هل تظن أن ألوان السيارة هي للرفاهية فقط، أو كونك تختار لون سيارتك بحسب رغبة القريبين منك، أو ما تفضله من ألوان؟ بالطبع يبقى لون السيارة اختياراً شخصياً، يختلف من شخص إلى آخر، إلا أن دراسة أجرتها شركة Axalta المتخصصة في طلاء السيارات، كشفت عن أن “لون السيارة يلعب دوراً رئيسياً في تحديد قيمة السيارة، سواء عند الشراء أو البيع”.
الألوان تتنافس
الدراسة التي صدرت في العام 2017، رصدت أكثر ألوان السيارات الرائجة حول العالم وحققت مبيعات مرتفعة، وتصدرت السيارة ذات اللون الأبيض مبيعات السيارات، بنسبة 35 في المئة.
الدراسة أرجعت السبب وراء انتشار السيارات البيضاء حول العالم، إلى انتشار الهواتف الذكية، وتحديداً الآيفون، والذي غالباً ما يكون باللون الأبيض، والذي يرتبط بمعاني الفخامة والتطور التكنولوجي، كما ترى أن سهولة التنظيف أحد أسباب الرواج.
بينما جاءت السيارات السوداء في المركز الثاني، بنسبة 18 في المئة من نسبة المبيعات، والأسود لون مميز يوحي بالقوة والفخامة والوقار، يقتنيه الروؤساء والمسؤولين وكبار الموظفين، ويعتبره الكثيرون من أفضل الألوان لإبراز جماليات السيارة.
وبحسب الشركة المتخصصة في طلاء السيارات، كانت نسبة مبيعات اللون الفضي 13 في المئة، ووصفته الدراسة باللون الأنيق، بخاصة بعد سيطرته على سوق السيارات لقرابة عقد من الزمن حتى العام 2011. ويرى محللون أن سبب رواجه يعود للنمو السريع الذي شهده قطاع الصناعات الإلكترونية في بداية القرن العشرين، وكذلك لسهولة تنظيفه وعدم ظهور الأرتبة بسهولة عليه.
استحواذ اللون الرمادي على نسبة 10 في المئة، من إجمالي مبيعات السيارات في العالم، وتقول “Axalta” إن هذا اللون رائج في مختلف أنواع السيارات وفئاتها وأحجامها المختلفة، ويفضله السائقين المحافظين، كونه يرتبط بالنضوج والعقلانية. بينما جاء اللون الأحمر في ذيل قائمة مبيعات السيارات في العالم، بحصة بلغت 7 في المئة، إذ يرتبط بالسرعة والأداء الرياضي، وجذب الأنظار.
الألوان والحوادث
باحثون سنغافوريون، ربطوا بين ألوان السيارات واحتمالية التعرض لحوادث الطرق، ورأو أن هناك بعض ألوان السيارات تتسبب في الحوادث، وأخرى تمنعها.
الدراسة التي نشرتها دورية “بروسيدينجز” التابعة للأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، توصلت إلى أن السيارات ذات اللون الأصفر كمثال، هي الأقل عرضة للحوادث، لدى مقارنتها بسيارات لونها أزرق، كون الأصفر مثير للانتباه أكثر على الطرق بعكس الأزرق.
واعتمدت الدراسة على تقرير لحوادث إحدى شركات سيارات الأجرة في سنغافورة، تمتلك 167 ألف سيارة، أكثر من ثلثها سيارات زرقاء، والثلث الآخر سيارات صفراء. وكشفت عن أن السيارات الصفراء بالشركة تعرضت لحوادث أقل بنسبة تصل إلى 9 في المئة تقريباً من السيارات الزرقاء، على رغم تعرضهما إلى نفس الظروف وعدد ساعات العمل وقطع المسافات. وطالب الباحثون باختيار ألوان وسائل النقل العام وفقاً لنتائج الدراسة، حتى يتم تقليص خطر التعرض للحوادث، وإنقاذ أرواح العشرات.
بينما خبراء السيارات والسلامة المرورية الألمان، شككوا في العلاقة بين ألوان السيارات وتعرضها للحوادث. وبرر مدير قسم أبحاث الحوادث لاتحاد شركات التأمين الألماني زيجفريد بروكمان، موقفه من عدم صحة الدراسة، بأن لون السيارة دوره ثانوي في رؤية البيئة المحيطة بها، كما أن الكشافات المزودة بها السيارات الحديثة بجوانبها كافة، تعد العامل الرئيسي لتوفير الحماية من الاصطدام.
دراسة أخرى أجراها باحثون أسبان، رأت أن السيارات البيضاء هي الأقل عرضة لحوادث السير، بينما رأت دراسة نيوزيليندية، أن السيارات الفضية هي الأقل عرضة للحوادث، والسيارات البنية هي الأكثر خطراً.
“تباين الألوان قد يؤدي لوقوع حادث، مثال ذلك هو سير سيارة خضراء اللون، في مزارع مليئة بالعشب والزرع الأخضر”، بحسب خبير حوادث السير في شركة “ديكرا” الألمانية المعنية بفحص المركبات، فالتر نيفونر.
توفير الوقود
“الألوان الخفيفة تعكس حوالى 60 في المئة من أشعة الشمس، ما يجعل مقصورة السيارة الداخلية أكثر برودة، وبالتالي تقليل فرصة تشغيل مكيف الهواء باستمرار”، وفقًا لدراسة أجراها علماء من مختبر لورنس بيركلي الوطني، كشفت عن أن ألوان السيارات الفضية والبيضاء أفضل من غيرهما.
وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، بعد حساب حرارة المقصورة الداخلية لسيارة لونها فضي وأخرى سوداء، تم تركهما في الشمس لمدة ساعة، وجد أن السيارة الفضية أبرد بحوالي 41 إلى 43 درجة فهرنهايت من نظيرتها السوداء.
وبالتالي عندما تكون السيارة أكثر برودة لن يتم تشغيل التكييف كثيراً، ما يعني زيادة في تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود بنسبة 0.44 ميلا في الجالون عن السيارة الأخرى السوداء.
وأكد الباحثون، أن ذلك يعمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 1.9 في المئة، فضلا عن ملوثات العادم الأخرى بنسبة 1 في المئة. وتشير الدراسة أنه حال اختيار جميع السيارات في أميركا بلون فاتح، سيتم تحسن بنسبة 2 في المئة في الاقتصاد في استهلاك الوقود، وسيتم حفظ الملايين من جالونات الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون المقابلة.