حكاوى السوق

خالد أباظة يكتب :درس القصراوى ومعجزة صلاح ورشوة تاجر السيارات!

موقف غريب جدا تابعناه الأسبوع الماضى داخل كواليس سوق السيارات فى بلدنا.. كان بطله هشام القصراوى العضو المنتدب لتوكيل «هايما» الصينى..

الرجل فوجئ بـ«فاتورة إصلاح» بمبلغ ضخم لسيارة دخلت مركز الصيانة الرئيسى للشركة بعد تعرضها لحادث سير عنيف.. قام باستدعاء مدير عام المركز لمراجعة البنود وقطع الغيار والمصنعيات.. كانت كلها سليمة.. ولكن الإجمالى ضخما للغاية بالفعل!

ووفقا لرواية صديقى الصحفى حسين صالح الذى شهد الواقعة.. قام هشام القصراوى بإصدار تعليماته لمدير المركز بعمل تخفيض كبير على الفاتورة يصل إلى نصف المبلغ تقريبا.. المدير اندهش وقال له: «ولكن كده حضرتك حذفت مبلغ «المصنعيات» بالكامل.. ومنحت للزبون بعض قطع الغيار مجانا»!

رد عليه القصراوى: «أعرف ما فعلته جيدا.. أنا أشعر بتعاطف كبير مع الزبون الذى اختار سيارتنا.. يجب أن نقف معه ونسانده حتى بدون أن يطلب ذلك» !

تحية واجبة لهشام ولفوزى القصراوى رئيس مجلس الإدارة.. هو إجراء غاية فى الشياكة والجدعنة والرقى.. وليس غريبا على «القصراوية الرجالة» فى بلدنا.. وهو أيضا درسا لبعض أصحب التوكيلات الذين يرفضون تماما مساندة الزبون فى حالات نكون فيها أمام «عيب صناعة» واضح فى السيارة.. ونجد صاحب التوكيل أو مديره يرفض التفاهم والتعاون.. إلى أن يتدخل «حماية المستهلك» وتكبر القصة وقد يحصل الزبون على حقه أو قد يطول ويضيع تماما!

  • ●●

تاجر سيارات معروف متورط مع محافظ المنوفية فى واقعة الـ٢ مليون رشوة التى أدت إلى القبض على الاثنين ومعهما ثالث أيضا.. والجميع الآن داخل السجن بأمر من النائب العام!

قضية لفتت نظر الناس بالتأكيد لغرابتها وملابساتها المتعددة.. منها أن المحافظ كان سيلتقى بالرئيس فى جولته بالمحافظة بعد ٢٤ ساعة فقط من موعد القبض عليه!.. بخلاف قصة الكشف عنه والتى كانت بطلتها زوجته التى أرشدت عنه وكشفت عن فساده وأخلاقياته لسبب غريب جدا.. هو أنه تركها وتزوج عليها سيدة أجمل وأحلى وأصغر فى العمر!!

وهذا يكشف لنا يا سادة.. مدى الجبروت الذى نراه من «الستات» فى العديد من الأحيان.. عقاب الرجل كان شديدا ولم تكن السيدة طليقته رحيمة به أبدا.. سلمته «تسليم أهالى» للرقابة الإدارية.. فقط ليكون عبرة لباقى الرجالة الذين يفكرون فى خيانة زوجاتهم والارتباط بغيرهن!..

بالتأكيد هذه الواقعة تعطينا دروسا عديدة.. أهمها بالنسبة لنا نحن «الرجالة» أن ننتبه جيدا: لا تكشف لزوجتك عن أسرار عملك أيا كانت.. ولا عن فلوسك فى البنوك ولا صفقاتك وخططك ومشاريعك.. ولا حتى مرتبك الشهرى.. لا أحد يضمن أن تنقلب عليك فى يوم وليلة و«تبلغ عنك» لأى سبب!..

الدرس الثانى: إذا أردت أن تنهى مشوار حياتك مع زوجتك وترتبط بأخرى.. يجب أن تكون ذكيا ودبلوماسيا جدا.. امنحها كافة حقوقها ولا تتركها إلا وهى راضية تماما.. ومباركة أيضا للجوازة الجديدة.. وإلا ستستخدم «كيدها» ضدك و«توديك فى داهية»!!..

  • ●●

محمد صلاح.. شاب مصرى أصيل.. كان واحد من الفقراء والغلابة وسط عائلة بسيطة وفقيرة وتعليم محدود للغاية.. وتمكن الآن من تغيير حياته ليصبح أحد أنجح وأشهر وأغنى وأحرف نجوم الكرة فى العالم أجمع!.

عندما وقف فى حفل تتويجه كأفضل لاعب إفريقى لعام ٢٠١٧ والذى أقيم فى مدينة «أكرا» الغانية مساء الخميس قبل الماضى.. وجه رسالة قصيرة جدا لأطفال مصر وإفريقيا.. قال لهم: «أرجوكم لا تتوقفوا عن الأحلام.. فكروا فيها وعيشوها لأنها من الممكن جدا أن تتحقق ولا تكون بعيدة جدا عنكم كما تتخيلون»!

فعلا معه كل الحق.. الأطفال والكبار أيضا عليهم أن يحلموا.. بشهرة أو مال أو نجاح أو تألق أو شهادات أو تميز.. فى أى مجال وفى أى وقت.. مافيش حاجة مستحيلة.. أى طفل أو شاب ممكن يكون الأحسن والأفضل والأشهر فى مجاله لو اجتهد وتعب وأخلص فى عمله وحافظ على موهبته ونماها.. محمد صلاح لم يكن «فلته» ولا «معجزة» عندما كان يلعب فى صفوف الناشئين.. بدليل أن نادى الزمالك رفض ضمه عندما كان ناشئ عمره ١٩ عاما «!!».. ومع ذلك أصبح الآن أحد أبرز نجوم اللعبة على الصعيد العالمى.. إذا المعجزات موجودة.. والأحلام المستحيلة ممكن أن تتحقق.. والأمنيات الصعبة ممكن أن تكون على بعد أمتار قصيرة منا.. فقط علينا أن «نحلم» ولا نيأس.. نعمل ولا نهدأ.. نخلص ولا نكسل.. أن نحاول اكتشاف مواهبنا ونخرجها ونصقلها ونجتهد فى تلميعها والحفاظ عليها وتنميتها.. أى واحد منا قد يكون «نجما» بعد فترة.. قد لا تكون بعيدة أبدا.. لا أحد يعرف !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى