تعتبر رياضة السيارات من أكثر السباقات التى تدر الملايين لممارسيها، ويعتقد من يشاهدها للوهلة الأولى أنها سهلة. كثيرون لا يعلمون أن عدد ضحاياها تجاوز 130 ضحية. آخرهم الدراج البلجيكي بيورج لامبرشت الذي مات في سباق بولندا للدراجات الهوائية.
الخطر هو جزء من مهنة متسابق الدراجات المحترف، سواء أثناء سيرة على الأحجار الزلقة أو غيرها. والسقوط من فوق الدراجة هو أيضا أمر معتاد في “سباق العالم”. والأسباب هي أخطاء القيادة، والطرق الزلقة، والمنافسة على النقاط أوالحفر- على سبيل المثال لا الحصر. وفي بعض الأحيان تنتهي مثل هذه الحوادث بشكل مأساوي. ويذكر موقع ويكيبيديا أنه منذ عام 1894 وقعت 139 حالة وفاة في سباقات الدراجات.
عاش ستان أوكرز ذروة تألقه كمتسابق دراجات وهو في عمر 35 عامًا. فقد فاز الدراج المتكامل عام 1955 بجائزة كلاسيكيات أردينز: لا فليش والون (سهم والون) وسباق لييج – باستونيه- لييج، وكذلك كأس العالم. وفي العام التالي سقط بطل الدراجات البلجيكي في مضمار سباق في أنتويرب وتوفي بعد يومين في المستشفى.
الموت في الألعاب الأولمبية: تعرض كنود إنيمارك جنسن لضربة شمس خلال سباق الطريق الأوليمبي في روما عام 1960، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة، وسقط من فوق الدراجة وأصيب في رأسه. بعد يوم واحد توفي نتيجة لكسر في الجمجمة. واعترف مدربه أن جنسن كان حينها متعاطيا للمنشطات، وهو ما أكدته الفحوص. وفي وقت لاحق تم تطبيق اختبار المنشطات في الألعاب الأولمبية.
ركوب الدراجات هي رياضة تمارس في الطبيعة ولذلك تنطوي على مخاطر لا تتوقع. وهذا ما عايشه الدراج يواكيم أغوستينو، الذي كان بطلا قوميا في بلده البرتغال. خلال جولة في سباق البرتغال عام 1984 سقط بسبب كلب، فأنهى المرحلة ولم يحصل على الرعاية الصحية إلا بعد ذلك بساعات. وبعد عشرة أيام توفي متأثراً بجراحه في الرأس.
تدفق الدم على الأسفلت. لقد رجت صور سقوط فابيو كاسارتيلي سباق فرنسا للدراجات (تور دو فرانس) عام 1995. فعند الانطلاق من كول دو بورتيه ديسبيت ارتطم الدراج الإيطالي برأسه بحاجز خرساني على جانب الطريق. ورغم أن طبيب السباق تمكن من عمل إنعاش للدراج الإيطالي، إلا أن كاسارتيلي توفي في وقت لاحق متأثراً بجراحه. وقد أقيم في مكان الحادث نصب تذكاري يذكرنا اليوم بسقوط كاسارتيلي.
أمر لا يمكن تصوره اليوم، ولكنه كان عاديا تماما في ذلك الوقت: فلعدة عقود كان متسابقو الدراجات يقودونها بدون خوذة. وفي عام 2003 فقط ، أصبح ارتداء الخوذة واجباً، ولذلك سبب: فقد سقط الدراج الكازاخستاني أندريه كيفيليوف (في الأمام) على رأسه في المرحلة بين باريس ونيس وتوفي بعد ذلك بوقت قصير. وقبل تلك الحادثة كان المتسابقون يقاومون دائمًا فرض ارتداء الخوذة.
واحدة من أحلك الأيام في تاريخ سباق إيطاليا “جيرو دي إيطاليا”: في عام 2011، سقط البلجيكي فوتر فيلانت عند الانطلاق من ممر بوكا وتوفي على الرغم من محاولات الإنعاش الفوري في مكان الحادث. عندما أراد أن يعدل من وضعيته في السباق لمس بدال دراجته جدارا خرسانيا فطار على الجانب الآخر من الشارع وسقط على وجهه. وكان فيلانت رابع متسابق يفقد حياته في تاريخ “جيرو دي إيطاليا”.
كيف مات أنطوان ديمويتي؟ من المؤكد أن الدراج البلجيكي سقط في عام 2016 خلال سباق غنت- فيفلغيم الكلاسيكي بعد حوالي 150 كيلومترًا مع أربعة متسابقين آخرين. لكن دراجة نارية مرافقة صدمته من الخلف فسقط على مؤخرة رأسه. توفي الشاب البالغ من العمر 25 عامًا في وقت لاحق بسبب نزيف في المخ. هل كان السقوط أم الدراجة النارية السبب في موته؟ تشريح الجثة لم يستطع توضيح ذلك الأمر.
هذا السقوط هنا كان لا يزال محتملاً بشكل معقول بالنسبة للإسباني ديفيد كانيادا. في سباق فرنسا للدراجات عام 2006، كان عليه أن يتخلى عن السباق بسبب إصابته. لكنه تمكن من مواصلة مسيرته المهنية حتى عام 2009. وفي عام 2016 ، شارك في سباق “كل شخص” في منطقته الأصلية أراجونا، واصطدم بمشارك آخر فسقط وتوفي متأثراً بجراح في رأسه.
أما أحدث حالة وفاة لمتسابق دراجات فهي موت البلجيكي بيورج لامبرشت، البالغ من العمر 22 عامًا، والذي كان يعتبر نجمًا صاعدًا في سماء سباقات الدراجات. في بداية أغسطس 2019 شارك المتسابق الشاب في سباق بولندا، وفي يوم الخامس من الشهر نفسه انزلق من الطريق بسبب المطر فارتطم بحاجز خرساني، ورغم نقله بطائرة مروحية للمستشفى إلا أنه توفي في مساء ذلك اليوم هناك.