أجهزة القياس الإضافية بالسيارة .. مزايا وعيوب
تزخر السيارات الحديثة بالعديد من أجهزة القياس والبيان، التي توفر لقائد السيارة المعلومات المهمة للقيادة، ولكن يحتاج بعض قائدي السيارات إلى المزيد من المعلومات، التي توفرها أجهزة القياس الإضافية أو تطبيقات على الهاتف الذكي. ومع كل الفوائد، التي توفرها هذه الوسائل، يطلق خبراء السلامة بعض التحذيرات بشأن المخاطر، التي يجب الانتباه لها.
تحتفظ السيارات الحديثة بالمعلومات الخاصة بها لنفسها، فبخلاف عدد لفات المحرك ودرجة حرارة الماء لا يتم الكشف عن الكثير من قبل أجهزة القياس والبيان، على الأقل إذا كان كل شيء يحدث في المعدل الطبيعي.
وعندما يتعرض المحرك لأي ضرر، يضيء أحد البيانات التحذيرية في مقصورة القيادة. وأوضح هارالد شميتكه، من رابطة شركات تعديل السيارات، أن الأجهزة، التي تقدمها متاجر الملحقات التكميلية، يمكن أن تغير هذا الوضع، والتي كان يتم استعمالها في سيارات السباقات؛ حيث يلزم أن يتوفر لقائد السيارة جميع المعلومات المهمة عن حالة المحرك أمام عينيه، وهو ما يجعل قائدي السيارات الرياضية حريصين على تجهيز سياراتهم الخاصة بهذه الأنظمة.
وأضاف الخبير الألماني شميتكه أنه من الطبيعي أن تقوم إلكترونيات السيارات الحديثة بفحص جميع ظروف التشغيل الممكنة، ومع هذا لا يتم عرض جميع البيانات المهمة للسائق؛ فالمعلومات المهمة مثل درجة حرارة الزيت وضغط الزيت وضغط الشحن الناتج عن شاحن التربو وجهد البطارية، لا يتم قراءتها إلا عن طريق برامج خاصة على جهاز الفحص الخاص بالسيارة (OBD). لذا قد يكون من الضروري تركيب المزيد من أجهزة الاستشعار والمستشعرات.
ويعتبر جهاز OBD هو نظام الفحص الخاص بالسيارة. وأصبحت أجهزة القياس التقليدية، التي يلصقها الهواة على لوحة القيادة أو في فتحات التهوية نادرة على نحو متزايد.
ومن جانبه، قال غونار بير، من نادي السيارات الأوروبي (ACE)، إن العدادات المستديرة الكلاسيكية، التي تعرض درجة حرارة الزيت وضغط الزيت، معتادة اليوم فقط في رياضة سباقات السيارات. وأضاف بير أنه يمكن اكتشاف العديد من أضرار المحرك نظريا قبل أن تتفاقم.
وبالنسبة لسيارات الطرق العادية يمكن للمتخصصين معرفة موعد تغيير الزيت من خلال الانخفاض الطفيف في ضغط الزيت. وأكد بير أن بعض المعلومات لها اليوم أهمية أيضا؛ فبيانات درجة الحرارة للماء والزيت مفيدة؛ لأنه يفضل السير بالمحركات الحديثة أيضا بعد فترة الإحماء.
ومن الأمور المهمة هنا أيضا الوصول بدرجة حرارة الزيت وليس الماء إلى المستوى المطلوب، فعندما تكون درجة حرارة الزيت أقل من 50 درجة، فإنه سيلزم عدم التحميل على المحرك بشكل كامل.
وعند التجهيز اللاحق بالأجهزة الإضافية يلزم على الهواة توخي الحذر؛ حيث أن الهندسة الإلكترونية للموديلات الحديثة بالغة التعقيد، حتى أنه لم يعد من الممكن استخراج تيار من ضفيرة الكهرباء لأحد الأجهزة الإضافية. بالإضافة إلى أنه يلزم قراءة بيانات هذه الأجهزة بشكل سهل قدر الإمكان دون إحداث إبهار ليلا، كما يلزم عدم إعاقتها لمجال رؤية السائق.
وينصح بير باستعمال أجهزة البيان، التي تتيح معرفة المعلومات، التي تقدمها من الوهلة الأولى، مثل الطائرات والتي يعرف فيها أن كل شيء على ما يرام من خلال ثبات المؤشر وسط جهاز القياس.
وتحظى تطبيقات الهواتف الذكية بشعبية متزايدة، والتي من خلالها يمكن الحصول على المعلومات من إلكترونيات وحدة التحكم. ومن خلال واجهة نظام الفحص OBD والمهايئ المناسب يمكن دمج الهاتف بالسيارة. وفي الغالب تكون الواجهات مخبأة تحت غطاء في مجال عمود التوجيه. وبمساعدة التطبيقات يمكن قراءة العديد من البيانات مثل عدد اللفات وضغط الشحن ودرجة حرارة هواء الشفط وزاوية الإشعال والسرعة. وأشار بير إلى أن رموز الخطأ ينبغي أن تكون مرئية، كما أن الفحص المنتظم للخطأ قد يكون مفيدا جدا.
وبوجه عام ليس من الصحيح استخدام واجهة OBD بشكل مستمر، والتي في واقع الأمر تستخدم فقط من قبل مراكز الفحص أو في إطار الفحص الأساسي للسيارة. ومن الإشارات، التي ينبغي الانتباه إليها، أن معظم شركات تصنيع وحدات التهيئة تشير إلى أنها لا تتحمل أية مسؤولية عن الأضرار الناتجة عن الاستخدام بالكامل.
بالإضافة إلى هذا يمكن للمستخدم من خلال اتصال البلوتوث المفتوح بين السيارة والهاتف أن يفتح – في ظل بعض الظروف – الباب أمام القراصنة لإمكانية التسلل الرقمي في إلكترونيات السيارة.
ويبقى شيء آخر، ألا وهو الانتباه عند استخدام التطبيقات؛ حيث تحذر الهيئة الألمانية لمراقبة الجودة من أن الأجهزة الإضافية بالسيارة قد تعمل على تشتيت انتباه قائد السيارة، وتظل أجهزة القياس الإضافية في الهاتف الذكي، والذي ينبغي أن يوضع في حامل لعدم تشتيت ذهن قائد السيارة بحمله في يده.