ريبيكا لي أول امرأة تتولى مسؤولية عمليات انطلاق سباقات الفورمولا1
بعد أن دخلت التاريخ العام الماضي كأول امرأة تتولى دور المسؤول الرسمي لانطلاق سباقات الفورمولا1، تستعد ريبيكا لي لأداء دورها المحوري على حلبة مرسى ياس خلال عطلة هذا الأسبوع.
وتتولى البريطانية ريبيكا لي مسؤولية الإعلان عن انطلاق منافسات سباق جائزة أبوظبي الكبرى يوم الأحد. وعلى الرغم من إدراكها أن ملايين الأشخاص يتابعونها خلال تلك اللحظات الحاسمة، فإنها تؤكد أنها لا تشعر بالرهبة أو الضغط، مشيرة إلى ثقتها التامة بعملها.
وقالت: “أشعر بالثقة والراحة فيما أفعله. بالطبع، عندما أكون هناك أثناء عملية البداية، تشعر بالحماس والأدرينالين يتدفق في جسمك، لكنه في الواقع شعور جيد، شعور يمنحني طاقة إيجابية”.
وتابعت: ” بطبيعة الحال، أحافظ على حذري وتأهبي، لأن آخر ما أريده هو وقوع حادث أو إصابة أي شخص. لكنني لا أركز على هذه المخاوف، كما أنني لا أفكر كثيرًا في من يراقبني.”
وبدأت ريبيكا حياتها المهنية في قطاع النقل، ولكن حبها لرياضة السيارات تطور عندما خاضت تجربة الحياة داخل أجواء حلبات السباق. هذا الشغف دفعها للعمل كسائقة انطلاق في سلسلتي الفورمولا2 والفورمولا3 التابعتين للاتحاد الدولي للسيارات، قبل أن تحقق نقلة نوعية بانضمامها إلى سباقات الفورمولا 1 في سبتمبر من العام الماضي.
وعلقت: “بصفتي مسؤولة انطلاق سباق في الاتحاد الدولي للسيارات، فإنني أتحمل مسؤولية ضمان انطلاق السائقين بأمان ووفقًا للأنظمة خلال عطلة كل أسبوع سباق. يتطلب ذلك مني الاطلاع الدائم على اللوائح لضمان الامتثال للمعايير المحددة. كما أحتاج إلى تقييم المخاطر المحتملة كل أسبوع، والتأكد من الالتزام بمعايير الصحة والسلامة.”
وأضافت: “يتطلب دوري أيضًا تقييم المخاطر المحتملة في كل سباق، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم حدوث أي خروقات لمعايير الصحة والسلامة. كما أحرص قبل عطلة نهاية الأسبوع على إجراء العديد من الفحوصات على الأجهزة والبرمجيات، للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح ومتكامل في يوم السباق”.
أثناء السباق، تستمر ريبيكا في أداء دورها من منصة الانطلاق لمراقبة أكثر اللحظات حساسية وأهمية خلال السباق، وهي انطلاقة السائقين وصولًا إلى المنعطف الأول واللفات الأولى. وقالت: “أبقى في موقعي تحسبًا لأي مشكلات طارئة قد تحدث خلال هذه الفترة المزدحمة. وفي حال وجود أي حاجة لرفع العلم الأحمر، أكون جاهزة لتنفيذه مباشرة من المنصة دون الحاجة إلى تدخل مركز التحكم”.
وأضافت: “بعد مرور بضع لفات من السباق، أقوم بإعادة لوحة التحكم إلى مركز التحكم في السباق، وأتابع العمل من خلال قناة الاتصال الخاصة بهم لبقية السباق. وإذا حدثت أي حالات تستدعي رفع العلم الأحمر لاحقًا، أعود إلى المنصة لأداء المهمة سواء كانت انطلاقات ثابتة أو متحركة”. وتابعت: “مع اقتراب نهاية السباق، أستعد قبل سبع لفات لرفع العلم المتقلب إيذانًا بنهاية السباق”.
ترى ريبيكا أن العمل الجماعي هو العامل الأساسي وراء نجاحها في أداء مهامها على أكمل وجه. وقالت: “أعمل بشكل مباشر مع جميع الأقسام داخل قطاع السيارات ذات المقعد الواحد في الاتحاد الدولي للسيارات. وهذا التفاعل مع فريق متكامل ومتنوع هو أحد الجوانب المفضلة لدي في عملي”.
وأردفت قائلة: “العمل الجماعي هو المفتاح الحقيقي للنجاح، فكل فرد في الفريق يقدم قيمة مضافة. وكل شخص له دور حيوي لتحقيق النجاح الذي نصل إليه في كل سباق”.
منذ انضمامها إلى الاتحاد الدولي للسيارات، أصبحت ريبيكا مصدر إلهام للكثيرين، خاصة النساء، اللواتي يطلبن منها النصيحة حول كيفية دخول عالم رياضة السيارات.
وأوضحت: “أؤمن بأهمية الاستماع إلى الآخرين وتعلم الدروس من قصصهم وخبراتهم، وأن يكون الإنسان منفتحًا على تلقي النصائح. النجاح يبدأ بوضع خطة واضحة والعمل بجد لتحقيقها”.
واختتمت بالقول: “لم أكن أكاديمية جدًا، ولكنني أؤمن بأن الاجتهاد والمهارات العملية يمكن أن يفتحا آفاقًا واسعة. النجاح لا يتطلب دائمًا التفوق الدراسي، بل يعتمد على التفكير العملي والالتزام بالمبادئ والنزاهة والعمل بروح إيجابية”.