تحقق نماذج ميني نجاحا عالميا أكبر من الموديلات الأصلية التي ظهرت في ستينات القرن الماضي، فهي منتشرة بألوان وزخارف مخصصة مختلفة في كل مكان. ويظل السائقون من الشباب إلى حد كبير هم الفئة الأكثر إقبالا عليها.
ومع ذلك، هناك شيء مفقود من صيغة ميني الحديثة رغم الأدوات الأنيقة، التي تم استخدامها فيها، لكن العلامة التجارية يمكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير.
وحتى تظهر رؤيتها العصرية للمستقبل، كشفت شركة ميني مؤخرا النقاب عن سيارتها الفان فيجن يرلبانو الاختبارية، التي تستشرف المستقبل؛ حيث إنها مصممة خصيصا لخلق مساحة اجتماعات جديدة في الأماكن المزدحمة والمدن.
وأوضحت الشركة البريطانية أن السيارة الاختبارية، التي يبلغ طولها 4.46 متر، تعتمد على مفهوم ابتكاري في المقصورة الداخلية المتغيرة.
ونقل موقع مجلة “فوربيس” الأمريكية عن أدريان فان هويدونك، مدير لتصميم لمجموعة بي.أم.دبليو الألمانية مالكة علامة ميني قوله إن “فيجن يرلبانو الاختبارية هي أكثر بكثير من مجرد تجسيد مسألة التنقل فالعلامة التجارية تقدم أسلوب حياة”.
وأضاف “يُنظر إليها على أنها علامة تجارية إيجابية للسيارات، إلى درجة أنه يمكن لسيارة فيجن يرلبانو الإفلات من أي شيء خلال فترة الازدحام والذي قد لا يكون هو الحال مع سيارات بي.أم.دبليو أو رولز رويس”.
وأدت تجربة المستخدم إلى توجيه العملية الإبداعية إلى حد كبير، فهذه السيارة الاختبارية مميزة في تصميمها الخارجي كما أنها ممتعة في تصميمها الداخلي.
وتتحول السيارة بعد التوقف إلى صالون وتصبح منطقة قائد السيارة مساحة جلوس، ولتتحول السيارة إلى واحة للراحة أو صالة لعقد الاجتماعات.
واعتمادا على الوضع، تتغير أيضا تفاصيل التصميم والأجواء الداخلية حيث توجد أريكة استرخاء في الخلف بالإضافة إلى مقاعد الصف الأول وطاولة على الجانب، مع إمكانية فتح الزجاج الأمامي والباب المنزلق.
وتوجد زاوية استرخاء مضاءة بمصابيح ليد في الخلف من أجل منطقة استرخاء هادئة، ويتضاعف الجزء المركزي من السيارة كمقعد إضافي عندما تكون السيارة متوقفة.
وتقول الشركة إن جميع المواد المستخدمة مستدامة، وتتميز بخصائص نسيج محبوكة بشكل كبير والسيارة خالية من الكروم والجلد، فضلا عن طاولة صغيرة متكاملة مع نبات على جانب السيارة مقابل باب الدخول يكمل الديكور المنزلي.
واللافت في كل ذلك أنه يتم تفعيل اللحظات الداخلية من خلال آلية “الرمز المميز” من لوحة للأزرار الافتراضية موجودة في منتصف السيارة، حيث يمكن أن يتخيل السائق السيناريوهات الخاصة به وبرمجتها كما يحلو له من خلال إضفاء روائح متنوعة وأيضا إضاءة استثنائية في محيطه مع مزيج موسيقي خاص به.
وتعتمد السيارة الاختبارية على نظام القيادة الآلي بشكل جزئي والدفع الكهربائي مع تجربة قيادة رقمية بالكامل في القمرة الداخلية.
فهذه السيارة متصلة للغاية، ومع ذلك فقد تم تصميم التكنولوجيا لتكون سرية وتتم مشاركة لوحة المعلومات بشكل تشاركي من موقعها المركزي، بينما يتم الوصول إلى فيجن يرلبانو الاختبارية عبر جهاز ذكي يمكن استخدامه من قبل دائرة العائلة أو الأصدقاء.
ويساعد الشكل الخارجي أحادي الحجم في زيادة مساحة المقصورة، فقد تم تطوير شبكة ميني التقليدية الحديثة وتصميمات الإضاءة بحيث يعرض شكل ضوء المصفوفة الآن رسومات متعددة الألوان لإيصال ما يختبره الركاب في أي وقت.
وتم تزويد السقف والحواف الجانبية بعجلات لوح التزلج وهي شفافة ومضاءة من الداخل وتغير مظهرها أيضا لإيصال حالة السيارة إلى مستخدمي الطريق الآخرين وهو أمر سيصبح أكثر أهمية مع التوجه نحو القيادة الآلية.
وقد أبهر نجاح ميني الكهربائية هويدونكن بسبب الإقبال الكبير عليها، حيث قال إن “مالكي سيارة ميني يعيشون عادة في بيئات حضرية، وأعتقد أنهم أكثر استعدادا للقيادة الكهربائية والطرق الجديدة للنظر إلى التنقل من علاماتنا التجارية الأخرى”.
ولكنه أشار إلى أنه بالإمكان السير بشكل أسرع في هذا الاتجاه، حيث تظهر فيجن يرلبانو كيف يمكن أن تأخذ ميني “أفكارنا في بي.أم.دبليو آي نكست إلى مستوى آخر”. وأضاف “أعتقد أنه يمكننا استخدام ميني لدفع هذه المفاهيم إلى أبعد من ذلك”.