اخبار

كارلوس غصن : كنت سأموت في اليابان إذا لم أخرج

تحدث كارلوس غصن فى مؤتمر صحفي لأول مرة منذ وصوله بلده الأم لبنان بعد هروبه المفاجئ من اليابان، مركزاً في خطابه على استنكار اعتقاله في اليابان وذم النظام القانوني في البلاد.

وقال غصن إنه لم يهرب من العدالة، بل هرب من “الظلم في اليابان”، حيث كان ينتظر محاكمته بتهمة ارتكاب مخالفات مالية أثناء عمله في شركة السيارات نيسان.. وأوضح غضن أثناء حديثه مع الصحفيين أن نيته في التحدث علناً لم تكن لمناقشة طريقة فراره من البلاد، وإنما لتبرئة اسمه وشرح كيف أنه “لم يكن يجب اعتقاله من الأساس”.

وكان قد ألقي القبض على غصن لأول مرة في طوكيو منذ أكثر من عام، حيث ادعت النيابة العامة أنه لم يصرح عن دخله الحقيقي لسنوات، فضلاً عن تحويله مبلغ 5 ملايين دولار من نيسان إلى وكالة سيارات كان يتحكم بها.

وقد نفى عملاق صناعة السيارات السابق هذه الاتهامات بشكل مستمر، وباشر في حديثه يوم الأربعاء بانتقاد نظام العدالة الجنائية الياباني، الذي وصفه بأنه “ينتهك المبادئ الأساسية للإنسانية”.

وأشار غصن إلى معاملته أثناء احتجازه في الحبس الانفرادي، حيث قال إن السلطات كانت تستجوبه لساعات طويلة دون حضور المحامين، مؤكداً عدم وجود محاكمة سريعة. كما أضاف أن المدعون اليابانيون عزموا على استخراج معلومات تجرمه، وليس لتحديد الحقيقة فيما حدث.

ووفقاً لغصن الذي أصبح الرئيس التنفيذي لشركة نيسان في عام 2001، فإن محاموه أخبروه أنه قد يُحتجز في اليابان لمدة 5 سنوات قبل أن يصدر أي حكم بقضيته، حتى اقتنع بأنه سيموت في اليابان إذا لم يخرج منها، مضيفاً، “شعرت أني كنت رهيناً في بلد خدمته 17 عاماً”.

كما زعم غصن أن اعتقاله نتج عن مؤامرة لإقصائه من إمبراطورية السيارات التي بناها بين نيسان ورينو وميتسوبيشي موتورز، حيث قال إن المدراء في نيسان شعروا بالتهديد من قبل نفوذ رينو المتزايد في الشراكة، موضحاً: “لسوء الحظ، لم تكن هناك ثقة، وأعتقد أن بعض أصدقائنا في اليابان ظنوا أن الطريقة الوحيدة للتخلص من تأثير رينو على نيسان، هي التخلص مني”.

وقد تمكن غصن الأسبوع الماضي الهرب من اليابان رغم شروط الكفالة الصارمة، والتي تضمنت شرط بقائه في البلاد. ويسعى المسؤولون اليابانيون منذ ذلك الحين احتواء تداعيات هروبه ومعرفة كيف تمكن من الخروج من البلاد بينما كان تحت الإقامة الجبرية بمنزله في طوكيو.

وقالت وزيرة العدل ماساكو موري يوم الأحد إن غصن غادر البلاد “بطريقة غير قانونية وغير عادلة”، في حين أمرت وزارة الهجرة اليابانية “بتشديد” قوانين هجرتها “حتى لا يتكرر الموقف نفسه”. بينما قالت لبنان الأسبوع الماضي إن غصن دخل البلاد بشكل قانوني، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الوطنية.

ويحمل غصن الجنسية الفرنسية والبرازيلية واللبنانية، إلّا أن جوازات سفره كلها صودرت واحتجزت من قبل فريق الدفاع الياباني لمنعه من الفرار من البلاد. ولكن، كشف جونيتشيرو هيروناكا، محاميه الياباني، يوم السبت أن غصن كان يحمل جواز سفر فرنسي آخر، بإذن من المحكمة، إلّا أن الجواز كان قد وضع في صندوق شفاف مقفول، لا يمكن لأحد سوى محاميه فتحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى