غصن يتعرض لمؤامرة وخيانة
فى أول ظهور له مع الصحافة منذ اعتقاله في نوفمبر الماضي قال كارلوس غصن رئيس شركة نيسان السابق إن التهم الموجهة إليه هي نتيجة “مؤامرة وخيانة” من قبل مسؤولين آخرين، وذلك في مقابلة خاصة مع صحيفة نيكي اليابانية.
واتهم المدعون العامون غصن بسوء السلوك المالي بينما كان رئيس شركة نيسان المصنّعة للسيارات. في أعقاب إلقاء القبض عليه، قامت كل من نيسان وميتسوبيشي موتورز بطرده من رئاسة مجلس الإدارة.. وفي الأسبوع الماضي استقال غصن من منصبه كرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية.
وفي مقابلته قال غصن لأكيتو تاناكا وهو الإعلامي الياباني الذي أجرى معه المقابلة، إنه “ليس لديه أدنى شك” من أن التهم الموجهة إليه كانت نتيجة “مؤامرة وخيانة” من قبل التنفيذيين في نيسان الذين عارضوا خطته في تكامل أكبر مع شريك التحالف رينو.
وذكر الإعلامي الياباني أن غصن نفى جميع التهم الموجهة إليه في المقابلة، مشيراً إلى رئيس نيسان السابق قال إن “جميع الوثائق التي تم التحقيق فيها قد تم توقيعها ومعالجتها إما من قبل أخصائي قانوني أو جميع الاختصاصيين داخل الشركات”، مضيفاً أنه لم تكن لديه أي فكرة بإمكانية الإدانة في كل هذه الأشياء.
ورداً على المقابلة قالت نيسان إن “السبب الوحيد لهذه السلسلة من الأحداث هو سوء السلوك الذي يقوده غصن”.
ادعى كارلوس غصن، أحد أباطرة صناعة السيارات بالعالم والمحتجز باليابان، أن التنفيذيين في شركة نيسان حاكوا مؤامرة ضده، تسببت في سقوطه.
وقال غصن لمؤسسة نيكي للأنباء إنه ليس لديه أي شك في أن الادعاءات الموجهة ضده هي نتيجة “مؤامرة وخيانة” من قبل التنفيذيين في نيسان الذين عارضوا خطته التي كانت ترمي لتعميق تكامل أعمالها مع شريتكها الفرنسية رينو.
يعد غصن أحد أبرز الشخصيات في صناعة السيارات العالمية، وقد احتجزه المدعي العام الياباني منذ 19 نوفمبر على خلفية اتهامات بالفساد وإخفاء ملايين الدولارات من دخله عن الضرائب.
وأثار سقوط الزعيم التجاري البالغ من العمر 64 عاما تساؤلات بشأن مستقبل الحلف الذي يبيع واحدة من بين كل 9 سيارات تباع في جميع أنحاء العالم وتوظف أكثر من 450 ألف شخص.
ورفض غصن،في المقابلة التي نُشرت الأربعاء، الادعاءات بأنه كان يدير نيسان لما يقرب من عقدين من الزمن بـ”ديكتاتورية”.
وقال : “لقد فسر الناس قيادتي القوية بالديكتاتورية، لتشويه الواقع” و “لغرض التخلص مني”.
وقالت نيسان في نوفمبر إنها بدأت التعاون مع المدعين العامين اليابانيين بعد أن ساعدها أحد المبلغين عن كشف سوء تصرف مالي جسيم من قبل غصن.
واعترف غصن، في المقابلة، للمرة الأولى بأنه “كانت هناك خطة” لدمج شركات صناعة السيارات الثلاث عن كثب وأنه تمت مناقشتها مع الرئيس التنفيذي لشركة نيسان هيروتو سايكاوا، وقال غصن إن خطته كانت منح “نيسان” و “رينو” و “ميتسوبيشي” حكمًا ذاتيًا تحت مظلة شركة واحدة.
وقد تكهن المحللون مرارًا وتكرارًا بأن المديرين التنفيذيين لشركة نيسان كانوا غير مرتاحين حول إمكانية قيام رينو وغصن بالسعي للسيطرة الكاملة على الشركة اليابانية نيسان، التي تبيع أكثر من سيارات رينو، ورغم ذلك لا تملك الشركة اليابانية سوى 15 ٪ من أسهم نيسان ولا تملك حقوق التصويت، بينما تملك رينو أكثر من 40٪ في نيسان.
وردا على المقابلة، قال متحدث باسم نيسان إن “السبب الوحيد وراء سلسلة الأحداث الأخيرة هو سوء السلوك الذي يقوده غصن”.
اتهم المدعون العامون في اليابان غصن بأنه قلل من دخله في نيسان بنحو 80 مليون دولار للتعرب من الضرائب بين عامي 2010 و 2018، وأساء استغلال منصبه عن طريق استخدام الشركة بشكل غير لائق للمساعدة في تسوية الخسائر في استثمارات الأفراد خلال الأزمة المالية العالمية.
أخبر غصن نيكي بأن الترتيبات قد تمت الموافقة عليها من قبل المديرين التنفيذيين المعنيين داخل نيسان ولم تكن غير مناسبة.. وزعمت كل من نيسان وميتسوبيشي بشكل منفصل أن غصن تلقى مبلغ 7.8 مليون يورو (8.9 مليون دولار) كتعويضات غير ملائمة من مشروع مشترك بين شركتي صناعة السيارات.. وقال غصن إن المشروع تم تأسيسه من أجل “التآزر وليس للدفع” وأن ادعاءات المدفوعات غير السليمة هي “تشويه للواقع”.