شركات السيارات الصينية تعزز حضورها داخل سوق الشرق الأوسط

احتلّت صادرات الصين من السيارات المركز الأول عالميا في عام 2023 لأول مرّة. وأظهرت البيانات الصادرة مؤخرا عن الجمعية الصينية لمصنعي السيارات، نمو صادرات السيّارات الصينية بـ 47% خلال شهر يناير الماضي، بصادرات بلغت 443 ألف سيّارة. مما يجعل شركات السيّارات الصينية لاعبا رئيسيا في سوق السيارات العالمية.

“منذ وقت ليس ببعيد، أثار إعجابي فيلما ترويجيا عن سيّارة “يانغ وانغ يو 8″ الكهربائية، المصنّعة من قبل شركة «بي واي دي» .حيث تتمتّع السيارات الصينية بتجربة قيادة جيدة إلى جانب أسعارها المعقولة.” يقول جهاد، وهو رئيس شركة أردنية لتجارة السيارات.

في المنطقة الحرّة بجبل علي بدولة الإمارات، تصطف آلاف السيارات الصينية أمام مستودع الشركة الصينية لمواد البناء بدبي. وقال لي ويفينغ، المسؤول عن المستودع، إن السيارات الصينية قد سجلت حضورا ملفتا في سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة. وباتت تجد اعترافا متزايدا من قبل المستخدمين المحليين. وأشار لي ويفينغ، أن المستودع قد تمكّن من بيع ما يزيد عن 10 آلاف سيّارة لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتظهر إحصاءات الجمعية الصينية لمصنعي السيارات أن الإمارات جاءت كتاسع أكبر سوق لصادرات السيارات الكاملة الصينية خلال عام 2023. إذ صدّرت الصين 137 ألف مركبة إلى الإمارات ما بين يناير ونوفمبر من العام الماضي.

وتشهد السيّارات الصينية إقبالا متزايد من المستخدمين في الشرق الأوسط. تأتي على رأسهم المملكة العربية السعودية، التي تعد خامس أكبر سوق لصادرات السيارات الكاملة الصينية. كما تستحوذ السيارات الصينية على حصة تفوق 10٪ من السوق السعودية. وفي الأردن، تصل حصّة السيّارات الكهربائية الصينية 80% من السوق المحلّي.

قبل 27 عاما، دخلت شركة “جريت وول موتورز” سوق الشرق الأوسط. وفي عام 2022، أطلقت الشركة سياراتها تانك 300 في سوق الشرق الأوسط. وفي عام 2023، طرحت تانك 500 في أسواق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وعمان والبحرين والعراق والكويت. ومع بداية عام 2023، افتتحت جريت وول أول مركز لها لقطع غيار السيارات في الشرق الأوسط بدولة الإمارات.

في هذا الصدد، قال شي تشينغ كه، نائب رئيس شركة جريت وول موتورز، إن معظم دول الشرق الأوسط تعتبر الاقتصاد الأخضر أحد استراتيجيات التنمية الوطنية، وإلى جانب العوامل المواتية مثل مجموعات المستهلكين الأصغر سنا في الشرق الأوسط، من المتوقع أن تصل مبيعات سيارات الطاقة الجديدة الصينية لتحقيق النمو السريع في الشرق الأوسط.

ورأى تقرير صادر عن شركة جلاسكو للاستشارات البحثية ومقرها دبي، أن العلامات التجارية للسيارات الصينية تتمتع بالعديد من المزايا لتصبح أكثر نفوذا في سوق الشرق الأوسط. حيث تتمتع بوفرة الأنواع، وتحسين مستمر في الجودة، إلى جانب أسعارها التنافسية وعملها على التأقلم مع طبيعة الأسواق الأجنبية، إضافة إلى المزايا البارزة على مستوى الطاقة الجديدة، وخدمات ما بعد البيع.

وأكّد التقرير على أن دول الشرق الأوسط، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل على تسريع تحول الطاقة، وأن السيارات الصينية تتوافق بشكل كبير مع احتياجات التنمية في دول الشرق الأوسط.

وقال راشد النعيمي، عضو اللجنة التنفيذية لإمارة أبو ظبي، إن المزيد من السيارات الصينية بصدد الدخول إلى سوق الإمارات، بما يلبي احتياجات السكان المحليين بشكل أفضل. مضيفا بأن الشركات الصينية باتت أيضا تأتي إلى الإمارات من أجل الاستثمار والتطوير.