أعلنت هيونداي موتور أن شاحنتها الثقيلة من طراز “إكساينت” قد أكملت رحلة ذاتية القيادة بطول 40 كيلومتراً على طريق سريع في كوريا الجنوبية. وقالت الصانعة الكورية إن الرحلة التي قامت بها الشاحنة التي يبلغ حملها الأقصى 40 طناً هي الأولى من نوعها في البلاد.. وزُوّدت الشاحنة جزئياً بنظام للقيادة الذاتية من المستوى الثالث يتوافق مع معايير جمعية مهندسي المركبات، ويمكّن الشاحنة من التحكّم بالتوجيه وزيادة السرعة وإبطائها والمناورة على الطرقات من دون تدخل بشري.
وبهذه المناسبة، وصف د. مايك زيغلر مدير إدارة مجموعة الأبحاث والتطوير للمركبات التجارية لدى هيونداي موتور، هذه الرحلة بـ “الناجحة”، قائلاً إنها تثبت أنه بالإمكان اللجوء إلى تقنية القيادة الذاتية المبتكرة لإحداث تحوّل في قطاع اللوجستيات التجارية، وأضاف: “ما زال السائق البشري يستخدم للتحكّم بالشاحنة يدوياً في بعض المواقف خلال هذه المرحلة، لكنني أعتقد أننا سنحقق أتمتة من المستوى الرابع في وقت قريب، ونحن نعمل باستمرار على تحسين قدراتنا التقنية وتطويرها”.
وأجريت رحلة الشاحنة ذاتية القيادة في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي بين ويوانغ وإنتشون، وذلك بالتعاون مع شركة “جلوفيس” التابعة لمجموعة هيونداي. وحافظت الشاحنة على بقائها ضمن حدود السرعة على الطريق السريعة والبالغة 90 كيلومتراً في الساعة طوال الرحلة التي استغرقت ساعة واحدة على طول واحد من أكثر طرق الشحن ازدحاماً في كوريا الجنوبية.
ومكّنت المزايا التقنية المبتكرة الشاحنة من الحفاظ على مسارها في حدود مسارب الطريق أو تغييرها عند الحاجة، أثناء حركة المرور الطبيعية، وذلك على الرغم من وجود سائق بشري على متنها لتولي السيطرة عليها يدوياً إذا اقتضت الظروف. كما تمكّنت الشاحنة من الكشف عن تغيير المركبات التي أمامها لمساربها، فضلاً عن التنقل عبر الأنفاق، وتنفيذ التوقف الكامل أو زيادة السرعة تبعاً لحركة المرور على الطريق.
وتُعتبر هذه الشاحنة، في المتوسط، أطول بنحو ثلاث مرات ونصف من سيارة السيدان المدمجة، وأعرض منها بنحو 1.4 مرة، كما أن وزنها وهي فارغة أثقل بـ 9.2 مرات، وهو ما يتطلب نظاماً متقدماً ومتكاملاً للقيادة الذاتية. وبناء على ذلك، زوّدت هيونداي موتور الشاحنة بأجهزة استشعار مماثلة لتلك المستخدمة في سيارات السيدان ذاتية القيادة، مع أجهزة استشعار إضافية محسَّنة خاصة بالشاحنات الثقيلة، مثل جهاز لاستشعار زاوية الجرّ وجهاز استشعار راداري خلفي، ما يعني أن بالإمكان مرور الشاحنة بأمان وثبات على المنعطفات الحادة.
وتتم مزامنة البيانات التي يجمعها كل جهاز استشعار مع خريطة عالية الوضوح تنقل المعلومات إلى وحدة تحكم إلكترونية لمعالجتها واتخاذ قرارات دقيقة لكل حالة، وبالتالي التحكم في السرعة والتوجيه والكبح.
واستخدمت هيونداي موتور نظاماً جديداً للتحكّم في التوجيه طورته شركة “موبيس” التابعة لها، ويتيح نظام التوجيه الهيدروليكي العامل بمحرك خاص، والمسمّى اختصاراً MAHS، آلية توجيه دقيقة تتحكم بزاوية التوجيه وفقاً للقرار الذي اتخذته وحدة التحكم الإلكترونية، ما يقلّل من الجهد المطلوب لتوجيه الشاحنة، ويخفف بالتالي من إجهاد السائق.
من جانبه، اعتبر د. سانج -سوك سوه رئيس مجموعة الاستراتيجية والتخطيط لدى شركة “هيونداي غلوفيس”، أن نجاح الشركة في استخدام الشاحنات ذاتية القيادة ضمن خدمة التوصيل التابعة لها “يثبت أن تقنية القيادة الذاتية يمكن استخدامها عملياً في النقل اللوجستي ويمكن أن تساهم في تحقيق التنمية المشتركة”، وقال: “يُنتظر أن تصبح الشركة واحدة من أبرز الشركات في تبني تقنيات التنقل المستقبلية مثل القيادة الذاتية في قطاع الخدمات اللوجستية التجارية”.