السيارات الكورية .. تحتل المركز الخامس عالميا
شهدت العقود الماضية بروز صناعة السيارات الكورية الجنوبية كواحدة من أهم قصص النجاح الصناعية وخاصة أنها بدأت من الصفر.. وتحتل صناعة السيارات في كوريا الجنوبية المركز الخامس على مستوى العالم من حيث عدد السيارات المصنعة، وهي كذلك الخامسة عالميا من حيث حجم الصادرات من السيارات.
يعود تاريخ صناعة السيارات الكورية إلى عام 1955 عندما قام رجل الأعمال الكوري، تشوي مو سينج مع إثنان من إخوانه بوضع محرك جيب معدل على هيكل سيارة مصنوعة من قطع الخردة ليصنعوا أول سيارة في تاريخ كوريا الجنوبية، وأطلقوا عليها اسم (سيبال) وتعني بداية جديدة. وفي عام 1960 أطلقت شركة شينجين أوتوموبيلز سيارة شينجين ببليكا ضمن اتفاقية مع شركة تويوتا. ولتطوير صناعة السيارات في كوريا الجنوبية قررت الحكومة المحلية منع شركات السيارات من العمل في كوريا إلا من خلال مشاريع مشتركة مع الشركات المحلية مما شجع على زيادة عدد الشركات العاملة في مجال صناعة السيارات لتتحرك عجلة صناعة السيارات في كوريا الجنوبية.
وفي عام 1962 تم تأسيس ثلاث شركات هي كيونجسيونج بريسيجن والتي غيرت اسمها لاحقا إلى كيا وبدأت بتجميع السيارات بالتعاون مع شركة مازدا اليابانية عام 1964، والثانية شركة هادونج هوان أوتوموبيل والتي أصبحت لاحقا تعرف بإسم سانج يونج موتور. وهناك أيضا شركة ساينارا أوتوموبيل التي تأسست بمساعدة فنية من شركة نيسان حيث كانت أول شركة في كوريا الجنوبية تزود بخطوط تجميع حديثة. وأما شركة آسيا موتورز فتأسست عام 1965. وتأسست شركة هيونداي موتور عام 1968 بمساعدة فنية من شركة فورد الأمريكية. ولكن كل هذه الشركات كانت تقوم بتجميع السيارات فقط وتستورد قطع السيارات من الشركات الأجنبية.
في عام 1972 انسحبت شركة تويوتا من شراكتها مع شركة شينجين مما دفع شينجين إلى التعاون مع جنرال موتورز الأمريكية والتي أعيد تسميتها عام 1976 إلى سايهان موتورز. وافتتحت كيا مصنع سوهاري للسيارات عام 1973. ثم قدمت هيونداي سيارة هيونداي بوني عام 1975 بالتعاون مع شركة إتالديزاين الإيطالية التي وضعت التصميم وشركة ميتسوبيشي التي قدمت المحرك وناقل الحركة. وفي عام 1982 سيطرت شركة دايو على شركة سايهان موتورز وغيرت اسمها إلى دايو موتورز في العام التالي.
وفي الثمانينيات عانت صناعة السيارات في كوربا بسبب أزمة النفط مما دفع الحكومة إلى سياسة ترشيد صناعة السيارات لتخفيف حدة المنافسة بين صانعي السيارات, كما أوقفت الحكومة سياسة الاستيراد الحر للسيارات. أصبح بعد ذلك تطوير نظام التصنيع بأعداد كبيرة لهدف التصدير هو عنوان فترة الثمانينيات. ونجحت هيونداي في غزو السوق الأمريكي عام 1986 بطراز إكسيل وبلغ حجم مبيعاتها 126 ألف سيارة وذلك بسبب سعرها المنخفض. ثم بدأت هيونداي عام 1989 بإنتاج موديلات مصممة ومصنعة محليا مثل سيارة سوناتا. وفي التسعينيات بلغ إجمالي صادرات هيونداي إلى الولايات المتحدة الأمريكية مليون سيارة عام 1990. وتوالى فوز السيارات الكورية بجوائز الأفضل عالميا.
مع نهاية القرن العشرين بدأ الضغط يتزايد على قطاع السيارات في كوريا مع تنامي السوق المحلي وتزايد المنافسة مما دفع الحكومة إلى فرض المزيد من الضرائب والرسوم على السيارات.. وعلى الرغم من بعض الانتقادات حول جودة السيارات الكورية، إلا أن السيارات الكورية تقف جنبا إلى جنب كمنافسة قوية لأعتى شركات السيارات في العالم.