السيارات ذاتيـة القيادة.. داخل حلبة الصراع بين الشركات
دخل تحالف جديد بين شركات «بي إم دبليو» و«إنتل» و«موبايل آي»، لإنشاء أسطول مكون من 40 سيارة ذاتية التشغيل،الصراع بين شركات السيارات والتقنية لإنتاج سيارات ذاتية القيادة.. وجاء الإعلان عن التحالف الثلاثي، بعد أسبوع من إعلان شركة «فورد» عن أنها ستكشف عن أسطول من سياراتها الذاتية القيادة، إضافة إلى إعلان شركة «فولفو» توقيعها اتفاقاً مع شركة «أوبر» لتطوير جيل من هذه السيارات. كما اتفقت شركة «جنرال موتورز» من جهتها مع شركة «لايفت» لتطوير سيارة شيفروليه ذاتية القيادة، فيما اتفقت شركتا «كرايسلر» و«فيات» مع «جوجل» لإنتاج هذا النوع من السيارات. وفي المشروع التجريبي الجديد، سيتم استخدام الفئة السابعة من «بي إم دبليو» كمنصة أولية، فيما ستوفر «إنتل» تقنية «إنتل جو»، التي أطلقت أخيراً لحلول القيادة الذاتية، والتي توفر معالجات عالمية المستوى، في حين تقدم «موبايل آي» تقنية الرؤية الآلية.
وتفصيلاً، أعلنت شركات «بي إم دبليو» المصنعة للسيارات، و«إنتل» المصنعة للمعالجات الدقيقة والشرائح الإلكترونية، إضافة إلى «موبايل آي» المصنعة لنظم الرؤية الآلية والاستشعار، خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الأخير الذي نظم في مدينة لاس فيغاس، أنها عملت على إنشاء أسطول مكون من 40 سيارة ذاتية التشغيل، ستستخدم في مشروع تجريبي عالمي للقيادة الذاتية بشوارع أوروبا وأميركا في النصف الثاني من العام الجاري، تمهيداً للإنتاج الواسع النطاق من هذه النوعية من السيارات، بطراز جديد تماماً، يحمل اسم «آي نيكست»، تنتجه «بي إم دبليو» وتشارك «إنتل» و«موبايل آي» بمكوناته الإلكترونية والبرمجية.
ويستهدف المشروع التجريبي عرض التطورات والتقدم الذي قامت به الشركات الثلاث، في مجال التطورات التي تمكن من الوصول إلى مركبات ذات قيادة ذاتية كاملة.
وذكر بيان مشترك، صادر عن الشركات الثلاث، نشرته غرفة الأخبار بموقع المعرض، أن الفئة السابعة من «بي إم دبليو» ستستخدم كمنصة أولية، يتم فيها تركيب معالجات «إنتل»، وتقنية الرؤية الآلية من «موبايل آي»، خلال هذه التجارب.
وجاء الكشف عن التحالف بين شركات «بي إم دبليو» و«إنتل» و«موبايل آي»، بعد أسبوع من إعلان شركة «فورد» عن أنها ستكشف عن أسطول من سياراتها ذاتية القيادة، غير المحتوية على عجلة قيادة، أو دواسات بنزين وفرامل، لتوجه لشركات سيارات الأجرة كـ«أوبر». كما أفادت شركة «فولفو» بأنها وقعت اتفاقاً مع «أوبر» لتطوير جيل من السيارات الذاتية القيادة، بينما اتفقت شركة «جنرال موتورز» مع شركة «لايفت» لتطوير سيارة شيفروليه ذاتية القيادة، فيما اتفقت شركتا «كرايسلر» و«فيات» مع شركة «جوجل» لإنتاج سيارات ذاتية القيادة. كما يأتي الإعلان عن التحالف الجديد، بعد مرور نحو ستة أشهر على بدء مشروع التعاون المشترك بين «بي إم دبليو» و«إنتل» و«موبايل آي»، وكان أعلن عنه خلال يونيو الماضي، والذي استهدف إنتاج سيارة ذاتية القيادة، قادرة على العمل داخل المدن، وعلى الطرق السريعة، وتلبي جميع المعايير الخاصة بالسلامة والأمان وكفاءة التشغيل في مختلف الظروف والمواقف. وخلال الأشهر الستة الماضية، حذت الشركات الثلاث حذو «جوجل»، وعملت على بناء بنية معمارية برمجية إلكترونية متكاملة، للتشغيل الذاتي للمركبات، تتسم بقابليتها للتوسع وإعادة التهيئة، لتناسب العمل والتركيب والتشغيل لدى أي شركة مصنعة للسيارات، في أي من الطرز التي ينتجونها، سواء لتركيب أجزاء منها والحصول على سيارة شبه ذاتية القيادة، أو تركيب النظام كله كاملاً والحصول على سيارة ذاتية القيادة بالكامل، بحيث يمكن من خلاله الوصول إلى طرز جديدة ومتباينة. ووفقاً للبيان، أكدت «بي إم دبليو» قناعتها بأن السيارات الذاتية القيادة ستكون مستخدمة على نطاق واسع في خدمات الركوب مثل «أوبر» خلال سنوات قليلة، مشيرة إلى أن «أوبر» نفذت بالفعل اختباراً لسيارات ذاتية القيادة في مدينة بيتسبرغ.
وحول الدور الذي ستلعبه كل شركة من الشركات الثلاث في المشروع، أوضح البيان أن «بي إم دبليو» مسؤولة في هذه الشراكة عن التحكم في القيادة والديناميكية، وتقييم كل وظائف الأمان، بما فيها تحقيق أعلى مستويات الأداء بالمحرك، وكل المكونات الأخرى المتكاملة معه، فضلاً عن إنتاج النماذج التجريبية، وتوسعة المنصة عبر شركاء آخرين.
أما دور «إنتل»، فيتمثل في توفير عناصر حوسبة إبداعية عالية الأداء، يمكنها أن تمتد من المركبة إلى مركز البيانات، وتوفير تقنية «إنتل جو»، التي أطلقت أخيراً لحلول القيادة الذاتية، التي توفر معالجات عالمية المستوى، مزودة بتقنيات البوابات القابلة للبرمجة حقلياً، لتحقيق أعلى مستوى من التوازن والكفاءة والقوة، وتلبية متطلبات العمل في الحرارة المرتفعة، إلى جانب متطلبات الأمان والسلامة في صناعة السيارات، وكذلك توفير منصة حوسبة للوظائف الحيوية الحرجة، من بينها معالجة ودمج بيانات أجهزة الاستشعار بالمركبة، فضلاً عن وضع سياسة القيادة والنمذجة البيئية، وتخطيط المسار واتخاذ القرار.
وكذلك ستعمل «إنتل» على توفير البنية التحتية اللازمة لتشغيل مركز البيانات السيارة، وتقديم بنية قوية للتعلم العميق وبنية تحتية للمحاكاة المطلوبة للقيادة الذاتية، والتي يعمل من خلالها نظام «إنتل نيرفانا» للذكاء الاصطناعي.
وفي ما يتعلق بمشاركة «موبايل آي»، ذكر البيان أنها ستقدم تقنيتها المعروفة باسم «آي كيو 5»، وهي عبارة عن معالج مزود ببرمجيات عالية المستوى، ويشغل نظام رؤية حاسب عالي الأداء، يجعل السيارة تدرك ما حولها، ويوفر المستوى المطلوب في صناعة السيارات من إجراءات الأمان والسلامة، ويعمل بقدر منخفض من الطاقة، بحيث تعمل هذه التقنية على معالجة وترجمة المدخلات من مستشعرات الرؤية، التي تصور بزاوية 360 درجة حول السيارة، وفي الوقت نفسه تحدد موقع السيارة طوال الوقت. وبالتعاون مع معالجات «إنتل» وتقنيات البوابات القابلة للبرمجة حقلياً، تتشكل منصة حوسبة مركزية، يمكن أن تتكامل مع أي مركبة ذاتية التشغيل.