يعتبر ناقل الحركة من أهم التجهيزات التي لا يمكن أن تستغني عنها شركات السيارات خلال تصميم موديلاتها.. ومع الطفرة التكنولوجية يبدو أن احتمالات بقاء هذا الجزء الأساسي والمهم في تغيير سرعة السيارة على شكله التقليدي بات أقل حظا لعدة اعتبارات بينها ما هو متعلق بالراحة والأمان وكذلك بسبب التكاليف.
ويسعى المطورون إلى التقدم أكثر فأكثر في تصنيع موديلاتهم مستفيدين من التقدم التقني دون التركيز فقط على المظهر الخارجي حيث وجه البعض منهم خبراتهم وجهودهم إلى ابتكار ناقل حركة أوتوماتيكي بتسع سرعات.
وتخطط شركة فولكس فاجن لطرحه بعشر سرعات، ويرجح بعض خبراء التكنولوجيا حصول بعض السيارات مستقبلا على ناقل باثنتي عشرة سرعة أو أكثر.
ويعتبر هذا لافتا لتتويج سلسلة من التطورات الكبيرة التي شهدتها أنظمة نقل الحركة الأوتوماتيكية على مر تاريخ صناعة السيارات، حيث اقتصر نظام نقل الحركة الأوتوماتيكي بالسيارة في السابق على وجود ثلاث أو أربع سرعات كحد أقصى.
ولسنوات كانت تكلفة الناقل اليدوي أقل من الناقل الأوتوماتيكي وقد قرر المصنعون أن يكون الأوتوماتيكي ميزة أساسية.
وبالنسبة إلى بعض السيارات مثل بورشه 911 تغير الأمر، فقد اهتمت الشركة بالناقل اليدوي ما لم يطلب المشتري تغييره.
ووفق مؤسسة كارز دايريكت، بات الناقل اليدوي أكثر تكلفة في بعض السيارات، خاصة الهاتشباك منها وهناك مؤشرات تؤكد أن ناقل الحركة اليدوي يستمر اختفاؤه التدريجي من السيارات حتى يأتي وقت لن يكون من بين تجهيزات السيارات الجديدة.
ولكن أكثر النظريات شيوعا في عالم السيارات هو أن ناقل الحركة الأوتوماتيكي أكثر استهلاكا للوقود من ناقل الحركة اليدوي، وهو ما يثير العديد من التساؤلات.
ووفقا لنادي السيارات الألماني (أي.دي.أي.سي) فإن تلك الفكرة غير صحيحة رغم أن هذا الاعتقاد الخاطئ منتشر بشكل كبير للغاية.
ويقول المختصون إن السيارات المجهزة بناقل حركة أوتوماتيكي كثيرا ما تستهلك الوقود أكثر من اليدوي، ويرجع ذلك إلى أنها تكون عادة أثقل من الموديلات المجهزة بناقل حركة يدوي.
غير أن ناقل الحركة الأوتوماتيكي في السيارات الحديثة يمكنه أن يوفر الوقود أكثر وذلك عبر خفض عدد لفات المحرك (RPM).. وبحسب الخبراء فإن ناقل الحركة الأوتوماتيكي الذي يحتوي على 9 سرعات قد يساعد في تقليل استهلاك الوقود، خاصة عند الاستعانة ببرامج التوفير باستهلاك الوقود في السيارات الحديثة.
وتظهر التجارب أن الكثير من السائقين لا يغيرون سرعة ناقل الحركة اليدوي إلا عند ارتفاع عدد لفات المحرك حتى أن البعض منهم قد ينسى أن يقوم بعملية تغيير السرعة وهو ما يرفع من استهلاك الوقود بشكل كبير.
ويشيع استخدام ناقل الحركة الأوتوماتيكي أو ناقل الحركة الأوتوماتيكي مزدوج القابض حيث أن ناقل الحركة بمحول هو ناقل حركة أوتوماتيكي تقليدي، أما ناقل الحركة الأوتوماتيكي مزدوج القابض فقد تم الاعتماد عليه في بعض الطرز قبل سنوات قليلة فقط.
ويقول ستيفان ريندر كنيشت من معهد أنظمة الميكاترونيك للهندسة الميكانيكية في دارمشتات إن ناقل الحركة بمحول هو عبارة عن نظام هيدروليكي مع محول عزم دوران وذلك لتوفير درجات عالية من الراحة عند بدء السير ونقل الحركة حيث يعد المحول عنصر بدء سير منفصل.
وهذا يعني أنه يتولى نقل عزم الدوران عند عدد اللفات المختلف وكذلك نقل قوة المحرك في جميع الأوضاع لحركية إلى الطريق.
لكن سلبياته تتمثل في التعقيد وارتفاع التكاليف حيث تبلغ تكلفته بشكل أساسي ضعف تكلفة ناقل الحركة مزدوج القابض.
ويعد ناقل الحركة مزدوج القابض في الأساس تطويرا لناقل الحركة اليدوي مع جميع مميزاته وسلبياته.. فعندما تسير السيارة على سرعة يتم التحضير للسرعة التالية والنتيجة أن السيارة تواصل الحركة دون أي انقطاع في قوة السحب.
وقال كنيشت إن “هذا النوع يستخدم كلا القابضين المركزيين لنقل الحركة وبدء السير”.
ويرى كلاين أنه يمثل المزيج المثالي بين الراحة والوزن الخفيف إلا أن ثمة خسارة طفيفة في الراحة مقارنة بناقل الحركة بمحول تحدث عند بدء السير فقط.
ويؤكد نادي السيارات الألماني أن ناقل الحركة الأوتوماتيكي مزدوج القابض يمتلك أفضلية من الناحية الاقتصادية.. فمع نفس المحرك يمكن أن يكون الفارق 0.5 وقد يصل إلى لتر كامل من الوقود.
ويندر الاعتماد على الطاقة الكهربائية في نظام ناقل الحركة في السيارات.. ففي الموديلات الهجينة يتعاون محرك كهربائي مع آخر يعمل بالاحتراق الداخلي ويتم الاعتماد عليه بشكل بسيط حيث لا يتم تشغيله في الغالب باستمرار.
ومن خلال المحرك الكهربائي تنتج نقطة تشغيل أكثر ملاءمة بالنسبة إلى محرك الاحتراق .. وبذلك تصبح درجات النقل القليلة ضرورية ومن ثمة يتم خفض استهلاك الوقود.
ولهذا يلاحظ أن الموديلات المعتمدة على تقنيات المحرك الكهربائي تظهر آثارها على ناقل الحركة حيث تعتمد على عدد أقل في السرعات، فعلى سبيل المثال نجد أن فولكس فاجن وأودي لم تقدما في موديلاتهما الهجينة سوى ست سرعات.
وتعليقا على زيادة عدد السرعات في بعض أجهزة نقل الحركة عن عشر سرعات، أوضح جراينر أن نطاق السرعات بين 8 و10 هو الأكثر توازنا من ناحيتي التكاليف والنتائج.
فعند تطوير ناقل الحركة.. فإن الأمر لا يعتمد على عدد السرعات ولكن على مدى اتساع نسب التعشيق وإمكانية السير بها.. وكلما زاد هذا الاتساع زادت سرعة السيارة على عدد اللفات القليل، وهو ما يترتب عليه انخفاض استهلاك الوقود.