع البيانات وتدريب ذكائها الاصطناعي والقدرة في نهاية المطاف على دفع عائدات الإعلانات.
وظهر المساعد الرقمي أليكسا لأول مرة على مكبر الصوت المنزلي “إيكو” لشركة أمازون، ثم سارع عملاق التجارة الإلكترونية إلى عقد تحالفات مع مجموعة واسعة من شركات صناعة العتاد والبرمجيات لاعتماد أليكسا.
ولمواجهة ذلك التهديد، أطلقت غوغل مساعدا رقميا خاصا بها على هواتفها الذكية بكسل، كما طرحته في مكبرات صوت منزلية ذكية منافسة تحمل اسم “هوم”، ولا يزال متاحا فقط على تلك الأجهزة.