تقرير يؤكد : تفوق السيارات الكهربائية الصينية لم يأتِ من فراغ
خلال السنوات الأخيرة، اغتنمت صناعة السيارات في الصين فرص الكهرباء والذكاء وتحويل الشبكات، وعملت جاهدة على تعزيز الابتكار التكنولوجي في المنتجات ونماذج الأعمال، وفي عام 2023، بلغت مبيعات الصين السنوية من مركبات الطاقة الجديدة 9.495 مليون وحدة، بزيادة تقارب 126 مرة مقارنة بعام 2014، وهو ما يمثل أكثر من 60٪ من حصة السوق العالمية، لتحتل المركز الأول عالميا لتسع سنوات متتالية، كما ارتفعت حصة مبيعات مركبات الطاقة الجديدة في إجمالي مبيعات السيارات إلى 31.6%.
وقبل 10 سنوات، كانت مركبات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء العالم صناعة ناشئة تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية للشحن ولم يتم تسويقها بعد. وكانت تواجه تحديات عدم نضج ي التكنولوجيا، ومخاطر خفية في سلامة البطاريات، وارتفاع تكاليف الإنتاج، ومشاكل في تجربة المستخدمين ونقص استعداد السوق وغيرها.
يعتقد فو بينغ فنغ، نائب الرئيس التنفيذي والأمين العام للجمعية الصينية لمصنعي السيارات، أن صناعة مركبات الطاقة الجديدة في الصين تحقق إنجازا عظيما بفضل السياسات الصناعية الطليعة والقابلة للتطبيق والبنية التحتية المتقدمة للشحن. وأضاف فو بينغ فنغ أن هذه الإنجازات، لا يمكن فصلها عن العمل الشاق للابتكار التكنولوجي من قبل دوائر الصناعة والأعمال، فضلا عن مزايا السوق الضخمة في الصين.
على مدى السنوات العشر الماضية، أطلقت مختلف الإدارات الصينية أكثر من 70 خطة لدعم صناعة مركبات الطاقة الجديدة. وأنشأت نظامًا صناعيًا كاملاً وقامت بتنمية أكبر سوق استهلاكي في العالم، وشكلت سوقًا متبادلة المنفعة ومربحة.
يه وي قوه، مستهلك صيني يعيش مقاطعة هاينان، واشترى سيّارة كهربائية من شركة “بي واي دي” في سبتمبر من العام الماضي. يقول بأنه لديه عمود شحن مثبت في منزله، وتكلفة الشحن رخيصة جدا. وفي أكثر من نصف عام، وفرت أكثر من 10 آلاف يوان مقارنة بسيارة تعمل بالبنزين.
تشير الإحصائيات إلى أن الصين قامت ببناء بنية تحتية للشحن الأضخم والأكمل في العالم. وإلى غاية نهاية عام 2023، بلغ محطّات الشحن 8.596 مليون وحدة، بزيادة سنوية قدرها 65%. في الوقت نفسه، تستمر السلاسل الصناعية مثل إعادة تدوير بطاريات الطاقة وتجديد المواد في التوسع. وتم بناء أكثر من 10 آلاف منفذ لخدمة إعادة تدوير بطاريات الطاقة.
كما سجلت السيارات الكهربائية تقدما كبيرا على مدة استمرار البطارية، حيث أثار مؤخرا تحد على مواقع التواصل اهتماما واسعا بين المستخدمين، بعدما تمكن صاحب سيارة كهربائية من قطع مسافة 2141 كلم في 42 ساعة دون توقف أو تزود بالكهرباء. وقال هوانغ تشاوجين، مساعد المدير العام لشركة شيري للسيارات المحدودة، إن هذا الاختبار الفعلي حطم الرقم القياسي للتحمل بالنسبة لمركبات الطاقة الجديدة في الصين. وأرجع ذلك إلى اختراقات شيري في مجال المكونات الهجينة، الشيء الذي عالج هواجس المستخدم، المتعلقة بمدة استمرار البطارية والشحن.
في ذات الوقت، حققت مركبات الطاقة الجديدة في الصين تقدمًا في تكنولوجيا الشبكات الذكية. على سبيل المثال، تم تجهيز سيارة “جيوي 01” التي أطلقت العام الماضي، بنموذج “إرني بوت” المطوّر من قبل شركة بايدو، لتحقيق أول سيارة مجهزة بنموذج كبير قائم على اللغة. وأطلقت جيلي أول هيكل رقمي للذكاء الاصطناعي (AI) في العالم خلال معرض بكين الدولي للسيارات.
وتظهر الإحصائيات أنه في الربع الأول من هذا العام، وصل معدل تركيب وظائف القيادة المساعدة L2 وما فوق في سيارات الركاب العاملة بالطاقة الجديدة في الصين إلى 56.2%. وتم تعميم نظام معلومات الملاحة الفعلية والتحكم الصوتي الذكي بنسبتي 81.5% و87.9% على التوالي.
من جهة أخرى، تشهد المصانع الذكية، والمصانع المتصلة بالجيل الخامس، والمصانع الخضراء انتشارا سريعا في الصين. وبالاعتماد على تمكين التكنولوجيا الرقمية، تحسنت جودة مركبات الطاقة الجديدة في الصين بسرعة، مما عزز تطوير السيارات المتطورة والذكية والخضراء. وفي الأشهر الأربعة الأولى العام الحالي، بلغ إنتاج ومبيعات مركبات الطاقة الجديدة في الصين 2.985 مليون و2.94 مليون على التوالي، بزيادة سنوية قدرها 30.3% و32.3% على التوالي. ووفقًا لتوقعات الجمعية الصينية لمصنعي السيارات، من المنتظر أن يتجاوز الإنتاج والمبيعات السنوية لمركبات الطاقة الجديدة في الصين هذا العام 10 ملايين وحدة، لتصل مرة أخرى إلى مستوى جديد.