80 عاما على الخنفساء.. هتلر وسيارة فولكس فاجن
يعود الفضل للنازيين في إنتاج سيارة الشعب الملقبة بالخنفساء، لأنها تشبهها في تصميمها: فقبل 80 عاما وضع أدولف هتلر حجر الأساس لمصنع سيارة فولكس فاجن في مدينة فولفسبورج بشمال ألمانيا. حصيلة لنجاح تاريخي ألماني.
رجلان أمام مشروع كبير، أدولف هتلر وفردناند بورشه هما من كان وراء إنتاج فولكس فاجن. بورشه هو الصانع البارع وهتلر هو المساعد السياسي. “هنا وُجد اثنان تناسبا مع بعضهما البعض”، يلخص المؤرخ فولفرام بيتا، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة شتوتجارت.
المحرك وحركة النقل
فمنذ معرض السيارات في فبراير 1933، إذن بأسابيع قليلة بعد تنصيبه مستشارا، أعلن هتلر عن “حركة السير الشعبية”. وفي صيف 1934 كلف “اتحاد صناعة السيارات الألمانية” بورشه بتصميم سيارة “القوة من خلال الفرحة” تحمل اسم المنظمة النازية التي كانت مسؤولة عن ترتيب أوقات الفراغ ومراقبة السكان.
وفي الـ 29 من ديسمبر 1935 استقبل هتلر شخصيا الذي لم يكن يملك رخصة سياقة النموذج الأولي “لسيارة الشعب”.. وبعدها بسنتين تم الاحتفال بحضور “الفو هرر” بتدشين مصنع فولكس فاجن ببلدة فولسبورج.. لكن هذه السيارة بلقب “القوة من خلال الفرحة” لم تُستخدم في البداية لتوفير الحركة للشعب، بل خدمت الجيش الألماني. فقد استُخدمت السيارة عسكريا كسيارة تصلح للأرض الوعرة وكمركبة عائمة في الجبهة.
ولم يُفاجئ أحد بهذا الاستخدام العسكري الجانبي، لأن هذا التحويل في الاستخدام كان قائما منذ البداية. ففي ملخص لبورشه من عام 1934 ورد أن “فولكس فاجن ليست فقط صالحة للاستخدام كسيارة أشخاص، بل أيضا كعربة شحن ولأهداف عسكرية محددة”.
فولكس فاجن فرنسية؟
والنجاح التاريخي للسيارة الصغيرة انطلق بالنسبة إلى الشعب بعد الحرب. ولفصلها عن التاريخ النازي، تم تغيير اسمها إلى “خنفساء”. ومنذ ديسمبر 1945 ـ نصف سنة بعد انتهاء الحرب ـ تحركت الخنفساء الأولى من سلسلة الإنتاج. وعشر سنوات لاحقا احتفلت فولكس فاجن تحت حضور إعلامي كبير بالنموذج المليون. وهذه السيارة التي تشبه في تصميمها الخنفساء تطورت إلى رمز المعجزة الاقتصادية الألمانية. واحتفلت فولكس فاجن نموذجها التاريخي مجددا تحت اسم “بيتل” برقم قياسي في المبيعات على مستوى العالم. 22 مليون خنفساء تقريبا في المجموع تم إنتاجها وبيعها.
وتخلص الخنفساء من ماضيه النازي منذ فترة ما بعد الحرب. فالوزارة الفرنسية للإنتاج الصناعي التي يقودها شيوعيون هي التي ربطت الاتصال في أكتوبر 1945 مع بورشه. ويقول بيتا بأن “الانفصال عن النازية قد نجح ونراه بوضوح في جهود الحكومة الفرنسية لكسب صانع فولكس فاجن لخدمتها”.