لماذا تفضل ميتسوبيشي موتورز عدم الاندماج مع نيسان وهوندا ؟
كشفت شركة ميتسوبيشي موتورز أنه من غير المرجح أن تنضم إلى محادثات الاندماج الجارية بين شركتي هوندا موتور ونيسان موتور، حيث اختارت التركيز على استراتيجياتها المستقلة مع التعاون في مجالات الابتكار التكنولوجي.
ووفقًا للخطة الحالية، لن تكون ميتسوبيشي موتورز تحت مظلة الشركة القابضة المزمع إنشاؤها نتيجة الاندماج بين هوندا ونيسان، لكنها أعربت عن استعدادها للتعاون مع الشركتين في تطوير التقنيات المتقدمة، بما في ذلك السيارات الكهربائية وأنظمة القيادة الذاتية، وهي المجالات التي تشهد تنافسًا عالميًا متزايدًا.
كانت شركتا هوندا ونيسان قد بدأتا محادثات التكامل في ديسمبر الماضي بهدف تعزيز قدراتهما المشتركة في مواجهة التحديات الاقتصادية والتحول السريع نحو السيارات الكهربائية، خاصة في ظل اللوائح البيئية الصارمة وتزايد الطلب على السيارات الصديقة للبيئة. من جانبها، صرحت ميتسوبيشي موتورز، التي تعتبر نيسان أكبر مساهم فيها بحصة تبلغ 34%، بأنها ستقوم بتقييم إمكانية الانضمام إلى المحادثات بحلول نهاية هذا الشهر، لكنها تميل إلى الحفاظ على استقلالها التشغيلي.
من الناحية المالية، تبرز الفجوة الكبيرة في القيمة السوقية بين الشركات الثلاث. تبلغ القيمة السوقية لشركة ميتسوبيشي موتورز حوالي 700 مليار ين، وهو ما يمثل حوالي 7٪ فقط من إجمالي القيمة السوقية للشركات الثلاثة مجتمعة. في المقابل، تصل القيمة السوقية لشركة هوندا إلى 7.9 تريليون ين، بينما تبلغ قيمة نيسان 1.6 تريليون ين.
كما تشير التقارير إلى أن الاندماج بين هوندا ونيسان يهدف إلى إنشاء تحالف صناعي قوي قادر على المنافسة مع الشركات العالمية الكبرى مثل تويوتا وفولكس فاجن، اللتين تتصدران سوق السيارات من حيث الابتكار والإنتاج. ومع ذلك، تواجه ميتسوبيشي موتورز تحديات تتعلق بالاستفادة من مكانتها كأحد أعضاء تحالف نيسان-رينو الحالي، حيث ترى أن موقعها قد يتأثر في ظل الهيكلية الجديدة.
في ظل هذه التطورات، يُعتقد أن ميتسوبيشي موتورز تسعى إلى تعزيز مكانتها من خلال التركيز على الأسواق الناشئة، حيث تتمتع بقاعدة عملاء قوية، خاصة في دول جنوب شرق آسيا، إلى جانب تطوير سيارات ذات كفاءة عالية في استهلاك الوقود وتوسيع عروضها في مجال المركبات الهجينة والكهربائية. يُنظر إلى هذا النهج كوسيلة لتعزيز موقعها في السوق العالمي دون الارتباط الكامل بالتحالف الجديد المزمع بين هوندا ونيسان.