الشركات العالمية تتجه لانتاج السيارات الكهربائية بالصين
كشفت تويوتا أكبر مصنع للسيارات في العالم خلال مشاركتها فى معرض شنغهاي عن حلولها من المركبات الصديقة للبيئة وهي عبارة عن منصة عالمية جديدة تسمى إي–تي أن.جي.أي.
وبينما حققت هونج جوانج ميني EV وهي سيارة صغيرة بلا رفاهيات صنعتها جنرال موتورز والتي تبلغ تكلفتها أقل من 5 آلاف دولار نجاحا ساحقا في أكبر سوق للسيارات في العالم ولم تطلق تويوتا بعد نسختها منخفضة التكلفة في الصين.
وقد دعا المسؤولون التنفيذيون في تويوتا إلى ابتكار مركبة كهربائية صغيرة، لكن في الحقيقة قررت الشركة أولا العمل على سيارة رياضية متعددة الاستخدامات متوسطة الحجم وهي علامة على التحديات، التي لا تزال تواجهها لإنتاج نموذج منخفض التكلفة يتميز بالتنافسية والراحة والأمان.
ومع تزايد الضغط على المصنعين لخفض الانبعاثات، تسعى تويوتا إلى إنتاج مركبات كهربائية يمكنها التنافس عالميا مع ميني EV وسيارات السيدان الفاخرة من تسلا، والنماذج متوسطة المدى من فولكس فاجن ورينو والسيارات الكهربائية الأنيقة من الشركات الصينية الناشئة مثل إكس بنج.
وفى الوقت الذى باتت بريوس الهجينة من أكثر السيارات مبيعا كانت إحدى محاولات تويوتا المبكرة لتطوير سيارة خضراء صغيرة إي.كيو، فاشلة. فبعد بيع 100 سيارة عام 2012 تخلت عنها تويوتا بسبب مشكلات السعر المرتفع الذي يبلغ 33 ألف دولار وهو سعر يقارب سعر كامري متوسطة الحجم وأيضا إلى قصر المدى ووقت الشحن الطويل.
ويرى المطلعون على خطط تويوتا أن إحدى المشكلات الرئيسية في تطوير سيارة كهربائية صغيرة ميسورة التكلفة هي الحاجة إلى استخدام مجموعات نقل الحركة الكهربائية التي لم تحقق التكافؤ بعد مع نظيراتها التي تعمل بالبنزين.
وأما حشو البطاريات الضخمة في سيارة صغيرة فهو تحد آخر.. فالعديد من المركبات الكهربائية مرتفعة لأن البطاريات مكدسة تحتها مما يترك لشركات خيار صنع مركبات أعلى بكثير لمنح الركاب مساحة واسعة أو إبقائها منخفضة والتضحية بالراحة.
ولا تريد تويوتا المساومة على الجودة أو الراحة أو الأداء مع سيارة EV الصغيرة، لكنها تدرك أنها بحاجة إلى تطوير الخبرة في خفض التكاليف الهندسية لتقديم مثل هذه السيارة بسعر أقل بكثير من 20 ألف دولار.. وهذه الخبرة هي بالضبط ما استفادت منه جنرال موتورز من صنع سيارة ميني EV والتي يمكن أن تكلف أقل من 4410 دولارا.
وتقطع ميني EV أيضا الزوايا التي لن يسمح بها في الولايات المتحدة أو أوروبا، مما يبرز التحدي، الذي تواجهه تويوتا في تطوير منافس قابل للحياة يتعامل بسهولة في مدينة مزدحمة ولا يزال عالي الجودة والأداء.
تحتوي ميني EV على كيس هوائي واحد فقط، مع عدم وجود كيس للركاب أو على الجانبين لحماية الركاب في حالة انقلاب السيارة .. كما أنها مزوّدة بنظام منع انغلاق المكابح ولكن لا توجد تقنية للتحكم في الثبات على الرغم من أن شكلها الطويل والقصير نسبيا يجعلها عرضة للانقلاب عند السير بسرعة في المنعطفات الحادة.
وقال تشو “أولا وقبل كل شيء، يلبي المنتج جميع متطلبات سلامة المركبات في الصين. هونج جوانج ميني EV هي في الأساس أداة تنقل وتساعد الناس على الانتقال من النقطة أ إلى ب في حركة المرور في المدينة. ومن غير المرجح أن يقودوا هذه السيارة بسرعة عالية”.
ومن المؤكد أن حقيقة عدم وجود مقومات الرفاهية في هذه السيارة لم يؤثر على أهميتها، فقد تم إطلاقها في شهر يوليو الماضي، حيث بدأ المستهلكون الصينيون المهتمون بالتكلفة والشباب العصريون في الحصول على نحو 100 ألف سيارة كهربائية صغيرة كل فصل مما يجعلها واحدة من أكثر السيارات الكهربائية مبيعا في الصين.
وقد قرر بعض السائقين الأصغر سنا شراء وولينج بعد انتشار مقطع فيديو للسيارة وهي تتسابق ببراعة على طريق جبلي ملتوي. وبالنسبة إلى الكثيرين، زادت رؤية سيارة صينية تنجح في مناورات صعبة من فخرهم بوطنهم.
ويقوم العديد من السائقين بإضفاء الطابع الشخصي على سياراتهم الصغيرة بتغيير لونها وإضافة مصابيح أمامية وخلفية أنيقة حتى إن القليل منهم يقومون بتخصيص سياراتهم الأخرى، مثل أودي وسيارات بي.أم. دبليو، باستخدام ملصقات وولينج وشاراتها. وقد حوّلت هوانج الجزء الداخلي من سيارتها إلى اللون الوردي وأضافت رسوم شخصيات من سلسلة رسوم متحركة يابانية على السطح الخارجي الأبيض.
وستكون سيارة الدفع الرباعي الكهربائية من تويوتا هي السيارة الأولى، التي ينتجها قسم تصميم المركبات الجديد في اليابان، والمعروف باسم زيف فاكتوري.
وللحصول على المعرفة منخفضة التكلفة التي يحتاجها القسم، تحول إلى شركة بي.واي. دي الصينية لصناعة البطاريات والسيارات عبر شركة بحث وتطوير مشتركة انطلقت العام الماضي. وتتمثل الخطة في استخدام خبرة بي.واي. دي في بناء مركبات كهربائية صغيرة وبعض المكونات الرئيسية، بما في ذلك البطاريات.
ووفقا لأحد الأشخاص المطلعين على خطط تويوتا لا تزال هناك فرصة جيدة لاستخدام الشركة لتكنولوجيا توليد القوة الكهربائية من شركة بلو نيكسس التابعة لها.
وتلعب هونج جوانج ميني EV أيضا دورا مهما لشركة جنرال موتورز وسايك لأنها تولد أرصدة للسيارة الصديقة للبيئة. ويحتاج صانعو السيارات في الصين إلى إنتاج ما يكفي من سيارات الطاقة الجديدة لتعويض إنتاجهم من سيارات محركات الاحتراق الداخلي.
ويعني نجاح ميني EV أن جنرال موتورز وسايك لديهما مجال لبيع الائتمانيات للمنافسين أو إنتاج المزيد من سيارات البنزين الفاخرة والأكبر دون التعرض للعقوبات.